حسن جوني- رسام
في نصوص وردت عن تاريخ لبنان، ثمة تأكيد لبقائه مُتأرجحاً بين الغياب الموقّت والظهور الموقّت. هكذا يعيش شعب لبنان ميزة الانتظار، وما هو مطلوب منه كي يكون "ظهوره" مشرقاً، كما عهدنا ونعهده وسنظلّ نعهده، برّاقاً في مختلف الأنشطة التي تثبت ديمومته الأبديّة. والشعب اللبناني المُعتاد على هذه المفارقات، لن يؤمن بالموت نزفاً إلّا على رجاء قيامته، وكأنّ الموت يزيد حياته كما أنّ حياته تتحدّى الموت نزفاً وإلى سيوف التعذيب ونوبات القهر... هكذا عرفتُ من تاريخه...
يشتدّ بأسه كلّما ازداد يأسه على أمل قيامته من نوبات القهر، والنزف الموجع.