أكّد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض "استمرار انتشار الكوليرا في لبنان"، مشيراً في المقابل إلى أنّ "الحالات الموجودة في المستشفيات تحت السيطرة، إذ يؤمَّن العلاج اللازم لها"، وإلى "تقلّص عدد الحالات التي تحتاج إلى الاستشفاء كما يُظهر التقرير اليومي، إذ بلغ عددها نحو 55 حالة من بينها حالات قليلة تستدعي العناية الفائقة".
وفي مؤتمر صحافي عرض خلاله نتائج حملة التلقيح، ذكر الأبيض أنّ "العدد التراكمي بلغ حتى أمس نحو أربعة آلاف حالة، بينها 600 حالة مُثبتة، مع تسجيل حالة وفاة لشخص متقدّم في العمر، كان يعاني أمراضاً عدّة حالت دون تجاوبه الكامل مع العلاج".
أمّا بالنسبة إلى حملة التلقيح، فقد أشار وزير الصحة إلى أنّها "تتمّ بالتنسيق مع الشركاء الدوليين من منظمة الصحة العالمية واليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى الشركاء المحليين ومؤسسات دولية ينشرون فرقهم الميدانية على الأرض من الصليب الأحمر اللبناني ومؤسسة عامل وميدير (MEDAIR) وأطباء بلا حدود، فضلا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
ووصف العمل الذي يُنَفَّذ بأنّه "جبّار، إذ تنتشر الفرق الميدانية في الوقت نفسه في أربع محافظات في أكثر من ستة أقضية لتغطية أكثر من 53 بلدة بما يتجاوز 45000 (خمسة وأربعين ألف) منزل".
وعرض الأبيض النتائج المحققة حتى الآن وخلال ستة أيام كالتالي:
"- إعطاء نحو 190 ألف جرعة لقاح بما يفوق العدد الذي كان مخططاً بلوغه في هذه الفترة في الخطة الوطنية للقاح.
- نشر كل من الصليب الصليب الأحمر اللبناني ومؤسسة عامل وميدير وأطباء بلا حدود 250 فريقاً ميدانياً يضم 945 من العاملين الصحيين والإداريين الذين يتنقلون من منزل إلى آخر ومن بلدة إلى أخرى، حيث أمّنوا حتى الآن تغطية 82 مؤسسة تربوية وأربعة سجون على أن يتم الانتقال في المرحلة القريبة اللاحقة إلى دور العجزة والأماكن التي فيها اكتظاظ شديد.
- بالنسبة إلى توزع الملقحين بحسب الجنسية: نصفهم من اللبنانيين والنصف الآخر من جنسيات أخرى لمقيمين غالبيتهم من السوريين يليهم الفلسطينيون وجنسيات أخرى. ويتوزع الملقحون بحسب الجنس كالتالي: 53 في المئة من الإناث و47 في المئة من الذكور، وغالبية هؤلاء من الفئة العمرية بين 5 و14 سنة، ويتم تسجيلهم على منصة MERA الخاصة بوزارة الصحة العامة والتي هي ثمرة تعاون بين اليونيسف وبرنامج الرعاية الأولية وبرنامج الصحة الإلكترونية في الوزارة، وقد أعطت هذه المنصة التي تستخدم عادة في برنامج التحصين الروتيني نتائج ممتازة عن سير حملة اللقاح.
- ستستمر حملة لقاح الكوليرا في الأسابيع القليلة المقبلة لتوزيع مجمل الجرعات البالغ عددها ستمئة ألف.
- تقدمت وزارة الصحة العامة في بداية الأسبوع وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية بطلب لتسلم جزء ثان من الجرعات وعددها نحو مليون ونصف مليون جرعة، لبدء المرحلة الثانية من حملة اللقاح بهدف زيادة الحماية في المجتمع والتحضير لموسم أعياد آمن".
وعن الإقبال على اللقاح، كرّر الأبيض إبداء ارتياحه، منوّهاً بـ"التحضير المسبق والمستمر لحملة اللقاح"، ومؤكّداً أنّ "لقاح الكوليرا آمن، وقد بلغ عدد مستخدميه في العالم بحسب منظمة الصحة العالمية، أكثر من مئة مليون شخص بعوارض جانبية نادرة إذا حصلت".
ولفت إلى أنّ "وزارة الصحة العامة ومن خلال نظام Pharmacovigilance تتتبّع أي عوارض جانبية ممكنة، وحتى الآن لا تزال هذه العوارض نادرة جدا"، مشيرا الى أنه "في بعض المناطق، يبرر الأهالي والمقيمون عدم رغبتهم بالحصول على اللقاح بأنهم يحصلون على مياه سليمة".
وأكد الأبيض أنّ "وباء الكوليرا وإن كان تحت السيطرة، فهو سريع الانتشار وشديد العدوى، وقد يتكرر الواقع الوبائي الذي شهدته عكار مع تسجيل أعداد كبيرة من الحالات المصابة. لذا من المهم جداً الحصول على اللقاح حتى في المناطق التي تعتبر آمنة، خصوصاً أن التنقل بين المناطق يشكل عاملا من العوامل التي تؤدي إلى التقاط العدوى".