النهار

أُغرمت بلبنان بعد الثورة، والنزْف يُخرج العلل أيضاً
المصدر: النهار
أُغرمت بلبنان بعد الثورة، والنزْف يُخرج العلل أيضاً
A+   A-
معين جابر
* ناشط وصانع محتوى على منصّة "سردِة" للقضايا السياسية 
 
صحيح أنّ لبنان ينزف، وسينزف أكثر... ويجب أن ينزف ليُخرِج كلّ الدم الوسخ والعلل التي عاشها طيلة عقود. ولا أحد في هذه الطبقة السياسية قادر على إرجاعنا إلى الوهم الذي كنّا نعيشه، فالناس يناضلون، كلٌّ على طريقته وفي مجاله وبقدر استطاعته للتغيير. ودائماً ما نرى الأشياء أكثر صعوبة قبل إنجازها، لكن الظروف الصعبة تصنع التغيير. وهناك أشخاص يعوَّل عليهم في هذه المعركة، وكذلك الأحزاب التغييرية.  


أُغرمت بلبنان بعد 17 تشرين؛ فللمرة الأولى وجدت نفسي غير وحيد في معركة النضال والتغيير. وكانت المرة الأولى التي نعبّر فيها عن أوجاعنا المشترَكة. وهذا عمل أساسي للتغيير؛ دفعني إلى أن أُغرم بلبنان أكثر فأكثر. كثيرون يظنّون أنّ لبنان انتهى ولا أمل فيه، لكنني أقول إنّ لبنان الذي كنّا نعرفه سابقاً انتهى فعلاً، ونحن نشهد ولادة لبنان جديد.  


طبعاً لديّ أمل بلبنان رغم كلّ نزْفه، إذ لا يمكننا العودة إلى لبنان الذي كنّا نعيش فيه مخدَّرين منذ 30 عاماً. الأمل الآن هو فينا نحن الشباب، وهناك جيل بأكمله داخل لبنان وخارجه يناضل تحت علم لبنان، وهو نضال عابر للطوائف يضع إنسانيتنا ومواطنيتنا أولوية. ولدينا الخبرة والطاقة،  فلنجهد لتغيير مصير البلد إلى الأفضل. 
 

اقرأ في النهار Premium