لينا بوبس
*ناشطة في الانتفاضة
نعم أنا "ماما الثورة" التي تعشق لبنان وتساعد الجيل الصاعد إلى أقصى الحدود. عشت الحرب ولا أريد أن يختبروها. إنهم يستحقون الأفضل. توقف الزمن بعد الانفجار الذي هزّ عاصمتنا بيروت، وبقيت الثورة مستمرة تطالب بالعدالة. ثورتنا تنظر إلى العقول والطاقات التي تهاجر، بعينٍ دامعة. ابنتي في فرنسا وأخاف أن يهاجر ابني أيضاً. يجب أن ينتهي هذا النزيف. يجب أن نبني لهم وطناً.
لا تبنى الأوطان والمجتمعات الحديثة إلّا بسواعد الشباب. انظروا إلى أحياء بيروت بعد الانفجار، التي وثّقتها "الكاميرات"، اكتظت بالمنتفضين الذين اعتادوا مناداتي "ماما" في ساحات النضال. منتفضون بحقّ أرادوا المساعدة، والمساعدة مثل التغيير. كيف نرى نخوتهم هذه ولا نساعدهم؟! لا يمكنني أن أكون متفرجة.
الثورة لم تفشل إطلاقاً، وبوادر التغييرموجودة. انظروا من حولكم، فالمحرمات كُسرت، والانتقاد طاول أكبر القامات. "صفر خوف" اليوم، خاصة بعد استشهاد لقمان سليم. من الآن لا خوف! يمكنهم قمع الثورة إلى حين، لكنها لا تموت، تخبو ولا تنطفئ. كذلك هو فكر لقمان وزرعُه اللذان لا يموتان. القمع ينجح في البلدان الديكتاتورية، وننصح كل متوهّم أن يراجع التاريخ القريب والبعيد. لبنان بلد الحرية وشعبه يعشق الحرية، هكذا كان، وهكذا سيظل.
لقد سعوا إلى تدمير هذا البلد الديموقراطي والجميل. ربما نجحوا حتى الآن، لكن لن نستسلم. أؤمن أنّ التغيير في البلدان الديموقراطية يأتي من الانتخابات. راجِعوا الانتخابات الطالبية والنقابية، وترقبوا الانتخابات النيابية.
إيماني كبير بالجيل الجديد، وبالمنظمات غير الحكومية. كلهم شباب تأهبوا للعمل والإنقاذ والتغيير.
تتكبّد الثورات فواتير مؤلمة، ودفعنا في لبنان، كرمى للتغيير، دماء غالية وعزيزة روت أرض الوطن. نحزن على كل شهيد سقط، لكن في المقابل الثورة مستمرة ولا تُقمع. تستحق طاقات لبنان أن تصنع وطناً، والأوطان لا تُصنع بكلام الشعر، وهذا ما يدركه الجيل الجديد، ويسعى إلى العمل وبناء الدولة المدنية الحديثة، بعيداً من كل الأحزاب أو من اتّباع أي زعيم طائفي. لن أستسلم لأجلهم.