النهار

مساعٍ لتأمين لقاح الكوليرا... الوضع في لبنان تحت السيطرة!
المصدر: النهار
مساعٍ لتأمين لقاح الكوليرا... الوضع في لبنان تحت السيطرة!
الكوليرا في لبنان.
A+   A-
 89 حالة كوليرا سجّلها لبنان حتى الآن؛ 36 حالة في الريحانية (الضنية)، و18 في بلدة ببنين (عكار)، و14 في عرسال (البقاع الشمالي). لكن اللافت تسجيل حالتين في جونية وصربا، حسب تقرير وزارة الصحة بالأمس، في وقتٍ ارتفع عدد الوفيات إلى 3.
 
في الأثناء، يراقب المعنيّون تمدّد المرض باتجاه مناطق لبنانية مختلفة، لاسيّما أن شبكات المياه الموجودة في البلد تُثير الكثير من علامات الاستفهام، وتدور حول سلامتها شكوك كبيرة.
 
في المقابل، تسعى وزارة الصحة بالتعاون مع منظّمة الصحّة العالميّة والمنظمات الدوليّة الأخرى إلى تأمين اللقاح الفمويّ لإبقاء المرض في المنطقة الآمنة، ولتفادي انتشاره، إلا أنّ إنتاج اللقاح المحدود في ظلّ انتشار الكوليرا في بعض الدول، يجعل لبنان خارج الأولوية الصحية دولياً.
 
وأمام هذا الواقع، تؤكّد رئيسة الفريق التقني في منظمة الصحة العالمية الدكتورة أليسار راضي لـ"النهار" أنّه يوجد 3 طرق لاحتواء الكوليرا في لبنان، تتمثل بتصحيح شبكات المياه وتنظيفها، وبنظافة الشخص المُصاب، ليبقى اللقاح الخطوة الثالثة على طريق الحدّ من انتشار المرض".
 
وبالرغم من أن الكوليرا أصبح منتشراً في عدد من دول العالم، تسعى منظمة الصحة العالميّة إلى تقديم طلب لصالح لبنان لتأمين اللقاح الفموي، وتحديداً للمجموعات والأشخاص الأكثر عرضة للخطر، كالذين يعيشون في بيئة تفتقر إلى شبكات مياه نظيفة وصالحة.
 
 
وتحذّر راضي من أن يشهد لبنان ارتفاعاً وانتشاراً أوسع وكبيراً لحالات الكوليرا، في ظلّ وجود عوامل الخطر مثل اهتراء شبكات المياه، وانقطاع الكهرباء، وتوقّف محطات التكرير، وقلّة النظافة، والاكتظاظ السكاني. ولكن حتى الساعة، ما زالت الإصابات محدودة ضمن مناطق محدّدة، ويمكن للتنسيق بين الوزارات المعنيّة أن يؤدي إلى النجاح في احتواء الكوليرا وعدم تفشّيه في كلّ البلد.
 
لكن لنقيب الأطباء الدكتور يوسف بخاش رؤية أخرى أكثر تفاؤلاً في تصريحه لـ"النهار" بأنه "حسب أرقام وزارة الصحة ما زال بإمكاننا السيطرة على المرض"، ويشرح بأن "الكوليرا مرضٌ سريع الانتشار، ويُمكن أن تُلتقط عدواه من المصاب حتى قبل أن تظهر عليه العوارض.
 
وبالعودة إلى الحالة الأولى التي سُجّلت في 6 تشرين الأول، بعد أن ظهرت عليها العوارض، يمكن القول إن الجرثومة كانت موجودة قبل ذلك، وبالتالي لو كان المرض سينتشر بسرعة لكان لبنان قد سجّل أكثر من 400-500 إصابة. ولكن بما أن الأعداد ما زالت قليلة نوعاً ما، فبالإمكان القول إن المرض تحت السيطرة حتى الآن".
 
 
يتوافق كلام نقيب الأطباء مع موقف نقيب أصحاب المستشفيات الدكتور سليمان هارون، الذي رأى في حديث اذاعي أنّ "أعداد المصابين غير مرتفعة، والوضع لغاية الآن مقبول، وتحت السيطرة".
 
وعن جهوزية المستشفيات، يؤكد نقيب الأطباء أن "المستشفيات تجهّزت"، مشيراً إلى أنها اكتسبت "خبرة ومعرفة في التعامل وسرعة التدخل الطبيّ خلال جائحة كورونا".
ولفت إلى حاجة المصاب بالكوليرا هي إلى "الأمصال (معادن ومياه)، فيما قسم قليل يحتاج إلى مضادات حيويّة"، والخبر السارّ أن "أغلبيّة الأمصال تُصنع في لبنان، وبالتالي نحن قادرون على التصدّي للكوليرا في حال شهدنا إصابات كبيرة بالمرض".
 
أما بالنسبة إلى اللقاح، فسيكون متاحاً عند توافره للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في المناعة، أو من مشكلات وأمراض مزمنة، لأنهم أكثر عرضة للمضاعفات.

اقرأ في النهار Premium