أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة انّه "فــي حَــديــثِــنــا عَــنِ الــرَّحْــمَــةِ والــمَــحَــبَّــة، يَــظْــهَــرُ أَمــامَ أَعْــيُــنِــنـــا كَــمْ يَــفْــتَــقِــرُ بَــلَــدُنـا إلـى هَــذَيْــنِ الــعُــنْــصُــرَيْــنِ الــمُــخَــلِّــصَــيْــن. الــرَّحْــمَــةُ غــائِــبَــةٌ عِــنْــدَ الــجَــمــيــعِ، عِــنْــدَ الــمَــســؤولــيــنَ تُــجــاهَ الــشَّــعْــب، وعِــنْــدَ أَعْــضــاءِ الــشَّــعْــبِ فــيــمــا بَــيْــنَــهُــم. هَــذا يَــدُلُّ عــلــى أَنَّ الــمَــحَــبَّــةَ انْــقَــرَضَــتْ، وحَــلَّــتْ مَــكــانَــهــا الــمَــصــالِــحُ الــشَّــخْــصِــيَّــةُ الــضَّــيِّــقَــةُ الَّــتــي أَصْــبَــحَــتْ الـــرَّكــيـــزَةَ الأُولــى والــوَحــيـــدَةَ لَــدَى بـعـضِ الـسـيـاسـيـيـن وأصـحـابِ الـمَـصـارِفِ والـتُـجـارِ والـمُـحْــتَــكِـريـن والـمُـوَظَّــفــيــن والأطـبـاءِ وغَـــيــرِهــم مِــمَّــنْ يُــقَــدِّمـونَ مَــصـالِـحَـهـم بـأنـانـيّـةٍ وجَــشَــع، غـيـرَ آبِـهــيــنَ بِـمُـعــانـاةِ إخــوتِـهـم.
وأضاف "مــؤســفٌ أيـضـاً مــا نَــســمَــعُــه عــلــى لــســانِ الــزعــمــاءِ والــمــســؤولــيــن الــذيــن يَــتَّــهِــمُ واحــدُهــم الآخــرَ ويَــتَــبــادَلــون الــلــومَ والــتــعــيــيــرَ والإدانــةَ، مَــدفــوعــيــن بــغــايــاتٍ ومــصــالــحَ لا تُــفــيــدُ الــبــلــدَ ولا تُــخــرجُــه مِــنَ الــهُــوَّةِ الــواقــعِ فــيــهــا. كــلُّ طــرفٍ يُــلــقــي بــتــهــمــةِ تَــعـــطــيــلِ انــتــخــابِ رئــيــسٍ عــلــى عــاتــقِ الآخــريــن. قــد يَــكــونُ الأمــرُ صــحــيــحــاً ولــكــنْ مَــنْ مــنــهــم يُــســهِّـــلُ الأمــرَ، تــارِكــاً مَــصــالــحَــه وشُــروطَــه وارتــبــاطــاتِــه، داعــيــاً فــقــط إلــى تَــطــبــيــقِ الــدســتــورِ وانــتــخــابِ رئــيــسٍ يــكــونُ قــائــداً مُــلْـهَــمــاً ومُـلْـهِــمـاً، صــاحــبَ رســالــةٍ إصـلاحِـيَّــةٍ، لا زعــيــمــاً يَــتْــبَــعُــه الــنــاسُ ظــالــمــاً كــان أو مَــظــلــومــاً"؟
وأردف "الأخــلاقُ، الإنــســانــيــةُ، الــمــحــبــةُ، الــتــضــحــيــةُ، الــعــطــاءُ، هــذه تَــنــقــصُــنــا فــي هــذا الــبــلــدِ لــكــي نَــتَــمَــكَّــنَ مِــنَ الــنــهــوضِ. الــدولُ الــمُــهــتَــمَّــةُ بــلــبــنــان مُــنــزعــجــةٌ مِــنْ تَــصَــرُّفِ كــافــةِ الأطــراف، وتــتــســاءلُ عَــنْ جَــدوى اســتــمــرارِ اهــتــمــامِــهــا بــلــبــنــان، فــيــمــا يَــتَــمــادى الــمــســؤولــون فــي عَــدَمِ تَــحَــمُّــلِ الــمــســؤولــيــةِ، وفــي إطــالــةِ عُــمْــرِ الــفــراغ. وعِــوَض الإســتــفــاضَـةِ فـي وَضْـعِ الـخِــطَــطِ والــبــرامــجِ والأولَــويــاتِ لــلــرئــيــسِ الــعــتــيــد، ألــيــس أجــدى لـلـبـلـدِ أن يَــنــتــخــبــوا هــذا الــرئــيــسَ ويَــتــرُكــوه يَــعــمــلُ مـع حــكــومــتِــه؟ بــلــدُنــا بــحــاجــةٍ إلــى ســلــطــةٍ تُــعــالــجُ كــافــةَ الــمَــشــاكــلِ الــتــي تَــعــتَــرضُــه وتُــثــقِــلُ كــاهــلَ أبــنــائــه، وكُــلّــمــا طــالَ الــمــأزقُ كُــلّــمــا فَــرَغَ لــبــنــانُ مِــنْ أبــنـائِــه الــذيــن يُــهــاجــرونَــه ســعــيــاً وراءَ حــيــاةٍ كــريــمــة، فــيَــبــرَعــون ويُــبــدِعــون، وأمــيــن مــعـلــوف خــيــرُ مــثــالٍ يَــفــخَــرُ بــه لــبــنــان، فــيــمــا تــزدادُ مَــوجــاتُ الــنــزوحِ إلــى لــبــنــان مــع مــا تُــســبِّــبُــه مِـنْ مـشـاكِـلَ وأعـبـاء".
