النهار

وجبات الطعام في الأولمبياد... المطبخ الفرنسي يستعرض ابتكاراته
ليس المطبخ الفرنسي مجموعة من الوصفات والأطباق فحسب، بل هو تجربة ثقافية وفنية متكاملة يحتفى بها في كل زاوية من العالم. إنه رمز للتقاليد والإبداع والفخامة، يعكس روح فرنسا بكل ما تحمله من جمال ورقي. ففي كل طبق فرنسي، يتجلّى الابتكار، ما يجعله أحد أهم المطابخ في العالم وأشدها تأثيرًا.
وجبات الطعام في الأولمبياد... المطبخ الفرنسي يستعرض ابتكاراته
صحن سلطة
A+   A-
نانسي فضول
 
ليس المطبخ الفرنسي مجموعة من الوصفات والأطباق فحسب، بل هو تجربة ثقافية وفنية متكاملة يحتفى بها في كل زاوية من العالم. إنه رمز للتقاليد والإبداع والفخامة، يعكس روح فرنسا بكل ما تحمله من جمال ورقي. ففي كل طبق فرنسي، يتجلّى الابتكار، ما يجعله أحد أهم المطابخ في العالم وأشدها تأثيرًا.
 
وبينما تستعد فرنسا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، تنشئ مجموعة من المطاعم المؤقتة وتجارب تناول الطعام على نطاق يفوق كثيراً ما قُدِّم في أي دورة ألعاب سابقة. وقد تبدو المنافسات كأنها فكرة ثانوية فيما تطرح البلاد 80 مطعماً مؤقتاً وتجارب طعام لا حصر لها تبهر الآتين إلى باريس لمواكبة الأولمبياد.
 
قرية أولمبية
يُفتتح مطعم القرية الأولمبية في الوقت الذي تتسارع فيه الحملة العالمية التي أطلقتها الحكومة لتعزيز تأثير الطعام الفرنسي وجاذبيته. ومع توقع حضور نحو 15 مليون زائر لمشاهدة الألعاب، بيهم مليونا زائر أجنبي، ستكون باريس هي محور كل الحياة، فيتحول تنشيط ثقافة الطهو المرتبطة بالتقليد الفرنسي تحدياً مثيراً.
 
تقول كريستين دوبليت، المديرة المشاركة لشركة "لو فودينغ" (Le Fooding) المتخصصة في دليل المطاعم والفعاليات الغذائية في باريس: "الطعام بالنسبة إلى الفرنسيين رسالة مهم، وستكون الألعاب الأولمبية منصة دولية ضخمة تشاهد في جميع أنحاء العالم، ويريد الفرنسيون من خلالها إظهار مدى قوة الطهو الفرنسي".
 
وتم أيضًا التخطيط لمطعمين فرنسيين متكاملين، من دون شرائح اللحم التارتاري  الكلاسيكية أو "الشوكروت". وبطبيعة الحال، النبيذ محظور، ما دام الهدف من القرية الأولمبية المنبسطة على 46,000 قدم مربع، وتضم 3,623 مقعداً، هو إعداد الرياضيين لتقديم أفضل أداء في الألعاب الأولمبية.
 
 
نموذج يُحتذى به
ويقول فيليكس زافرا، نائب الرئيس في شركة "أون لوكيشن"، التي تشرف على المطاعم الجديدة: "إذا سارت الأمور بسلاسة، سيُعتمد برنامج طهو مماثل في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلانو في عام 2026، ودورة الألعاب الصيفية في لوس أنجليس في عام 2028. وتعاقدت اللجنة الأولمبية الدولية المشرفة على الحدث معه ومع فريقه ليشارك في المناسبات الأولمبية الآتية، وهو يأمل أن تساعد هذه المطاعم المؤقتة في تغيير النظرة العالمية إلى المطبخ الفرنسي. يضيف: "رسالتنا هي أن الطعام الفرنسي متاح للجميع، فلا هو باهظ الثمن ولا نقدمه على طبق من الفضة".
 
