بعد أن أعلنت النجمة العالمية سيلين ديون عن إصابتها بمرض عصبي نادر يتسبب في تشنج العضلات بشكل خارج عن السيطرة، أثارت تشخيصها الطبي التساؤلات حول هذا المرض الذي لا نعرف عنه الكثير. فما هي متلازمة الشخص المتيبس؟ وما هي أعراضها وهل هناك علاجات فعالة؟
بكلمات بسيطة وبتأثر كبير توجهت النجمة ديون إلى محبيها في فيديو عبر حسابها على انستغرام تقول فيه "كما تعلمون، لطالما كنت كتاباً مفتوحاً معكم، ولكنني كنت أواجه مشاكل صحية لفترة طويلة وكان من الصعب بالنسبة إليّ مواجهة التحدّيات والتحدّث عن كلّ ما مررت به. لقد تمّ تشخيصي أخيراً باضطراب عصبيّ نادر جداً يسمّى متلازمة الشخص المتيبّس والذي يصيب 1 من كلّ مليون شخص".
وأضافت "لسوء الحظ، تؤثر هذه التشنّجات على كلّ جانب من جوانب حياتي اليومية، وتسبّب أحياناً صعوبات عندما أمشي ولا تسمح لي باستخدام الحبال الصوتية للغناء بالطريقة التي اعتدت عليها".
ولكن ما هي متلازمة الشخص المتيبس أو ما يعرف بالـstiff person syndrome؟
تُسبب متلازمة الشخص المتيبس تصلب وتشنجات مؤلمة في العضلات والتي يمكن أن تحدث نتيجة زيادة الحساسية تجاه بعض المحفزات والمنبهات مثل الصوت والأضواء، حسب ما نشر موقع euronews.
ووفق المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية إن " النساء أكثر عُرضة للإصابة بالمتلازمة - بنسبة الضعف - مقارنةً بالرجال. ويعاني الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض من صعوبة في المشي، الحركة أو حتى مغادرة المنزل لأن أصوات السيارات والضجيج قد تُسبب تشنجات وتقلصات مؤلمة وقوية قد تؤدي إلى السقوط.
وغالباً ما يُشخّص هذا المرض بشكل خاطئ واعتبار عوارض المرض ناتجة عن الإصابة بالباركنسون، أو التصلب اللويحي المتعدد أو متلازمة الألم العضلي الليفي أو القلق والرهاب الاجتماعي، ولكن لحسم الشك يمكن اجراء فحص دم لتشخيص متلازمة الشخص المتيبس.
مع مرور الوقت، يمكن أن تتطور أعراض متلازمة الشخص المتيبس، فتحدّ من قدرة المُصاب بها على المشي أو الحركة، كما قد تسبب له انحناءة دائمة. وبالتالي، يحتاج إلى علاجٍ مستمر لسنوات من أجل التحكم في الأعراض والحفاظ على حياةٍ طبيعية.
ما الذي يُسبب المرض؟
لم يجد العلماء بعد سبباً واضحاً مسؤولاً عن الإصابة بهذا المرض، ولكن أظهرت الأبحاث أنها قد تكون ناتجة عن تفاعل المناعة الذاتية. وبالتالي هذا الاضطراب النادر في حركة المناعة الذاتية يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. إذ يهاجم الجهاز المناعي بروتين يُسمى "حمض الجلوتاميك" ( GAD) الذي يساعد في إنتاج ناقل عصبي مهم إلى الدماغ.
وتبين أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الشخص المتيبس لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة لحمض الجلوتاميك في الدم. كما أن بعض مرضى الشخص المتيبس يعانون من أمراض مناعية أخرى مثل السكري، الغدة الدرقية، البهاق أو فقر الدم ، وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث تعجز الأمعاء عن امتصاص الفيتامين B12.
هل يوجد علاج لمتلازمة الشخص المتيبس؟
في الوقت الحاضر لا يوجد علاج لهذا المرض، وإنما علاجات لتحسين العوارض. وتكمن الخطورة في أن الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض هم عرضة للسقوط والإصابات بسهولة. إلا أن الأدوية المضادة للقلق، والمُرخية للعضلات وللألم وعلاج الغلوبولين المناعي يساعد على تقليل التيبس وتخفيض الحساسية على الضجيج والضوضاء وغيرها من المحفزات.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
