النهار

الإصابة بالأنفلونزا وخطر أمراض القلب... الدكتور كيوان لـ"النهار": الاستهتار ممنوع
المصدر: "النهار"
الإصابة  بالأنفلونزا وخطر أمراض القلب... الدكتور كيوان لـ"النهار": الاستهتار ممنوع
كيف يؤثر فيروس الإنفلونزا على القلب؟
A+   A-
 قد لا يعرف كثيرون أنّ الإصابة بالأنفلونزا عند البعض قد يُشكّل تهديداً حقيقيّاً لهم، وبأن مقاومة الجهاز المناعيّ لهذا الالتهاب الناتج من الفيروس من شأنه أن يرفع ضغط الدم ويزيد ضغطاً إضافياً على القلب. هذه الحقيقة الطبيّة لا يمكن تعميمها على الجميع، بل تبقى محصورة بفئة معيّنة من مرضى القلب.
 
ولكن كيف يُمكن حمايتهم؟ وكيف يؤثر الفيروس على قلوبهم؟ وما هي المضاعفات التي قد يخلّفها الفيروس في أجسامهم؟
 
ممّا لا شكّ فيه أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب عرضة أكثر للإصابة بمضاعفات صحيّة أكثر من باقي الأشخاص في حال الإصابة بالأنفلونزا. ووفق بيانات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها نُقل إلى المستشفى بسبب الإصابة بالأنفلونزا بين العام 2010 حتى العام 2020 نحو 140 ألفاً إلى 710 آلاف في الولايات المتحدة سنوياً، وأن الوفيات الناتجة من الإصابة تراوحت بين 12 ألفاً و52 ألفاً خلال تلك الفترة.
 
وغالباً ما يستخفّ الناس بالأنفلونزا باعتباره مجرّد نزلة برد، فيما هو في الحقيقة ليس بهذه البساطة، بل قد يكون مميتاً في بعض الأحيان.
 
وفي هذا الصدد، يشرح رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى ومركز بلفو الطبي الدكتور غسان كيوان لـ"النهار" أنه بالمبدأ العام "كلّ شخص لديه مشكلات في القلب كانسداد في الشرايين، ضعف في عضلة القلب، مشكلات في الصمّامات أو بكتيريا أو فيروس...يمكن أن يتأثر قلبه بذلك؛ وذلك لا يعني أنه يؤثر بشكل حاسم، وإنما يجعله معرّضاً لمخاطر أكبر ومضاعفات في القلب أكثر من أيّ شخص آخر لا يعاني من أيّ مشكلات في القلب. على سبيل المثال، في حال أصيب ببكتيريا Pneumocoque يُصبح في الإمكان أن يُعاني من ضعف في عضلة القلب، أو أن يواجه مشكلة تجمّع الماء في داخل الرئة، ثمّ يضطرّ إلى دخول المستشفى.
 
 
كذلك في حال أصيب المريض بالتهاب في الرئة، نعالجه بطريقة سريعة حتى نتفادى أيّ مضاعفات على القلب مثل الجلطة أو الماء في الرئة...".
 
فكيف الحال مع فيروس الأنفلونزا الذي يعتبر شبيهاً لأي فيروس آخر، ومثل كورونا يمكن أن يُسبّب الموت، خصوصاً إذا كان الرشح قوياً، وعانى المريض من مضاعفات نتيجة ضعف في عضلة القلب أو تضخّمٍ في عضلة القلب.
 
وفق كيوان "ليس ضرورياً أن تكون هذه الحالة، ولكن قد نشهد بعض الحالات التي قد تُسبّب الوفاة".
 
ولكن ما الذي يجري فعلاً؟
 
يجب أن نعرف أن المناعة تصبح ضعيفة عند الإصابة بأي التهاب أو فيروس، والجسم يقوم بمجهود إضافي للمقاومة، ممّا يؤدّي إلى زيادة في نبض القلب، والضغط على عمل القلب أكثر للدفاع عن نفسه، فنصل إلى ارتفاع في ضغط الدم. وفي حال كان الشخص يعاني من "نشاف" في الشرايين، أو يعاني من زيادة في نبض القلب، ونتيجة المضاعفات المترتّبة من الجهاز المناعيّ يُمكن أن يؤدّي إلى جلطة قلبيّة".
 
يشدّد كيوان على أن "كل فيروس يُسبّب التهاباً في الجسم يؤدّي إلى التهابات في كلّ الجسم، خصوصاً على الشرايين. وعليه، أيّ التهاب في شرايين القلب يمكن أن يؤدي إلى جلطة قلبية أو جلطة دماغية في حال التهاب شرايين الدماغ، كما يمكن أن يُسبّب تدهوراً في عضلة القلب، إذا كان الشخص يعاني أصلاً من ضعف في عضلة القلب.
 
 
ولكن في حالات قليلة ونادرة، حتى لو كان الشخص لا يعاني من مشكلات في عضلة القلب، يُصبح من الممكن أن يُسبّب الفيروس بحدّ ذاته التهاباً في عضلة القلب، وهو ما يُسمّى Cardiomyopathy. تصيب هذه الحالة - للأسف - الشباب أكثر من كبار السنّ. ويعاني هؤلاء من ضعف في عضلة القلب مفاجىء حيث يتراجع عمل القلب من 50% إلى 10-20%، ويحتاجون إلى زراعة في القلب. ومن أهم العوارض التي يعاني منها المريض:
 
* الحرارة التي تدوم لعدة أيام
* سيلان الأنف
* الزكام
* ألم في الحلق.
 
بعد ذلك، يشعر الشخص بضيق في التنفس وبتعب شديد. لذلك ننصحه - إذا استمرّت عوارض الرّشح لأكثر من 5 أيام مع الحرارة المرتفعة من دون استجابة لأدوية تخفيض الحرارة - باستشارة الطبيب وإجراء الفحوص اللازمة وتقييم حالته الصحية. ومن الطبيعي عند حدوث ضعف في عضلة القلب أن يشعر الشخص بإرهاق وتعب شديدين، وأن يعاني من عدم النوم بشكل منتظم، أو يتعذّر عليه النوم إلا شبه جالس، بالإضافة إلى تورّم القدمين.
 
في المقابل، الأشخاص الذين يعانون من مشكل في القلب ويتناولون الأدوية بشكل منتظم، ويصابون بفيروس حادّ هم معرّضون للإصابة بمضاعفات في القلب. لذلك ننصح الأشخاص الذين لديهم مشكلات في القلب أو تعرّضوا لجلطات سابقاً أو لديهم ضعف في عضلة القلب تلقّي لقاح الأنفلونزا كلّ خريف؛ فذلك يُساعد في التقليل من العوارض، ولكنّه لا يمنع الإصابة.
 
وبالرغم من هذه المخاطر فإنه وفق ما يؤكّد كيوان تكون هذه الحالات أقلّ بكثير ممّا كانت عليه سابقاً، لأنّنا نشهد على زيادة في التلقيح ضدّ الأنفلونزا، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية الأخرى. وقد نشهد بعض الحالات التي تعاني من مضاعفات نتيجة الإصابة بالفيروس إلا أنّها أقلّ بكثير من الماضي".

اقرأ في النهار Premium