بشكل عام، ما عاد الطعام ثانوياً في المناسبات الرياضية، إذ لا يقل أهمية عن المباريات والمنافسات. ولم يسبق لأي منظمة أن حاولت تقديم هذا النوع من الخدمات في باريس. يقول زافرا إن بعض المطاعم كانت موجودة في ملاعب أولمبياد لندن (2012) وأولمبياد ريو دي جانيرو (2016) قدّما بعض المطاعم، "لكن لم تُقدَّم خيارات جديدة في أماكن أخرى في تلك المدينتين".
 
 
أطباق وألعاب
يمكن المشاهدون تناول رافيولي جراد البحر في حدائق في قصر فرساي أثناء مشاهدة فعاليات الفروسية. وفي برج إيفل، يمكنهم الاستمتاع بفطائر "مول فريت" والموسيقى الحية وهم يطلون على مباريات كرة الطائرة الشاطئية.
 
وعندما لا تقام أي منافسات، تستضيف هذه المطاعم الفائزين الأولمبيين السابقين ليقصوا قصص نجاحهم، كما تعرض تجارب الواقع الافتراضي التي تحاكي المشاركة في سباق السباحة أو الوقوف على منصة التتويج لتسلم ميدالية الفوز. 
 
ويمكنهم كذلك تناول العشاء على متن قارب يبحر في نهر السين خلال حفل الافتتاح، والذي تبلغ تكلفته 15,000 يورو للشخص الواحد، أو التمتع بجولة نهرية تواكبها وجبة متعددة الأطباق من إبداع الطاهيين آلان دوكاس وجان فيليب بيرينز.
 
 
استدامة حسنة التخطيط
في السنوات الأخيرة، أصبح التركيز على الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من تنظيم الألعاب الأولمبية، بحيث يتم استخدام ممارسات مستدامة في إعداد وتقديم الطعام، مثل تقليل النفايات الغذائية واستخدام مصادر غذائية محلية ومستدامة. تهدف هذه الجهود إلى تقليل الأثر البيئي للألعاب، وتعزيز الوعي البيئي بين الرياضيين والجمهور.
 
التركيز منصب على شراء المكونات من المزارع المحلية، لتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بالنقل ودعم الاقتصاد المحلي والحد من استيراد المواد الغذائية لتشجيع المنتجات المحلية، إضافة إلى زيادة استخدام المنتجات العضوية بدلاً من المركبات الكيميائية لضمان جودة الطعام.
 
وتسعى فرنسا أيضًا إلى تحققي مبادئ الاستدامة من خلال التخطيط الدقيق للوجبات، باستخدام تقنيات حديثة، وبناءً على احتياجات الرياضيين ومتطلباتهم الغذائية. وهذا يحد من هدر الطعام.
 
كذلك، تسعى اللجنة المنظمة إلى وقف استعمال البلاستيك أحادي الاستخدام في جميع المرافق التي تشهد منافسات أولمبية، بما في ذلك القرية الأولمبية. وقد حظرت السلطات الأولمبية الفرنسية رمي أدوات المائدة والأطباق، لكنها لم تحظر سلال القمامة من المطابخ، كما فعلت بعض مطاعم باريس، إلا أنها تروج لثقافة عدم رمي النفايات. إلى ذلك، نحو 80 في المئة من المكونات المستخدمة فرنسية المنشأ، والهدف من ذلك خفض البصمة الكربونية للأولمبياد إلى النصف.
 
 
لا بطاطا مقلية
يتم استخدام تقنيات تبريد مبتكرة توفر في استهلاك الطاقة وتحفظ جودة الطعام في الوقت نفسه.
 
المثير أن لا "بطاطا مقلية" للرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بفرنسا، وعددهم 15,000 رياضي، ولا "كبد الأوز"، لكن هناك الكثير من النقانق النباتية والكينوا.
 
ويقول فيليب فورتس، رئيس قسم الطعام في أولمبياد باريس 2024: "سنقدم يوميًا نحو 1200 وجبة من مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان من أصل 40,000 وجبة، مؤكداً أن نحو 30 في المئة من قائمة الطعام في دورة الألعاب الأولمبية ستكون "نباتية، فيها الكثير من فول الصويا".
 

اقرأ في النهار Premium