معن بشور
كم هي مبادرة كريمة من جريدة "النهار" أن تختار ذكرى اغتيال رئيس تحريرها الأستاذ جبران غسان تويني لتعيد التذكير بجرائد لبنانية غابت بعدما ملأت الساحة اللبنانية والعربية بإشعاعها في مراحل متعددة من تاريخنا المعاصر كـ "البيرق" ورئيس تحريرها النقيب المخضرم الراحل ملحم كرم.
و"الانوار" التي وُلدت من رحم "دار الصياد" التي أسسها الصحافي الكبير الراحل سعيد فريحة وواصل الإشراف عليها أبناؤه عصام وبسام والهام.
و"الحياة" جريدة أسسها الصحافي البارز كامل مروة وقد كان من أوائل الصحافيين الذين اغتيلوا...
و"المستقبل" التي أطلقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ناطقة باسم التيار الذي تحمل اسمه...
و"الدايلي ستار" الصادرة بالإنكليزية والتي كانت محط اهتمام كل أجنبي مهتّم بلبنان والمنطقة وما أكثرهم.
طبعا لم تنسَ "النهار" جريدة "السفير" "صوت الذين لا صوت لهم " و"جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان"، والتي أسسها الرمز القومي العربي البارز طلال سلمان مع كوكبة من خيرة رجال لبنان والأمة كالنقابي العريق ياسر نعمة.
ولعل من اجمل ما كُتب في هذا الملحق الخاص عن "السفير" هو ما كتبه الصحافي المميّز الصديق رضوان عقيل بعنوان "أصعب سؤال على طلال سلمان (عافاه الله من وعكته): لماذا أقفلت السفير"...في تحية تحمل من الوفاء والاشواق ما يعبّر عن مشاعر الملايين من اللبنانيين والعرب تجاه جريدة ما زالوا يفتقدونها كل صباح.
إنها بالفعل مبادرة كريمة من "النهار" فيها من التضامن الأخلاقي والمهني والوطني الشيء الكثير، بل فيها من التحذير مما ينتظر الصحافة اللبنانية خصوصاً، والاعلام الحر عموماً، من مخاطر ومهددات.
تصوّروا لبنان من دون صحافة وإعلام حر.