في نقلة نوعيّة للعلم، طوّر علماء بريطانيّون اختباراً ثورياً جديداً من شأنه تغيير قواعد اللعبة مع مرض السرطان، إذ توصّل العلماء إلى فحص دم جديد يُمكنه اكتشاف أنواع مختلفة من مرض السرطان قبل أن تظهر العوارض على المرضى.
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن الفحص الذي وصفته بـ"الثوري" يتابع بدقة التغيّرات التي تحدث في خلايا عنق الرحم، والتي قد يقود تطوّرها إلى الإصابة بسرطان عنق الرّحم المميت.
وما يميّز هذا الفحص المبتكر قدرته على رصد علامات الحمض النووي "دي أن إيه" الخاصّة بأنواع أخرى من السرطانات، بمعنى أنه يمكن استعماله مستقبلاً كاختبار تنبّؤ بسرطانات الثدي والرّحم وعنق الرحم والمَبيض.
وأضاف التقرير أن أنواعاً مختلفة من الورم الخبيث، يُمكن للاختبار اكتشافها، تأتي عبر إمكانية تحديده بدقة للتغيّرات الخلويّة، التي يمكن أن تؤدي إلى سرطان عنق الرّحم المميت، فضلاً عن إمكان التقاط علامات الحمض النوويّ لبعض أنواع السرطان الأخرى.
ومن المتوقّع أن تُعلن نتائج دراسة أكبر، ستشمل نحو 165 ألف شخص في العام المقبل، وسط أمل يحدو الأطباء في أن ينقذ هذا الفحص حياة كثيرين، بالنظر إلى أنه يجعل الجراحة والعلاجات أكثر فاعلية.
ويرى الباحث في مركز السرطان في نيويورك الدكتور ديب شراغ أن "ما هو مثير في هذا الاختبار النموذجي الجديد أنه يساعد على كشف سرطانات عديدة لا نملك أيّ فحص معياريّ لها".
ووفق دراسة Pathfinder خضع نحو 6621 بالغاً، فوق الخمسين من العمر، لاختبار الدم "غاليري"، فجاءت نتيجة الفحص سلبية، مع خطر محتمل للإصابة بالسرطان لنحو 92 شخصاً.
وقد أكدت الاختبارات الإضافية وجود سرطان الدم أو أورام صلبة لدى 36 شخصاً، أو ما نسبته 1.4% من مجموع الدراسة. وقد سلّط الفحص على نوعين من السرطان لدى امرأة هما سرطان الثدي وبطانة الرحم.
كذلك حدّد الاختبار 19 نوعاً من الأورام الصلبة مثل سرطان الثدي، الكبد، الرئة والكولون، بالإضافة إلى سرطان المبيض والبنكرياس الذي يُشخّص عادة في حالات متقدّمة مع معدّل بقاء للعيش ضيئل.
ومن بين الـ36 حالة التي شُخصت بالسرطان، 14 منها كانت في مرحلة مبكرة، و26 منها كانت لسرطانات لا يتمّ فحصها بشكل روتيني.
ويشير الدكتور شراغ إلى أنه "بالاضافة إلى تأكيد الإصابة، كان الفحص قادراً على تحديد مكان السرطان الذي يساعد الطبيب على متابعة مساره وتعقّب الورم والتأكّد من مكانه".