أعلن وزير الصحة الفرنسي فرنسوا براون عزمه على خفض عدد حالات السرطان من 150 ألف حالة سنوية إلى 60 ألفاً بحلول العام 2040، وذلك من خلال الوقاية التي ما زالت تعتبر غير كافية. فما هي عوامل الخطر الأساسية للإصابة بالسرطان؟
الخطوة الأولى لمواجهة السرطان تتمثل في الوقاية، خصوصاً أن 40% من الحالات الجديدة المُشخصة سنوياً تعود إلى نمط الحياة. وقد أشار المعهد الوطني للسرطان إلى أن حوالى نصف الحالات كان يمكن تفاديها من خلال الحدّ من التعرض لبعض العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، في المقابل يكون السبب الجيني مسؤولاً عن حوالى 10% من حالات السرطان، وفق ما نشر موقع Topsante.
من هنا تأتي أهمية الوقاية والتشخيص المبكر، وتشير التقديرات إلى أنه يمكن تجنب بين 10-15% من حالات سرطان الثدي من خلال زيادة المشاركة في الفحص الدوري. وعليه، فهم العلاقة بين السلوكيات والعادات اليومية ومخاطر الإصابة بالسرطان قد تكون الخطوة الأولى للحماية.
ما هي عوامل الخطر التي يمكن تفاديها؟
1- التدخين
يعتبر التدخين أول عامل خطر يمكن الوقاية منه لتجنب الإصابة بالسرطان. ويُسجل سنوياً 68 ألف حالة جديدة و45 ألف حالة وفاة مرتبطة بإستهلاكه كل عام. ومن أبرز السرطانات التي يُسببها التدخين سرطان الرئة (تزيد نسبة الخطر بين 10-15 عند المدخنين)، سرطان المثانة، سرطان الفم والمريء والقولون.
2- الكحول
يعدّ الكحول العامل الخطر الثاني فهو مسؤول عن حوالى 8% من حالات السرطان. ويُسجل 28 ألف حالة سرطان جديدة سنوياً مرتبطة باستهلاك الكحول، والتي تُصيب 8 أعضاء أبرزها الثدي، القولون، الكبد والمريء والمستقيم والحنجرة. لذلك يوصى بعدم شرب أكثر من كأسين يومياً شرط أن يكون هناك يومان خاليان من الكحول في الأسبوع.
3- التغذية غير المتوازنة
كل سنة، ترتبط 19 ألف حالة جديدة بالتغذية غير المتوازنة والصحية. إن استهلاك اللحوم الحمراء (أكثر من 2000 حالة سرطان بسببها) واللحوم الباردة (4830 حالة سنوية) من شأنها أن تزيد من مخاطر الإصابة. لذلك لتفادي هذا الخطر، من المهم الحدّ من تناول هذه الأطعمة والتركيز أكثر على الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف.
4- الوزن الزائد
يُسبب الوزن الزائد بإصابة حوالى 19 ألف حالة جديدة من السرطان سنوياً أو ما يقارب 5.4%. ويعتبر الشخص معانياً من زيادة الوزن بمؤشر كتلة الجسم أكثر من 25 ويعاني من السمنة في حال تخطى مؤشر كتلة الجسم الـ30. وتزيد السمنة من مخاطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات أهمها المريء، القولون، المستقيم والكبد والبنكرياس والكلى والمبايض.
5- بعض العدوى
تُسبب بعض العوامل المعدية الإصابة بالسرطان خصوصاً تلك المرتبطة بفيروس الورم الحليمي المسؤول عن 6300 حالة سرطان سنوياً أو فيروس إلتهاب الكبد B وC. في حين ينخفض خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم من خلال التلقيح، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة New England of Medicine أن خطر الإصابة بالسرطان انخفض 88% عند النساء اللواتي تلقين اللقاح في سن السابعة عشرة. لذلك يوصى بالتطعيم للفتيات والفتيان بين 11 و14 عاماً.
6- التعرض لبعض الجزئيات
المبيدات، الغاز وغيرها من المواد التي يمكن التعرض لها خلال عملك يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. هناك أكثر من 60 نوعاً من المبيدات مصنفة على أنها مسرطنة للإنسان في حين يعتبر المزارع أكثر عرضة لهذا الخطر.
7- الأشعة فوق البنفسجية
يُشخص حوالى 15500 حالة سرطان جلد سنوياً في فرنسا وترتبط غالبية هذه الحالات بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية. للحد من هذه المخاطر، يفضل البقاء في الظل وتفادي التعرض للشمس بين الساعة الثانية عشرة والرابعة ظهراً، ووضع كريم واقٍ وتجنب مراكز التسمير التي صنفت على أنها مسببة للسرطان منذ العام 2009.
8- قلة النشاط البدني
إن قلة النشاط البدني (أقل من 30 دقيقة في اليوم) قد يكون مسؤولاً عن ظهور السرطان. مهما كان عمرك، إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تحمل فوائد صحية عديدة ومنها تعزيز الجهاز المناعي الذي يحمي من السرطان. في فرنسا، حوالى 3000 حالة سرطان جديدة سببها قلة النشاط البدني.
9- بعض العلاجات الهرمونية
بعض العلاجات الهرمونية ومنها العلاج الهرموني البديل خلال انقطاع الطمث يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وخصوصاً سرطان الثدي أو بطانة الرحم عند النساء. وفق دراسة نُشرت في مجلة The Lancet العلمية في العام 2019، إن امرأة بالغة من العمر 50 عاماً وتلقت علاجاً لمدة 5 سنوات كانت عرضة لتطوير سرطان بالثدي بنسبة 8.3% بعد 20 عاماً مقارنة بالنساء اللواتي لم يتلقين أي علاج واللواتي كنّ عرضة للإصابة بنسبة 6.3%.