النهار

تحدّي تربية التلامذة على حبّ لبنان
المصدر: النهار
تحدّي تربية التلامذة على حبّ لبنان
A+   A-
ميرا حجار (مدرّسة في مدرسة المون لاسال) 
 
عمدما يتردد ان لبنان مستشفى الشرق الاوسط، ومصرف المنطقة، والوجهة السياحية، فمرد ذلك الى مستوى التعليم فيه. فمدارسه منذ تلك التجمعات التي علمت الاولاد تحت الشجرة، قبل الابنية العصرية، قدمت المستوى الرفيع في كل انواع العلوم، والتربية الصالحة في مجالات الحياة، ودربت على الانفتاح وقبول الاخر المختلف في انماط تفكيره وعاداته ومعتقداته، وساهمت بشكل اساسي في اعلاء شأن البلد وسمعته ودوره في المنطقة والعالم.  
 
اليوم، لا يقتصر الخطرعلى جائحة كورونا التي حجرت الاساتذة والتلامذة في منازلهم، اسرى شاشات الكومبيوتر، من دون اتمام البرامج على النحو المشتهى، في غياب التفاعل ما بين المعلم والتلميذ، وما بين التلامذة في ما بينهم، بحيث يعيش كل واحد فرحه وحزنه وقلقه وخيبته وحيداً من دون سند، ومن دون ترفيه يحد من الاحاسيس المتداخلة، بل يكمن الخطر الحقيقي على مستويين: الاول في التحدي التربوي اذ بات المعلم اسير كتاب للتربية المدنية لا يحقق المبتغى، اذ  ان التلامذة يعكسون واقعهم البعيد من الانتماء الوطني، والبعيد حكما عن مضامين تقليدية لكتب رجعية. التحدي الكبير في كيفية دفع التلامذة الى حب لبنان بعدما بات كثيرون يرونه محطة قبل الهجرة الى بلاد تقدر كفاءاتهم وتفتح لهم الفرص. 
 
والثاني، في تعامل الدولة مع القطاع التربوي، وتحديداً مع المدارس الخاصة، واكثر مع المدارس الكاثوليكية، التي وان اساء بعضها في التعامل المالي، فانها تبقى الركن الاساس للتعليم والتربية في لبنان، وفي تأهيل الاولاد الى مستقبل افضل، وهي التي تحمل عبء ثلثي تلامذة لبنان.  
 
ان التعامل مع المدارس بمعيار واحد، يخلط ما بين الغث والسمين، ويضعف الثقة بالتعليم في لبنان، ويجعل المدارس ساحات للصراع ما بين ادارة ومعلم وتلميذ واهله، تماما كما حولوا لبنان ساحة لصراعات السياسيين والطوائف والاحزاب. ليس الامل في هؤلاء، بل يكمن المستقبل الحضاري في المدرسة والجامعة والمسرح والمعهد الفني والصناعي والسياحي، وفي المستشفيات المواكبة لكل تطور، وفي المصرف الذي قد يستعيد ثقة المودع.  
بئس هذه السياسة المدمرة للوطن والانسان، والمجد لرسالة التربية والتعليم.   
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium