النهار

لبنان الحبيب
A+   A-
ابراهيم معلوف
موسيقي عالمي


لا صلاة غير الصلاة التي تُوحّد أولئك الذين لم يعد للخوف مكانٌ في قاموسهم. الخوف من العنف، ومن صنع السلام، ومن حب الآخر، الخوف من عدم استيعاب صدمات الماضي ولا هواجس المستقبل، والخوف من الإفراط أحياناً في فهم الآخر إلى حد التورط، وربما أيضاً الخوف من غياب التفاهم الكافي.
 
ولا لون غير اللون الذي يتشاركه مَن يعتبرون أنفسهم مختلفين. إنهم مختلفون في تحصيلهم العلمي، وفي ثقافتهم، وفي معتقداتهم، ومختلفون تارةً في مخاوفهم وطوراً في أحلامهم. ولا سلام غير السلام الذي يتطلع إليه ويحلم به كل ما يسكن كيانك منذ أبصرت عيناك النور.
 
ننشد سلام الصلاة التي لا لون لها سوى لون السلام، هذا الأبيض الذي هو مزيج لجميع الألوان التي لا تعود مرئيةً أمام روعة صفحةٍ عذراء. يجب علينا أن نطوي الصفحة كي نتمكّن ربما من التطلع إلى إعادة البناء، وكي نرسم من جديد مسار السلام الذي نصبو إليه، فما ننشده هو سلامٌ هادئ وراقٍ، سلامٌ يمثّلنا جميعاً، ويمثّل أحلامنا وصلواتنا جميعاً دون استثناء.
 
لبنان الحبيب،
أتمنّى أن تَقلب هذه الصفحة وأن تُقدّم لنا حياةً جديدة. لأننا لم نُحسن أن نقدّم لك حياتنا.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium