مصطفى حرقوص-ممرض في قسم طوارئ كورونا في مستشفى الحريري الحكومي
الحب صنو الأمل. لا يموت الحب ولكن في ظل السلطة الحالية، الأمل ليس إلا وهماً ولا يمكن أن نعوّل على تحسّن الأوضاع إذا ما استمر الطاقم السياسي نفسه. أملي بلبنان لن يتجدد ما لم يُضخّ دم جديد وروح جديدة في شرايينه ليعود البلد الذي لطالما بنينا أحلامنا وتطلعاتنا ومستقبلنا فيه. أما استمرار السياسات المتّبعة فلا يترك أي فسحة للأمل. ما يحصل على أرض الواقع خير مثال على ذلك، ففي نطاق عملي يهاجر كل طبيب وممرض ما أن تسنح له الفرصة من دون أن ينظر إلى الخلف مما ينعكس سلباً على القطاع الصحي. في مستشفى الحريري حيث أعمل، والذي يعتبر رأس الحربة في معركة كورونا، ما زال الموظفون يلاحقون حقوقهم وفق سلسلسة الرتب والرواتب بعد 5 سنوات على إقرارها فيما تقاضى موظفو المؤسسات الرسمية كامل حقوقهم. هذا في وقت يُفترض فيه أن يُقدّم كل الدعم للقطاع الصحي العام بعدما أثبت جدارته في معركة كورونا. ولا تقتصر المشكلات على هذا القطاع، إذ تبدو النظرة العامة إلى البلد متشائمة لغياب أي أفق لحلّ يوقف معاناة المواطنين. فمستقبل أجيال كاملة يُدمّر بسبب مناكفات سياسيين يتنازعون على مناصب وقد صمّوا آذانهم عن سماع أنين الشعب. والمشهد المؤلم هو لشباب يتركون أغلى ما لديهم ويهاجرون، ولو سباحة، مع ما ينطوي ذلك على مخاطر الغرق في عبّارات الموت هرباً من معاناتهم في البلد. ومع البطالة والوضع الاقتصادي الضاغط شُرّعت الجريمة والسرقات وكأن ثمة تدميراً ممنهجاً للمجتمع بأكمله.