وأشار في عظة اليوم الأحد الى انّ " الإِنْــجِــيــلِــيُّ لــوقــا، يظهر فــي إِنْــجــيــلِ الــيَــوم، قــاعِــدَةً أســاسِــيَّــةً عــلــى الإِنْــســانِ أَنْ يَــتَــبَــنَّــاهــا لِــكَــيْ يَــبْــنِــي عــلــى أَســاسِــهــا عَــلاقَــتَــهُ بِــأَخــيــهِ الإِنــســان، عــلــى مِــثــالِ الــعَــلاقَــةِ الَّــتــي أَرْســاهــا اللهُ مَــعَــنــا نَــحْــنُ خَــلِــيــقَــتَــه. تَــخــتَــصِـــرُ هَــذِهِ الــقــاعِــدَةُ كُــلَّ فَــضــيــلَــةٍ ووَصِــيَّــة، كُــلَّ عَــمَــلٍ ورَأيٍ صــالِــح. إِنَّــهــا الــمَــحَــبَّــةُ الــمَــجّـــانــيــةُ تُــجــاهَ الــجَــمــيــعِ، الــتـــي لا تَــطــلُــبُ أَيَّ مُــقـــابِـــلٍ: «فـإنّـكـم إنْ أحْـبَـبْـتـم الـذيـن يُـحِـبّــونـكـم فـأيّـةُ مِــنَّــةٍ لـكـم؟ فـإنَّ الـخـطــأةَ أيـضـاً يُـحِــبّــونَ الـذيـن يُـحِــبّــونَـهـم».
وقال: "الإِنْــســانُ الَّــذي يُــحِــبُّ أَخــاه يُــظْــهِــرُ مَــحَــبَّــتَــهُ تُــجــاهَــهُ عَــبْــرَ رَحْــمَــتِــهِ ومَــغْـــفِــرَتِــهِ لَــهُ، كــمــا فَــعَــلَ الــرَّبُّ يَــســوعُ عِــنْــدَمــا أَحَــبَّــنــا حَــتَّــى الــصَّــلــيــب، بــاذِلًا نَــفْــسَــهُ مِــنْ أَجْــلِ خَــلاصِـنــا. وقـد أوصـانـا قائـلاً: «كـونـوا رُحَـمـاء كما أنَّ أبـاكـم هـو رَحــيــم». يَــقــولُ الــرَّســولُ يــوحَــنَّــا: «هُــوَ كَــفّـــارَةٌ عَـــنْ خَــطــايــانــا ولَــيْــسَ عَــنْ خَــطــايــانــا فَــقَــطْ، بَــلْ عَــنْ خَــطــايــا الــعــالَــمِ كُــلِّــهِ أَيْــضًــا» (1يــو 2: 2)".
