تتعرّض الكلى إلى العديد من الهجمات، ويخسر الملايين في كلّ سنة حياتهم نتيجة مضاعفات مرتبطة بأمراض الكلى المزمنة، في الوقت الذي يدرون أو لا يدرون أنّه يُمكن تفادي وتجنّب الكثير من العوامل المؤذية، وتعزيز حماية الكلى من مخاطر عدّة.
يتمثّل الفشل الكلوي المزمن بفقدان تدريجيّ لوظائف الكلى على مدار شهور أو سنين. فكلّ كلية تحتوي على نحو مليون نفرون. وعندما تتضرّر هذه الأخيرة تتوقّف عن العمل. يعمل النفرون الصحيّ على تعويض هذا الضرر لبعض الوقت، إلا إذا كان الضرر كبيراً فلن يتمكّن الباقي من النفرون من تنقية وتصفية الدّم للحفاظ على صحة جيّدة.
ماذا علينا أن نعرف؟
يعاني نحو 10 في المئة من السكّان البالغين من أمراض الكلى، وسنوياً يتوفّى ملايين الأشخاص بسبب مضاعفات مرتبطة بأمراض الكلى المزمنة. في الحقيقة، من أبرز العواقب والنتائج الخطيرة الناجمة عن الفشل الكلويّ ازدياد خطر الإصابة بالسكتة الدماغيّة أو أمراض القلب والأوعية الدموية، حسب ما نشر موقع topsante.
* لا توجد عوارض مبكرة لمرض الكلى المزمن
* لا يمكن الشفاء من الفشل الكلويّ
* أمراض الكلى يُمكن أن تتطوّر إلى فشل كلويّ مزمن.
وعليه، تكمن أهمية الكشف المبكر للمرض في تفادي المضاعفات. ويعتبر المؤشر الرئيسيّ لوظيفة الكلى مستوى الكرياتينين في الدم. يُعرف الكرياتينين بأنه المركّب الناتج من عمليّات الأيض في العضلات، والذي عادة ما تتمّ تصفيته من الدّم والتخلّص منه عن طريق الكلى، فيما ارتفاعه في الدم يدلّ على وجود خلل في وظائف الكلى.
ما هي العوامل المؤذية للكلى؟
1- السكّري
إن ارتفاع نسبة السكّر في الدم من دون السيطرة عليه يؤدّي إلى اتلاف جدار الأوعية الصغيرة في الكلى وتغيير وظائفها. وهنا نتحدّث عن اعتلال الكلية السكريّ، وهو أحد المضاعفات الشائعة التي تحدث للمصابين بالسكّري. يُصبح صعباً على كُبَيبات الكُلْيَة التصفية الصحيحة، فتسمح للبروتين بالمرور في البول. لذلك، عندما يتمّ تشخيص السكّري، يوصى بإجراء فحص للكلية مرّة على الأقلّ سنوياً مع مراقبة موازية للهيموغلوبين السكريّ كلّ 3 أشهر.
2- ارتفاع ضغط الدم
يؤدّي تأثير ضغط الدم إلى تصلّب جدران الشرايين الكبيرة، وبالتالي تفقد الشرايين الصغيرة قدرتها على التمدّد لتلبية كلّ الاحتياجات. عليه، إن تضييق الشرايين الصغيرة يؤثر على عمل الأعضاء بما فيها الكلى كما أن الفشل الكلويّ المزمن ناتج من المضاعفات الأربعة الرئيسيّة الناتجة من ارتفاع ضغط الدم الشريانيّ الحادّ في حال لم تتمّ معالجته. لذلك، إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم فيجب عليك المواظبة على العلاج.
3- الخمول البدنيّ
نكرّر دائماً أنّ الخمول البدنيّ هو عدو الصحّة، ولا يمكن للكلى أن تكون استثناءً. في حال عدم القيام بنشاط بدنيّ، يضطر الجسم إلى الراحة ممّا يؤدّي إلى حدوث خلل وظيفيّ يُسبّب أمراضاً عديدة مزمنة مثل السّمنة، السكريّ، التي تؤدّي بدورها إلى تلف الكلى. لذلك، تبقى ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوريّ وقاية من الإصابة بأمراض الكلى.
4- زيادة الوزن والسّمنة
تُعدّ زيادة الوزن والسّمنة من الأسباب الرئيسيّة للإصابة بالسكّري من النوع الثاني الذي يزيد بدوره مخاطر الإصابة بالفشل الكلويّ. كلما زاد وزننا تعمل الكلى بشكل أسرع، وتصبح فرصة إتلافها قبل أوانها أكبر. ونلاحظ أنه قبل ظهور السكريّ أو ارتفاع الضغط، نشهد زيادة في حجم كُبَيبات الكُلْيَة التي تعمل على تصفية الدم، وكأنّ عليها أن تعمل أكثر. ستؤدّي هذه الزيادة في كبيبات الكلية إلى تدمير الكلى بشكل تدريجيّ بعد عشرات السنوات. لذلك من المهم تجنّب الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين التي تزيد من خطر تلف الكلى.
5- التدخين
وفق الدكتور لاتنز فإنّ نسبة 80 في المئة من سرطان الكلى مرتبطة بالتدخين وبالجزيئات التي يحتويها التبغ مثل النيكوتين والرّصاص والكاديوم... التي لها دور سامّ في الأوعية الدموية الكلويّة. لا يُسبّب التدخين ظهور سرطان الكلى فقط بل يعزّز أيضاً ظهور أورام أو لحميّات في المثانة، ويؤدّي إلى تفاقم أمراض الكلى.
6- التعرّض لحرارة عالية
تؤدّي موجة الحرّ المنتظمة إلى جفاف كبير يُمكن أن يُسبّب الفشل الكلوي، وهي حال الأطفال الصّغار الذين يتركون في السيارات تحت أشعة الشّمس لوقت طويل، أو كبار السّن الذين لا يشربون الماء بشكل كاف في ظلّ الطقس الحارّ.