النهار

الإصابة بعدوى كورونا في أقلّ من شهر... كيف يشرح الطبّ ما يجري؟
المصدر: النهار
الإصابة بعدوى كورونا في أقلّ من شهر... كيف يشرح الطبّ ما يجري؟
هل يمكن أن نصاب مرّة أخرى بكورونا في أقلّ من شهر؟
A+   A-
 
ما زالت بعض الأسئلة المتعلقة بفيروس كورونا قيد الدرس، خصوصاً مع المتحوّرات العديدة التي شهدها الفيروس منذ بداية الجائحة وحتى اليوم. وقد تُشكّل المناعة المكتسبة الحيّز الأكبر عند العلماء كما الناس، كما أنّ وجود فرضيات عديدة تشرح سبب اختلاف المناعة وخطر انتقال العدوى، والأهمّ الحماية المكتسبة بعد الإصابة أو التلقيح.
 
حُكي في الآونة الأخيرة عن ضعف تكوين مناعة قوية ومستدامة كما كانت الحال مع بداية الجائحة، وتحدّث البعض عن خطورة الإصابة بالفيروس مرّة أخرى حتى بعد أسابيع من الإصابة، ما أحدث ارتباكًا وخوفًا عند الكثيرين. هل يمكن حقّاً أن نُصاب مرّة جديدة بعد التعافي من كورونا ببضعة أسابيع؟
 
أظهر متحوّر أوميكرون تأثيرًا مختلفًا على الجسم مقارنة بالمتحوّرات السابقة، ما يعني أنّ عوارضه أقلّ خطورة ولكنّه أكثر انتشاراً وسرعة في نقل العدوى. كما ضاعف متحوّر أوميكرون معدّلات تجدّد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن يؤكّد الخبراء أنّ الأعراض تصبح أقلّ حدّة في كلّ مرّة بسبب المناعة الطبيعية والحصانة التي تمنحها اللقاحات أو الإصابة الطبيعية.
 
ما نعرفه أنّ الاستجابة المناعية تختلف بين شخص وآخر في قوتها ومدتها والمتحور الذي أصيب به. ولكن ماذا عن الحماية المكتسبة مع مختلف متحوّرات أوميكرون؟
 
يشرح الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا لـ"النهار": "شهد هذا الفيروس طفرات عديدة ومختلفة، ولكلّ منها خصائصها وعوارضها والحماية المكتسبة، وبعد سنتين على ظهور فيروس كورونا، وصلنا اليوم إلى متحوّرات أوميكرون العديدة التي كانت سبباً رئيسيّاً في ارتفاع الإصابات حول العالم، خصوصاً مع المتحوّرين الفرعيّين من أوميكرون BA.4 وBA.5. المؤشر الإيجابيّ في متحوّر أوميكرون أنّ عوارضه أقلّ خطورة وحدّة من المتحوّرات السابقة لاسيّما من ناحية تضرّر الرئتين، بالإضافة إلى أنّ الأشخاص اكتسبوا مناعة سواء من التطعيم أو من الإصابة الطبيعية".
 
 
كما أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية تدنيًا أو تراجعًا نتيجة فعالية اللقاح والحماية المكتسبة مع المتحوّرين BA.4 وBA.5 من ناحية التقاط العدوى والإصابة بالفيروس، ولكن في المقابل أثبت اللقاح قدرته على الحماية من العوارض الشديدة ومن الاستشفاء والوفيات.
وبما أنّ الإصابة السابقة والتلقيح لا يحميان من خطر الإصابة بالفيروس، لاسيّما مع متحوّرات أوميكرون الفرعية، يبقى السؤال ما هي الحماية المؤمّنة لضمان عدم الإصابة مرّة جديدة؟
 
برأي أبي حنا أنّ "فترة الإصابة ونوع المتحوّر يكشفان الحماية التي يمكن أن يكتسبها الشخص، بمعنى آخر إذا كان الشخص قد أصيب بمتحوّر أوميكرون الأول BA.1 أو BA.2 خلال العام الماضي أو بداية العام الجديد، فلديه حماية نسبية ومن الممكن التقاط العدوى من المتحوّرات الفرعية الجديدة أي BA.4 وBA.5 بعد أشهر قليلة على الإصابة.
 
في حين أنّ الشخص الذي قد يصاب بمتحوّر أوميكرون الفرعي BA.4 ( الذي يتقاسم طفرات معيّنة شبيهة لطفرات BA.5) يتمتّع بحماية جيّدة ولكن ليست كاملة ضدّ المتحوّر الفرعي BA.5.
 
أمّا الشخص الذي يصاب بمتحوّر BA.5 ولا يعاني من ضعف في المناعة يكون محميّاً لمدّة معينة (أشهر قليلة).
 
 
 
ويشدّد أبي حنا على أهمية أن نعرف أنّ الفيروس قد يبقى موجوداً في جسم بعض الأشخاص لمدّة شهر  من دون خطر نقل العدوى إلى الآخرين. أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة أو خضعوا لرزع أعضاء، تبقى نتيجتهم ايجابية وينقلون العدوى إلى غيرهم.
 
كما قد يلعب الدواء أحياناً دوراً في كبت العوارض أو ظهورها كما جرى مع الرئيس الأميركيّ جو بايدن الذي تناول دواء الـ " باكسلوفيد" الذي يحارب الفيروس ويقلّل خطر الدخول إلى المستشفى، وعندما توقّف عن تناوله عادت العوارض الخفيفة، وبعد إجراء الفحص تبيّن أنّه ما زال إيجابيّاً. لذلك تمّ عزله من جديد لأنّه قادر على نقل العدوى حتى لو كان يعاني من عوارض بسيطة جدّاً.
 
لذلك ينصح أبي حنا بالالتزام بالحجر والعزل كما هي التوصيات، وعدم الخروج من المنزل والاحتكاك بالأشخاص إلّا بعد غياب العوارض خصوصاً الحرارة (عدم وجود حرارة أقلّه مدة 24 ساعة)، بالإضافة إلى غياب أو تحسّن كبير في العوارض. كما يمكن إجراء فحص الـAntigen فإذا كان إيجابيّاً فهذا يعني أنّه ما زال قادراً على نقل العدوى، أمّا إذا جاءت نتيجته سلبية فيمكن للشخص إنهاء فترة الحجر."



اقرأ في النهار Premium