ورأى عودة أنّ "الــبــعــضُ قد يتساءل كــيـــف نــكــونُ رُحَــمــاء. لَــقَــدْ قــدَّم الــرَّبُّ يَــســوعُ جــوابًــا عَــنْ هَــذا الــتَّــســاؤُلِ بِــقَــوْلِــهِ: «أَحِــبُّــوا أَعْــداءَكُــم وأَحْــسِــنــوا وأَقْــرِضــوا غَــيْــرَ مُــؤَمِّــلــيــنَ شَــيْــئًــا فـيـكونُ أجْـرُكـم كـثـيـراً وتـكـونـوا بَـنـي الـعَـلـيّ، فـإنّـه مُــنْـعِــمٌ عـلى غـيـرِ الـشـاكِـريـن والأشـرار» (لــو 6: 35)، ويُــضــيــف: «لا تَــديــنــوا فَــلا تُــدانــوا، لا تَــقْــضُــوا عــلــى أَحَــدٍ فَــلا يُــقْــضَــى عَــلَــيْــكُــم، اغْــفِــروا يُــغْـــفَـــرْ لَــكُــمْ، أَعْـــطُـــوا تُــعْــطَــوا... لأَنَّـهُ بِـالـكَــيْــلِ الَّـذي تَــكــيــلُـونَ بِـهِ يُــكـالُ لَــكُـمْ» (لــو 6: 37-38)".
واعتبر أنّ "الــرَّحْــمَـــةُ تَــتَــجَــلَّــى قَــبْــلَ أَيِّ شَــيْءٍ فــي الــمَــغْــفِــرَة: «لا تَــدِيــنُــوا فَــلا تُــدَانُــوا...». لَـــمْ يَــقْــصِــدِ الـــرَّبُّ أَنْ يَــقْــلِــبَ مَــوازِيــنَ الــعَــدالَــةِ الــبَــشَــرِيَّــة، إِنَّــمــا يُــذَكِّــرُ تــلامــيــذَهُ بِــأَنَّ عَــلَــيْــهِــم الــتَّــوَقُّــفَ عَــنْ إِصْــدارِ الأَحْــكــامِ والإِدانــاتِ، والــنــظـــرَ إلـــى الـــذاتِ مِـــنْ أجـــلِ إدراكِ الــخــطـــايـــا الــذاتــيــةِ والـــتَــخَــلُّــصِ مــنــهــا.
والــمَــغْــفِــرَةُ هِــيَ الــعَــمُــودُ الــفِــقْــرِيُّ الَّــذي تَــسْــتَــنِــدُ عَــلَــيْــهِ كُــلُّ حَــيــاةِ الــجَــمــاعَــةِ الــمَــسِــيــحِــيَّــة، لأَنْ فــيــهــا تَــتَــجَــلَّــى مَــجّــانِــيَّــةُ الــمَــحَــبَّــةِ الَّــتــي أَحَــبَّــنــا بِــهــا اللهُ أَوَّلًا. لِــمــاذا عَــلــى الــمَــسِــيــحِــيِّ أَنْ يَــغْــفِــر؟ لأَنَّــهُ قَــدْ غُــفِــرَ لَــهُ. أَلَــمْ يُــعَــلِّــمْــنــا الــرَّبُّ فــي الــصَّــلاةِ الــرَّبَّــانِــيَّــةِ أَنْ نَــقــول: «واتـــرُكْ (أِغــفِــرْ) لَــنــا مــا عَــلَــيْــنــا كَــمــا نَــتْــرُكُ (نَــغْــفِــرُ) نَــحْــنُ لِــمَــنْ لَــنــا عَــلَــيْــه»؟ لَــقَــدْ عَــلَّــمَــنــا الـــرَّبُّ أَنْ نَــغْــفِــرَ لِــلآخَـــر، ثُـــمَّ وَضَـــعَ هَــذِهِ الــمَــغْــفِــرَةَ شَـــرْطًــا لِــكَــيْ نَــحْــظــى نَــحــنُ بِــدَوْرِنــا بِــمَــغْـــفِــرَتِــهِ، وطَــبْــعًــا مــا مِــنْ أَحَــدٍ لا يَــحْــتــاجُ إلــى مَــغْــفِــرَةِ الله. لِــهَــذا، عَــلَــيْــنــا أَنْ نَــحْــيــا الــمَــغْــفِــرَةَ دَوْمًــا، حَــتَّــى نَــحْــصَــلَ عَــلَــيْــهــا دَوْمًــا. هــذا يَــعْـــنِــي أَنْ نَــغْـــفِـــرَ الإِســاءَةَ، أَنْ نَــغْــفِــرَ أُمــورًا كَــثــيــرَةً تُـــزعِــجُــنـــا، لأَنَّــهُ قَــدْ غَــفَــرَ لَــنــا الــكَــثــيــرَ مِــنَ الإِســاءاتِ والــخَــطــايــا. فــإِذا كــانَ اللهُ خـــالــقُــنـــا قَــدْ غَــفَـــرَ لَــنــا، فَــلِــمــاذا لا نَــغْــفِــرُ بِــدَورِنــا لِــلآخَــريــن؟ رَكــيــزَةُ الــغُــفْــرانِ هَــذِهِ تُــبَــيِّــنُ لَــنــا مَــجَّــانِــيَّــةَ مَــحَــبَّــةِ اللهِ الَّـذي أَحَــبَّــنـا أَوَّلًا وبـذلَ نــفــسَـه عــنّـا لــيــخَــلِّــصَــنـا".
وأكد "إِنَّ الــحُــكْــمَ عــلــى الآخَــرِ الَّــذي يُــخْــطِــئُ، وإِدانَــتَــهُ، هـــو عَـــمَـــلٌ خــاطِــئ، لَــيْـــسَ لأَنَّــنــا لا نُــرِيـــدُ الإِقْــرارَ بِــالــخَــطــيــئَـــةِ، بـــل لأَنَّ إِدانَــةَ الــخــاطِــئِ تَــقْــطَــعُ رِبــاطَ الأُخُــوَّةِ مَــعَــهُ وتَــتــخَــطّــى رَحْــمَـــةَ اللهِ الَّـــذي لا يَــتَــخَــلَّــى عَــنْ أَحَـــدٍ مِـــنْ أَبْــنــائِــه. لا سُــلْــطــانَ لَــنــا لِــنَــدِيــنَ أَخـــانــا الَّــذي يُــخْــطِــئ، ولَــسْــنــا فــي مَــرْتَــبَــةٍ أَعْــلَــى مِــنْــهُ، بَــلْ لَــدَيْــنــا واجِــبُ اسْــتِــعــادَتِــهِ لِــكَــرامَــةِ بُــنُـــوَّتِــهِ لــلآبِ، وواجِــبُ اصْــطِــحــابِــهِ فــي مَــســيــرَةِ تَــوْبَــتِــهِ، مَــعَ إِدانَــتِــنــا لِــخَــطــيــئَــتِــه، ولَــيْــسَ لَــهُ شَــخْــصِــيًّــا، إِذْ إِنَّ «الــجَــمــيــعَ أَخْــطَــأُوا وأَعْــوَزَهُــم مَــجْــدُ الله» (رو 3: 23). مِـــنْ واجــبِ كــلٍّ مــنّــا إظــهــارُ الــخــطــايــا والــسَــيِّــئــاتِ وإدانــتُــهــا، وفــي الــوقــتِ نــفــسِــه مُــســاعــدةُ الــخــاطــئِ عــلــى الــتــوبــة".
وتابع "أَحِــبَّـــائــي، إِنْ كــانَــتِ الــمَــغْــفِــرَةُ الــرَّكــيــزَةَ الأُولــى، فَــالــعَــطــاءُ هُــوَ الــرَّكــيــزَةُ الــثــانِــيَــة. يـقـولُ لـنـا الــرَّبُّ: «أَعْــطُــوا تُــعْــطَــوْا... لأَنَّــهُ بِــالْــكَــيْــلِ الَّــذِي بِــهِ تَــكِــيــلُــونَ يُــكَــالُ لَــكُــمْ» (لــو 6: 38). لــقــد أنــعــمَ اللهُ عــلــيــنــا بــمــا هــو أَكْــثَــرَ بِــكَــثــيــرٍ مِــمَّــا نَــسْــتَــحِــقّ، لَــكِــنَّــهُ سَــيَــكــونُ أَكْــثَــرَ عَــطــاءً مَــعَ مَــنْ كــانــوا أَسْــخِــيــاءَ هُــنــا عــلــى هَــذِهِ الأَرْض. لَــمْ يَــتَــكَــلَّــمْ الــرَّبُّ يَــســوعُ عَــلــى مــا سَــيَــحْـــدُثُ مَـــعَ الَّـــذيــنَ لا يُــعْــطُــون، إِنَّــمــا أَعْــطــانــا تَــشْــبــيــهَ «الــكَــيْــلِ» تَــحْــذيــرًا لَــنــا. فــمِــقْــدارُ الــمَــحَــبَّــةِ الــتــي نَــمْــنَــحُــهــا، يُــقَـــرِّرُ مِــقْــيـــاسَ الــكَــيْـــلِ الَّـــذي سَــيُــكـــالُ بِــهِ لَــنـــا، لِــهَـــذا قـــالَ لَــنـــا: «كَــمـــا تُـــريـــدونَ أَنْ يَــفْــعَــلَ الــنَّـــاسُ بِــكُـــمْ، كَـــذَلِــكَ افْــعَــلُـــوا أَنْــتُـــمْ بِــهِــم» (لـــو 6: 31). كَــلامُ الــرَّبِّ يَــمْــتــازُ بِــمَــنْــطِــقٍ مُــتَــنــاسِــقٍ عَــلَــيْــنــا الانْــتِــبــاهُ لَــه، إذ بِــالــمِــقْـــدارِ ذَاتِـــهِ الَّــذي يَــمْــنَــحُــنــا إِيَّـــاهُ الله، عَــلَــيْــنــا بِــدَوْرِنــا أَنْ نَــمْــنَــحَ الآخَــرَ، وبِــالــمِــقْــدارِ نَــفْــسِـهِ الَّــذي نَــمْــنَــحُـهُ لِــلآخَــر سَــيَــمْــنَــحُــنــا الله".
