بشّرت الأبحاث التي أجريت على سرطان البنكرياس بنتائج واعدة في مجال المعالجة الفعّالة بوساطة دواء يُستعمل حالياً في مداواة أمراض القلب.
وأظهرت النتائج أن دواء perhexiline، الذي يُستخدم بشكل أساسي في أوستراليا ونيوزيلاندا لعلاج الذبحة الصدرية الناجمة عن أمراض القلب التاجية، إذا أدمج بالعلاج الكيميائيّ، فإنّه يساعد على علاج سرطان البنكرياس، وفق ما نشر موقع Topsante.
وتُفيد بيانات طبية بأن سرطان البنكرياس يحتلّ المرتبة الثانية عشرة من بين أنواع السرطان الأكثر شيوعاً على مستوى العالم، وقد سجّل أكثر من 495 ألف إصابة جديدة عام 2020 عالمياً.
وفي فرنسا، يُصاب نحو 16 ألف فرنسي سنوياً بسرطان البنكرياس، أغلبيتهم من الذين تخطّوا سنّ الخمسين، وتمّ تشخيص الإصابة لديهم في مراحل متقدّمة من المرض بعد خروج السرطان من البنكرياس وانتشاره في أعضاء الجسم الأخرى، ويكون حينئذٍ مميتاً. لكن دراسة حديثة نُشرت في أيار الماضي في iScience قد تغّير هذا الواقع.
ما سرّ أحماض الميتوكوندريا؟
في عام 2020، أظهر باحثون أن تحييد جزيئات ATP التي تنتجها الميتوكوندريا تزيد من فاعلية العلاج الكيميائيّ تجاه خلايا سرطان البنكرياس.
وفي هذه الدراسة الحديثة، كان الهدف منع إنتاج الميتوكوندريا للأحماض الدهنية، وذلك بفضل دواء perhexiline، إذ تبّين أن خلايا سرطان البنكرياس لديها حساسية تجاهه بشكل خاصّ.
خلال التجارب قبل السريرية، نجح المزج بين دواء perhexiline والعلاج الكيميائيّ في القضاء على سرطان البنكرياس عند الفئران. وتُظهر فرضية الجمع بين هذين العلاجين أنه يؤدي إلى الإجهاد التأكسديّ الذي من شأنه أن يقضي على الخلايا السرطانية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم هذه العملية.
حالات سرطان البنكرياس إلى ارتفاع
يعتبر سرطان البنكرياس نادراً إذ يُصيب نحو 3 في المئة من البشر. لكن معدّل الإصابة به ارتفع 3 مرات خلال السنوات العشرين الماضية. وبالاستناد إلى التقديرات الأخيرة، سيحتلّ المرتبة الثانية للوفيات في أوروبا حتى عام 2040.
ومن بين عوامل الخطر المعروفة، يعتبر التدخين مسؤولاً عن 20 إلى 30 في المئة من حالات سرطان البنكرياس، بالإضافة إلى اعتماد نمط حياة غير صحيّ كقلّة النشاط والعادات الغذائيّة السيّئة التي تزيد من مؤشر كتلة الجسم والسّمنة. لذلك، يجب الحدّ من استهلاك بعض الأطعمة للحفاظ على صحّة البنكرياس، وأهمها تجنّب الدهون والأطعمة ذات المؤشر الغلاسيميّ المرتفع.