كشف فريق من الباحثين الكنديين والفرنسيين، أن السحب الداكنة في الأفق قد تكون مشؤومة ليس لأنها تنذر باقتراب عاصفة، ولكن لأنها تحمل البكتيريا المقاومة للأدوية لمسافات طويلة، بحسب مجلة
Science Alert.
وقال المعد الرئيسي فلوران روسي: "هذه البكتيريا تعيش عادة على سطح الغطاء النباتي مثل الأوراق أو في التربة".
وقال لوكالة "أ ف ب"، وجدنا أن الرياح تحملها في الغلاف الجوي ويمكنها السفر لمسافات طويلة حول العالم على ارتفاعات عالية في السحب".
وتحرّى الباحثون في جامعة "لافال" في مدينة كيبيك وجامعة "كليرمونت أوفيرني" في وسط فرنسا، عن جينات مقاومة للمضادات الحيوية من البكتيريا الموجودة في عينات السحب.
وتمّ أخذ العينات من محطة أبحاث الغلاف الجوي التي تطفو على ارتفاع 1465 متراً فوق مستوى سطح البحر فوق قمة Puy de Dome، وهو بركان خامد في وسط فرنسا بين 2019 و2021.
وكشف تحليل للضباب المسترجع عن احتوائه على ما بين 330 إلى أكثر من 30000 بكتيريا لكل مليلتر من مياه السحب، بمتوسط يبلغ حوالى 8000 بكتيريا لكل مليلتر. وتحدث مقاومة الأدوية عندما تتعرض البكتيريا للمضادات الحيوية وتطور مناعة ضدها عبر الأجيال.
وحذّرت السلطات الصحية مراراً وتكراراً من أن هذه التكيفات أصبحت ما وصفته الدراسة بأنه "مصدر قلق صحي كبير في جميع أنحاء العالم"، ما يجعل من الصعب في بعض الحالات علاج بعض أنواع العدوى البكتيرية حيث يستمر استخدام المضادات الحيوية في الارتفاع في الرعاية الصحية والزراعة.
ولم تقدم الدراسة أي استنتاجات بشأن الآثار الصحية المحتملة لانتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الغلاف الجوي. وقدرت أن 5 في المئة إلى 50 في المئة فقط من الكائنات الحية يمكن أن تكون حية ومن المحتمل أن تكون نشطة.
لكن روسي أشار إلى أن المخاطر منخفضة على الأرجح. وأوضح أن "الغلاف الجوي مرهق للغاية بالنسبة للبكتيريا، ومعظم تلك التي وجدناها كانت بكتيريا بيئية، وهي أقل احتمالية أن تكون ضارة للإنسان. لذلك لا ينبغي أن يخاف الناس من الذهاب في نزهة تحت المطر".
وأضاف روسي: "من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجينات ستنتقل إلى بكتيريا أخرى".
ومع ذلك، يمكن أن تساعد مراقبة الغلاف الجوي في تحديد مصادر البكتيريا المقاومة للأدوية على غرار اختبارات مياه الصرف الصحي لـ "كوفيد-19" ومسببات الأمراض الأخرى، "من أجل الحد من انتشارها"، على حد قوله.