النهار

من كابوس إلى علاج سحري... قصة امرأة مع "الإكزيما": لم أتوقّع أنني سأرتدي تنورة أو فستاناً من جديد
المصدر: النهار
من كابوس إلى علاج سحري... قصة امرأة مع "الإكزيما": لم أتوقّع أنني سأرتدي تنورة أو فستاناً من جديد
شهادة امرأة تعاني من الاكزيما.
A+   A-
 
بعد 15 سنة، نجحت بريتاني بار، التي تبلغ من العمر 26 عاماً، في ارتداء تنّورة لأوّل مرّة بعد كلّ تلك السنوات بسبب معاناة طويلة مع الإكزيما.
 
من كابوس إلى علاج عجيب تخطّت بار وجعها، والفضل في ذلك يعود إلى مستخلص موجود في المزرعة.
 
بدأت معاناة بار، التي تعمل في ماكدونالدز، مع مرض الإكزيما عندما كانت في الـ11 من عمرها. لم تكن المرحلة سهلة، فهي كانت تخجل من حالتها، الأمر الذي دفعها إلى الامتناع عن ارتداء الفساتين والتنانير، لأنها لم تكن تريد لأحد أن يرى ساقيها.
 
تعيش بار، وهي أمّ لطفلين، في نورويتش- إنكلترا، مع زوجها وابنتها أميليا (4 سنوات)، وأورورا ( 5 أشهر) التي عانت من أسوأ نوبات الإكزيما بعد الولادة، ممّا أدّى إلى حكّة واحمرار الجلد، وفق ما نشر موقع Independent.
 
ساءت حالتها كثيراً "أكثر من أن تتحمّلها". وفي أيلول 2023، عثرت على متجر يحتوي على منتج زبدة الكركم Hydrosil، الذي يشتمل في مكوناته على حليب الحمير.
وتقول بار إن "العلاج حوّل بشرتها بالكامل، فاختفى الألم والاحمرار تماماً بعد شهر على استخدامه". ونتيجة ذلك ارتدت لأوّل مرة التنورة، وخرجت إلى مكان عام، وهو أمر لم تعتقد يوماً أنّها ستكون قادرة على القيام به.
 
تصف تلك اللحظات: "أنا سعيدة جداً. عندما ارتديتُ التنورة، شعرت بلحظة استثنائيّة، وبالرغم من أنّ الطقس كان بارداً، لأننا في الشتاء، فإن ذلك جعلني سعيدة. لم أعتقد قطّ أنّني سأتمكّن من ارتداء التنورة، لقد كان الأمر مذهلاً".
 
وتشرح أنه "في البداية، كانت الحالة خفيفة، وكنت قادرة على التعامل معها في تلك المرحلة. لكنني بدأت أشعر بالخجل عندما كانت تظهر ساقاي، خصوصاً أنّني كنت في سنّ المراهقة. لم أرتدِ الفساتين والتنانير، بل اكتفيتُ بالسراويل، لأنّني كنت محرجة من الإكزيما. لقد كانت حمراء اللون دائماً".
 
وتُضيف: "لم يكن لدينا في العائلة حالة إكزيما، ولكن يبدو أن الانتقال إلى سنّ البلوغ أدى إلى ظهورها. ومن الواضح أنّ لديّ معها رابطًا وراثيًا، لأنّ معظم الأطفال لا يُصابون بالإكزيما في تلك المرحلة".
 
 
 
على مرّ السنين، حاولت بار أن تجرّب أيّ شيء بهدف تحسين حالة بشرتها. ذهبت إلى الأطباء، فوصفوا لها العديد من الكريمات والأدوية لعلاج الإكزيما في مرحلة المراهقة والعشرينات.
 
تعترف: "لا أذهب إلى الطبيب إلا عندما تتفاقم حالتي كثيراً، وآمل دوماً في أن يكون هناك علاج جديد قادر على معالجة حالتي. لقد وُصفت لي العديد من الستيرويدات المختلفة التي تُعطي نتيجة أولية، ولكنّها بعد ذلك تنعدم فاعليتها، فتعود حالتي أسوأ ممّا كانت عليه".

