سيلفيو شيحا- رياضي
خياري دائماً وأبداً هو البقاء في بلد الأرز، هنا حيث أعشق الرياضة، وحيث أناضل للوصول إلى بلد نعيش فيه بكرامة، ويليق بأولادنا وبالأجيال القادمة. هكذا أنا، من روحي الرياضية ينبثق هذا الأمل، فإن رحلنا جميعنا لمن نترك لبنان؟ وأمامي أرى بيروت، هذه المدينة التي نُكبت في آب، لملمت جراحها ووقفت مجدداً؛ ليس عنها هذا الأمر بغريب، فهي التي دُمّرت مرات عدّة، ثمّ عادت إلى الحياة. نأخذ منها التصميم والإصرار.
الحلّ الذي أعطيه لإيقاف هذا النزيف المميت، هو زرع المبادئ السامية في وجدان الشعب، ولأنني رياضي، أشدد على أنّ الرياضة قادرة على القيام بهذا الغرض وعلى أكمل وجه، إنها تهذب النفس، تعلّم التركيز على الأهداف التي توصل الفرد إلى نجاح إيجابي. ولأكون جزءاً من هذا الحل، وخدمةً لمجتمعي، أسست نادياً رياضياً أدرّب فيه طلاب المدارس الرسمية بشكل مجاني على رياضة "الجودو"، ومنذ العام الأوّل حصلنا على أربع ميداليات، ونحصد النجاحات باستمرار. أؤمن أن الرياضة هي الحل. انظروا إلى من يمارسها من الأولاد، يكبر وينضج بعيداً عن الكحول والمخدرات وغيرهما من الآفات، تربّيه الرياضة على حسن الخلق والتصرف واتخاذ القرارت السليمة، لأن "العقل السليم في الجسم السليم".
ولأنني أؤمن بالتغيير الذي يمكن للرياضي أن يقوم به في مجتمعه، قررت خوض تجربة التنمية المحلية، وترشحت إلى الانتخابات البلدية، وأصبحت عضواً في بلدية جونية، واستثمرت ملعب فؤاد شهاب لتحقيق أغراضي التنموية، عبر الرياضة. صحيح أن كورونا أتت لتعرقل الأمور على إثر الإغلاقات والتدابير الوقائية، إلّا أنني أتطلع بعد إلى وضع يدي بيد الدّولة للانتقال إلى التنمية الشاملة لكل الأراضي اللبنانية على الصعيد الرياضي.
المشروع غير مكلف، جلّ ما في الأمر، صالة في كل نطاق، ومدرب. وبعدها نحصد النتائج؛ جيل يهتم بممارسة الرياضة وتطوير إمكانياته، بدلاً من التقوقع على نفسه في مجتمع ضيق، تجعله منفتحاً على الآخرين ويتعلم لغة الحوار. أرى أن الرياضة جزء من الحل. نعم، يمكننا إنقاذ لبنان ووقف النزيف!