النهار

أحبُّه لكنّه أتعبَني... وعملنا بقعة ضوء
المصدر: النهار
أحبُّه لكنّه أتعبَني... وعملنا بقعة ضوء
A+   A-
كمال مزوّق 
*مؤسس "سوق الطيّب" 

أنهكني لبنان، وأشعر كأنّ أحداً جفّف عروقي وحياتي، أحبّه لكنّه أتعبني. نعيش حالة طوارئ بكلّ ما للكلمة من معنى، وهي طوارئ على جميع الصُعُد. ولذلك، نحن مستمرّون في عملنا رغم هذه الحال الصعبة. ولا يمكننا إلّا أن نستمر، لكن على هذه "الطوارئ" أن تنتهي في وقت من الأوقات. ونحن بحاجة ملحّة للتغيير، وهذا هو الحلّ الوحيد لكي نُنتشل من المستنقع الذي نحن فيه. ليس مهمّاً الحب والمشاعر التي نكنّها للبنان، إنّما الأهمّ أن نكون قادرين على الاستمرار في بلدٍ نستطيع أن نعيش فيه وأن نكون منتجين.   


لا أمل عندي أبداً في لبنان حاليّاً، لبنان الذي يُحتضَر ويعاني. كلّا، لا أمل فيه أبداً، لا بل أنا متأكّد من أنّ حاله لن تتحسّن ولن يقوم من تحت الردم، إن لم نشهد تغييراً جذرياً في صلبه. يتحدّثون عن بصيص ضوء في آخر النفق المظلم، لكن لا يسعني أن أرى هذا الضوء. أنا لا أرى سوى نفق مظلم، وعلينا تغيير النفق بأكمله لكي نرى كلّ الضوء لا بصيص ضوء.


مع ذلك، لا يزال "سوق الطيب" من أهمّ الأسواق المنتِجة والفاعلة والنشطة في بيروت، وهو ملاذ وبقعة ضوء لكثير من المزارعين والمستثمرين الجدد في الموادّ الغذائية الطبيعية، ورغم كلّ الصعاب لا يزال يتحدّى كلّ الظروف. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium