النهار

فيروس "لانجيا" الجديد يظهر في الصين... ماذا عن خطورته؟
المصدر: النهار
فيروس "لانجيا" الجديد يظهر في الصين... ماذا عن خطورته؟
ظهور فيروس لانجيا هنيبا في الصين.
A+   A-
بالرغم من أن العالم لم يعلن بعدُ التعافي من فيروس كورونا، وفي الوقت الذي يُراقب فيه حالات تفشّي جدري القردة وإعلانه حالة طوارىء صحية، فإن اكتشاف إصابات بفيروس "لانجيا" في الصين أثار مخاوف من انتشاره وتأثيره على الأنظمة الصحيّة حول العالم.
 
فقد تأكّدت إصابة 35 شخصاً في مقاطعة شاندونغ ومقاطعة هاينان في شرق الصين بفيروس لانجيا الجديد الذي ينتمي إلى عائلة فيروسات هينيبا.
 
هذا الفيروس، الذي يُسبّب عوارض شبيهة بفيروس كورونا مثل الحمّى، التعب، السّعال، فقدان الشهية وآلام في العضلات، يُعرف بأنه أكثر خطورة من كورونا ونسبة الوفيات فيه مرتفعة.
 
يتبيّن من تتبّع العلماء أثر فيروس لانجيا أنّه حيوانيّ المنشأ في شرق الصين، حيث أصيب عشرات الأشخاص، بعد أن تمّ اكتشاف فيروس "لانجيا هنيبا" لأوّل مرّة في مقاطعتي شاندونغ وخنان الشمالية الشرقية في العام 2018، إلا أن العلماء عرفوه رسميّاً في الأسبوع الماضي، حسب ما نشرت صحيفة "The Guardian".
 
ويُرجح العلماء أن الفيروس انتقل من الحيوان إلى الإنسان. وتراقب هيئة الصحة في تايوان مسار انتشاره. واختبر الباحثون الحيوانات البريّة، ووجدوا أن الحمض النوويّ الريبيّ الفيروسيّ موجود في أكثر من ربع 262 ذبابة، كما وجدوا الفيروس بنسبة 2% عند الماعز، وبنسبة 5% عند الكلاب.
 
هذه التحقيقات الأوليّة عن الفيروس نشرها العلماء من الصين والسنغافورة وأوستراليا في مجلة "نيو إنغلاند الطبية" (NEJM).
 
عوارض فيروس "لانجيا هنيبا"
تسبّب الفيروس بعوارض عديدة عند المصابين أبرزها:
- الحمى
- التعب
- السعال
- فقدان الشهية
- ألم العضلات
وفق العلماء، معظم الأشخاص المصابين بفيروس "لانجيا" عانوا من الحمى، وكان الفيروس العامل المسؤول الوحيد المحتمل الذي تمّ العثور عليه في 26 من أصل 35 شخصاً، ممّا يفسّر أن فيروس لانجيا هو سبب الحمّى والمرض.
 

ما مدى خطورته؟
"لم تُسجّل حتّى الساعة أي حالة وفاة نتيجة فيروس "لانجيا هنيبا" الجديد " وفق ما أكّده البرفسور وانغ لينفا من كلية الطب في Duke- NUS، والمؤلف المشارك للورقة البحثية التي نُشرت في NEJM لصيحفة "Global Times"، مضيفاً القول "لم نشهد حالة وفاة أو حالة شديدة الخطورة، ولذلك لا داعي للهلع".
 
هل ينتقل من إنسان إلى إنسان؟
ليس واضحاً ما إذا كان الفيروس ينتقل بين البشر حسب ما يقول العلماء. معظم الحالات التي تمّ رصدها (35 حالة) كانت لمزارعين، بالإضافة إلى بعض العاملين في المصانع. وقد تمّ تتبع 9 مرضى و15 شخصاً من أفراد عائلاتهم، ولم يكن هناك وجود أثر للفيروس لانجيا، وبالتالي لا انتقال للفيروس بينهم. ومع ذلك تعتبر هذه العيّنة صغيرة جداً للجزم بما إذا كان الفيروس ينتقل من إنسان إلى آخر.
 
من فيروسات "آر إن إيه"
قام العلماء بتسلسل جينوم الفيروس، فتبيّن أنّه من فيروسات هنيبا التي تندرج ضمن فئة من فيروسات "آر إن إيه" التي تشمل أيضاً فيروس "هندرا" ( Hendra) وفيروس "نيباه" (Nipah).
ويُصيب فيروس هندرا الخيول والبشر ومنشؤه أوستراليا، أما فيروس "نيباه" تسبّب بتفشّي الأمراض في جنوب شرق آسيا، وارتبط كلاهما بمعدّل وفيات مرتفعة.
 
ما يجري اليوم يُعيدنا إلى تحذيرات سابقة لخبراء الأمراض الجرثومية حول خطر التغيير المناخيّ والتعدّي على الطبيعة في زيادة انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر.


 

اقرأ في النهار Premium