وأشار الى انّ "وصــيّـةُ الـمـحـبـةِ هـي أعــظـمُ الـوصـايـا التي أعـطـانـا إيّـاها الـربُّ يـسـوع (متى 22: 37-39). «فــلــيُــحـــبَّ بــعـــضُــنــا بــعــضًـــا لأنَّ الــمــحــبــَّةَ مِــنَ الله وكُـــلَّ مُــحِـــبٍّ مَـــولـــودٌ للهِ وعـــارفٌ بــالله. مَـــن لا يُــحِـــبّ لــم يَــعـــرِفِ الله لأنَّ اللهَ مــحــبَّــة» (1يـــو4: 7 – 8). الــمَــحَــبَّــةُ تَــحــمِـــلُ الــرَّحــمَــةَ، وهِــيَ الــدَّرْبُ الــوَحــيــدُ الَّــذي عَــلَــيْــنــا سُــلُــوكُــه. نَــحْــنُ بِــحــاجَــةٍ لأَنْ نَــكُــونَ أَكْــثَــرَ رَحْــمَــةً، وأَلَّا نَــتَــكَــلَّــمَ بِــالــسُّــوءِ عــلــى الآخَــرِيــن، وأَلَّا نَــحْــكُــمَ عـلـيـهـم أو نَــحْــسُــدَهـم أو نُـذِلَّـهـم. عَــلَــيْــنــا أَنْ نَــغْــفِــرَ ونَــكُــونَ رُحَــمــاءَ ونَــعِــيــشَ حَــيــاتَــنــا بِــالــمَــحَــبَّــةِ الَّــتــي لا تَــسْــمَــحُ لِــلإِنــســانِ الــمَــسِــيــحِــيِّ أَنْ يَــفْــقِــدَ الــهَــوِيَّــةَ الَّــتــي تَــسَــلَّــمَــهــا مِــنَ الــرَّبّ، بَــلْ تَــجــعــلُــه يُــدْرِكَ أَنَّــهُ ابْــنٌ لِــلآب. وفــي الــمَــحَــبَّــةِ تَــتَــجَــلَّــى كُــلٌّ مِــنَ الــرَّحْــمَــةِ والــعَــطــاءِ والــمَــغْــفِــرَة. هَــكَــذا، يَــتَّــسِــعُ الــقَــلْــبُ ويَـتَـألَّـقُ بِــالــمَــحَــبَّــة. الأَنــانِــيَّــةُ والــغَــضَــبُ يَــجْــعَـــلانِ الــقَــلْــبَ يَــتَــقَــلَّــصُ ويَــتَــصَــلَّــبُ كـالــحَــجَــر. فَــهَــلْ نُــرِيــدُ قَــلْــبًــا حَــجَــرِيًّــا، أَوْ قَــلْــبًــا مَــلِــيــئًــا بِــالــمَــحَــبَّــة؟ إِنْ كُــنَّــا نُــفَــضِّــلُ قَــلْــبًــا عــابِــقًــا بِــالــمَــحَــبَّــةِ عَــلَــيْــنــا أَنْ نَــكــونَ رُحَــمـــاء".
وختم قائلاً "دَعْــوَتُــنــا الــيَـــوْمَ أَنْ نَــرْحَــمَ ونُــحِــبَّ لِــنـكـونَ أَبْــنــاءَ اللهِ حَــقًّــا، فـيَــتَــمَــجَّــدُ بِــسَــبَــبِــنـــا اســمُــهُ الــقُــدُّوس، ونُــصْــبِــحُ مِــنْ أَبْــنــاءِ الــمَــلَــكــوت، آمــيــن".