لعل تكريم جبران تويني يتم بتخليد ذكراه، والذكرى تدوم بالأفعال، لا بالأقوال فحسب، وجبران الذي ارتبط اسمه بـ"النهار"، وقد أراد قاتلوه إسكات "النهار"، يكرم كل صباح ومع صياح كل ديك، عندما تطل "النهار" مبشرة بفجر جديد.
اليوم تزداد الجرائم والاعتداءات على الصحافيين، بسبب الحرب الدائرة في غزة، والتي امتدت الى جنوب لبنان، ومعها حروب أخرى في أنحاء متفرقة من العالم لا يحترم الذين يخوضونها الحصانة الصحافية، ولا يقدرون المهمة التي يقوم بها الإعلاميون لنقل الحقيقة، هم ربما لا يريدون الحقيقة.
لذا أرادت "النهار" في هذه الذكرى، أن تكرم جبران تويني ( شهيد حرية الصحافة مع غيره من زملاء في "النهار" وفي غيرها) بإطلاق حملة جديدة بعنوان "لصحافة مصفّحة"، صحافة تكون محمية، بالقانون، وتجد وسائل لتوفير الأمن للعاملين في هذا القطاع. لذا أرادت "النهار" تسليط الضوء على صحافيين سقطوا شهداء الواجب، وآخرين أصيبوا، وغيرهم ممن تعرّضوا للخطر، لتدعو الى حملة حماية، عبر كتابات، وعبر دورات تدريب، واتصالات بمؤسسات إعلامية عربية وعالمية، تتعاون معها، لتحسين ظروف عمل الإعلاميين. لا تقتصر الحملة على لبنان بالتأكيد، لأن الحقوق واحدة، والأخطار واحدة، والمصير واحد.
هي خطوة صغيرة، لا تدعي "النهار" احتكارها، بل تدعو جميع المعنيين من مؤسسات وأفراد، الى العمل معاً لبلوغ هدف مشترك، هدف إنساني، وهدف عملاني، وهدف أممي.
يداً بيد "لصحافة محصّنة".