لكن حالة بار ساءت كثيراً بعد أسابيع من ولادة ابنتيها، حين عانت من طفح جلديّ شرس على أجزاء من ساقيها ومرفقيها. توضح بأنه "عند ولادة ابنتي الأولى عانيت من الإكزيما الشديدة لمدّة 3 أشهر. لكن الوضع كان أسوأ بكثير مع ولادة طفلتي الثانية".
 
والنتيجة؟ بدأتُ أشعر بالخجل الكبير وبضرورة التستر الدائم. إنه أمر فظيع حقًا أن تتفاقم الإكزيما عندما يكون لديك أطفال صغار. إنّه أمر فظيعٌ حين تشعر بالرغبة في الحكاك طوال الوقت. شعرت بالتوتر المستمرّ لأنّ بشرتي كانت تؤلمني".
 
مع ذلك، لم تفقد بار الأمل، وكانت تبحث عن منتجات جديدة بعيدة عن المنتجات الطبية. وأخيراً، وجدت في ذلك المتجر زبدة الكركم Hydrosil، ومرهم الحليب الذي يحتوي على حليب الحمير. وبعد أن قرأت العديد من المراجعات لأشخاص استخدموا المرهم، وكانوا في حالة مماثلة لحالتها، تؤكّد "أصبحت مقتنعة بضرورة تجريبه. لقد كان سعره معقولًا، لأن المال ليس بالأمر السهل مع وجود طفلين صغيرين. لذلك يجب أن أكون حذرة بما أنفقه على بشرتي".
 
وبعد شهر من استخدام المرهم، لم تعد الإكزيما تؤلمها، واختفى الاحمرار والجفاف تقريبًا. لم تصدّق الأمر، وها هي اليوم فخورة وسعيدة بهذا اليوم الذي بدأت ترتدي فيه كلّ ما تحبّ.
 
 
ما هي الإكزيما؟
 
هي شكل من أشكال التهاب الجلد المزمن، وتتميّز بمجموعة من العوارض التي تكون على شكل احمرار في الجلد، وحكّة، وبثور صغيرة، وتقشّر.
تظهر الإكزيما - في أغلب الأحيان - على اليدين، والقدمين، وباطن الركبة، والوجه، والكاحلين، والمرفقين، والعنق، وأعلى الصدر، وتصيب أيّ شخص مهما كان عمره، ولكنّها أكثر شيوعاً عند الأطفال.

قد يكون علاج الإكزيما محبِطاً، لأنّ المرض مزمن، وتظهر عوارضه بصورة متكرّرة. الوقاية المتواصلة مع اتِّباع روتين يوميّ خاصّ مهمّة للغاية من أجل التقليل من احتمالات تكرُّر العوارض. ينبغي على المصابين بالإكزيما تجنّب مسبِّبات الحساسية والعوامل المهيّجة لها.
 
على الرغم من إيلاء البشرة العناية اللازمة، يُمكن أن تشتدّ نوبات الإكزيما أحياناً بسبب التعرّض لموادّ مسبّبة للحساسية، أو المرض أو التغيّرات المناخيّة أو الإجهاد. عندما يحصل ذلك في بقع محدودة من الجسم تكون الستيرويدات الموضعيّة هي العلاج الأساسي.
 
أحياناً، يُمكن أن تكون نوبات الإكزيما قويّة ومنتشرة في أجزاء واسعة من الجسم، ممّا يقتضي اللجوء إلى أقراص الستيرويد إنما لفترة محدودة جداً، على أن يتمّ التوقّف عن تناولها عندما تتحسّن العوارض من أجل تجنّب الآثار الجانبيّة.
 
تعاني أقليّة من المرضى من شكل سيئ من أشكال الإكزيما مع تفاقم العوارض بصورة متكررة. يمكن أن يُفيد هؤلاء المرضى علاجٌ طويل الأمد مع تناول أدوية مثبطة للمناعة أو الخضوع للمعالجة بالضوء.
 
على الرغم من أن الإكزيما مرض مزمن، فالواجب على المرضى أن يركّزوا على الإفادة إلى أقصى حدّ من الإجراءات الوقائية عبر تفادي كلّ ما يؤدّي إلى تهيّج الإكزيما لديهم واستخدام المراهم المرطّبة يومياً.
















اقرأ في النهار Premium