النهار

بحبك يا بيروت
A+   A-
 انطوان لحود- مهندس معماري 
 
الساعة السادسة وسبع دقائق في الرابع من آب ٢٠٢٠ ، وكان الانفجار المجرم الذي قتل بيروت وأهل بيروت وهدم بيوتها وهجّر أهلها، واصطبغت ألوان المدينة بلون دماء الشهداء والمصابين. 
 
وجع، حزن، ودموع، وصل صداها إلى العالم كله.  
 
واليوم، وفي الرابع عشر من شباط في عيد الحب، وبعد مرور أكثر ستة أشهر على أكبر كارثة حلّت بلبنان، أريد أن أقول: 
لقد صادروا أموال الناس في المصارف، صادروا حريتهم في التعبير، صادروا مستقبل شباب هذا الوطن، إنما لم يصادروا حب اللبنانين. نعم، حب اللبنانيين بعضهم لبعض. 
 
ما شهدته بيروت منذ اليوم الثاني لانفجار المرفأ واندفاع المواطنين للنزول إلى الطرقات لنزع الردم وإزالة الزجاج، ما هو إلا تعبير عن شعور صادق بحب المشاركة والمساعدة. 
 
جمعيات أهلية كثيرة تدافعت من دون غاية من أجل حب العطاء. مهندسون تضامنوا من أجل المحافظة على تراث بيروت وهويتها، بدافع حبهم لبيروت، برعاية مديرية الآثار واليونسكو وغيرها من المنظمات غير الحكومية والأهلية. 
 
بيروت تستحق الحب، وكم من الشعراء كتبوا لبيروت، وكم من الفنانين غنّوا لبيروت. 
 
نحن وكل الذين عملوا، وما زلنا، لبيروت، نعمل بحب وقلبنا ينبض لنعيد النبض والحياة لهذه المدينة العظيمة الشاهدة على حضارات عديدة. 
 
بحبك يا بيروت!

اقرأ في النهار Premium