شدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في كلمة له في مؤتمر "التجدّد للوطن"، على أنّ "المقاطعة الناتجة عن عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيّدة الموقف، ولذلك لا يجرؤ أحد على المبادرة إلى فتح حوار وطنيّ صادق، وكذلك لا يرى أحدٌ جدوًى في تلبية حوار لا يغوص في نقاط أساسيّة تراكمت حتّى تحوّلت إلى قنابل موقوتة".
الصور بعدسة الزميل حسن عسل:
وقال: "أما آن الأوان لنكون رجال دولة حقيقيين فنُبادر فوراً إلى انتخاب رئيس للجمهورية يُعيد الثقة ويضعنا على السكّة الصحيحة لترسيخ الاستقرار؟"، مشيرًا إلى أنّ "لبنان بلدٌ ديمقراطيٌّ وفئاته الاجتماعية تمارس نمط حياة خاصٍّ من دون أن تتصارع اجتماعيًّا وأمنيًّا"، لافتًا إلى أنّ "لبنان بات بلداً طبقيًّا، وحين انتفض الشعب لتحسين وضعه، وحين اختار في الانتخابات فهو اختار الأسماء المغلوطة".
وأشار الراعي إلى أنّ "لبنان تحوّل إلى ساحة فوضى وتصفية حسابات، وبات ساحة مفتوحة على كلّ الاحتمالات الهدّامة، ونشأت في الأوساط اللبنانية "كانتونات" اجتماعية تتداول في كيفية تسييس ذاتها"، موضحًا أنّ "المجتمع اللبنانيّ صار عصيًّا على الحلول وأليفاً على المشاكل، وكأنّ الأزمات أهون من الحلول. والإشكاليّة الكبرى أنّ العناصر التأسيسيّة التي تكوّن أُمّة هي التي تفرّق بين اللبنانيّين".
وشدّد الراعي على "أنّنا نريد رئيسًا يُغيّر ويخلق بيئة وطنيّة نظيفة، ويلتزم بالثوابت التاريخيّة ويضع حدًاً للتبعيّة وتشتيت الشرعية ويطلق سراح اللبنانيين".
وتابع: "هناك أطراف متأثّرة بالمحيط اختصرت العناصر التأسيسيّة التي تكوّن أُمّة، وبالتالي جرفت في طريقها مفهوم الدولة الكيان".
بدوره، قال بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي "بعدما أنشأنا وطناً، ننزلق إلى أن ننشئ مقاطعات أو إمارات أو ساحات، فالنظام الطائفيّ شيء والفكر الطائفيّ شيءٌ آخر".
وأضاف: "لم يكن الدين حاجزاً بين الناس أو سبباً لخلاف أو تباعد، لكن يبدو أنّ تلك الأيام ولّت مع الزّمن".