فراس الأبيض- مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي
ما مررنا به واختبرناه في الحرب اللبنانية أكبر دليل على أنّنا لن نتخلّى عن بلدنا، وهذا لن يجعلنا نهجره ونتركه، وسنبقى نحبّه مهما حدث. مع ذلك، ليس مهماً أن نؤمن ونتأمّل به، بل الأهم هو أنّ التحدّي الأكبر يكمن في ما سنفعله من أجل هذا الوطن. في هذه الظروف الصعبة التي نواجهها جميعاً، نحن مدعوون لتكثيف جهودنا لبناء لبنان الذي نحلم به.
ومع ذلك، السؤال الضروري الذي لا بدّ أن نطرحه هو: "إلى متى سنصمد؟ ما هو ثمن التعب والجهد الذي سندفعه لاسترجاع وطننا؟".
في الحرب، كنا نملك الكثير وخسرناه. مَن كان يقول أنّنا سنخسر هذا البلد الجميل؟ عندما أنظر إلى صور لبنان في حقبتَي الستينات والسبعينات، أتفاجأ كيف وصلنا إلى هذا الدمار والخراب. وأشعر بالذهول والوجع. بين الحرب الأهلية والوضع الذي نمرّ به، عشنا حلماً صغيراً لمدّة من الزمن قبل أن يختفي وتعود الفوضى.
صحيح أنّ الظروف اليوم مختلفة وصعبة جداً، ونحن أمام امتحان كبير لتحديد أي بلد نريده، وكيف سنبنيه من جديد، لذلك لن نقبل بالمساومة وأوساط الحلول، ويجب أن يكون هدفنا جميعاً استرجاع لبنان الذي نريده ونطمح للعيش فيه. وعليه، نريد تحقيق أفضل ما يمكن للوطن، بصرف النظر عن الصعوبات والظروف الدقيقة التي تعصف بقوّة.
وبالرغم من أنّ الطريق طويلة ووعرة، إلا أنه علينا التحلّي بالصبر وعدم الاستسلام عند أول منعطف. ولكن، الأهم، يجب الاحتفاء بالانتصارات صغيرة، ونحن ندرك تماماً أنّ التراكمات ستقودنا إلى هذه الانتصارات حتى لو اجتزناها "بالطلعات والنزلات".