قصفت دبّابات إسرائيلية، الثلثاء، موقعاً شرق مدينة غزة ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية خضر عدنان نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.
وأعلن الجيش في بيان أنه رد باستخدام "نيران الدبابات" على إطلاق صواريخ لتتبع ذلك دفعة صاروخية ثانية من القطاع، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي ومراسلو وكالة فرانس برس.
ورصد الجيش "إطلاق 22 صاروخاً من قطاع غزة". واعلنت خدمات الاسعاف الإسرائيلية إصابة 3 اشخاص بشظايا في منطقة سديروت قرب الحدود مع قطاع غزة.
جاء هذا بعد وفاة عدنان في الخامسة والأربعين من عمره نتيجة اضراب عن الطعام بدأه قبل 86 يوما احتجاجًا على اعتقاله في أوائل شباط في سجن الرملة.
وتعقيبًا على الوفاة، نعت حركة الجهاد الإسلامي عدنان عبر قناتها "القدس". وقال القيادي في الحركة ماهر الأخرس للإذاعة "الفصائل الفلسطينية لن تسكت عن هذه الجريمة، ويجب أن يدفع الاحتلال الثمن".
وفي رام الله، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وفاة عدنان بأنها "جريمة اغتيال متعمدة" ارتكبتها إسرائيل.
وأضاف أنّ وفاته سببها رفض إسرائيل "طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقاؤه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي".
بدوره، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل "المسؤولية الكاملة".
بالمثل، حملت حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة "الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد خضر عدنان"، وقالت إنهم "سيدفعون الثمن".
وأُعلن عن إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجاً على وفاة عدنان.كما نظمت مسيرات ووقعت مواجهات في مدن مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.
- موت "وشيك" - أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان "توفي صباح اليوم معتقل أمني متهم بارتكاب جرائم إرهابية ومضرب عن الطعام منذ 5 شباط 2023".
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لوكالة فرانس برس إن خضر عدنان هو "أول فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه من قبل سلطات الاحتلال".
وأكّدت مؤسّسات فلسطينية عديدة وفاة 237 فلسطينيا وهم رهن الاعتقال في السجون الاسرائيلية، بينهم 75 بسبب الإهمال الطبّي.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير فضل عدم الكشف عن اسمه إنّ عدنان اعتقل "13 مرة في الماضي بسبب نشاطه في الجهاد الإسلامي" آخرها في شباط حين أخضع للتحقيق ووُجّهت إليه تهم "المشاركة في عشرات الأنشطة التنظيمية للجهاد الإسلامي وإلقاء خطابات تحريضية تدعم منظمة معادية وكان محتجزا على ذمة القضية".
وأشار المسؤول إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت قد "أخذت حالته الصحية في الاعتبار" وأنه "كان مضربا عن الطعام ويرفض الرعاية الطبية وخاطر بحياته".
وأضاف "لكنّ محكمة الاستئناف العسكرية قرّرت عدم إخلاء سبيله على أساس وضعه الصحي".
وكان يفترض أن يمثل عدنان أمام محكمة في العاشر من الشهر الجاري.
من جانبه، قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إغلاق الزنازين ومنع تنقل الأسرى الفلسطينيين لمنع "التصعيد".
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية "الجريمة البشعة"، محمّلة الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة المسؤولية "الكاملة والمباشرة".
وقالت الوزارة في بيان إنّها "سترفع ملفّ هذه الجريمة (للمحكمة) الجنائية الدولية".
هذا ودانت جامعة الدول العربية "جريمة وفاة الأسير خضر عدنان"، محمّلة إسرائيل "المسؤولية الكاملة".
من جهته، تقدّم حزب الله اللبناني "بالتعازي والتبريكات باستشهاد" خضر عدنان، معتبراً أن بوفاته "كشف مجددا حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون العدو الإسرائيلي وتعرضهم لأشد أنواع التنكيل والارهاب".
- "لا نريد... صواريخ" - وأمام منزل العائلة في بلدة عرابة قرب جنين (ِشمال) عقدت رندة موسى زوجة خضر عدنان مؤتمرا صحافيا أكدت فيه على عدم فتح بيت عزاء، وقالت "سنستقبل المهنّئين لأنّ هذه الشهادة عرس وفخر لنا وتاج على رؤوسنا".
وتابعت "لا نريد من يضرب الصواريخ وتُضرب غزة بعدها... لن نريد أن تراق قطرة دم".
في وصية كتبها عدنان في الثاني من نيسان الماضي أوصى الشعب الفلسطيني بعدم "الاستسلام لليأس مهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيّهم، فنصر الله قريب".
وطلب عدنان في وصيّته من عائلته بأن لا تسمح "للمحتل بتشريحه".
وقالت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان في إسرائيل إن اطباءها زاروا عدنان وأثاروا "حالته الصحية الخطرة المهددة لحياته والحاجة لنقله فورا إلى المستشفى".
أما منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية فوصفت إضراب عدنان عن الطعام بأنه "احتجاج السلمي على اعتقاله وعلى ظلم الاحتلال".
وأكدت المنظمة في بيان أن "حقيقة بقاء شخص كانت حياته معرضة للخطر في السجن رغم الطلبات المتكررة لنقله إلى مستشفى يعكس استهتار إسرائيل المطلق بحياته".
ودعت بعثة الصليب الأحمر الدولي في اسرائيل والاراضي المحتلة السلطات الإسرائيلية إلى "الإفراج عن جثمان عدنان حتى تتمكن أسرته من الحداد وترتيب مراسم دفن كريمة بحسب عاداتهم ومعتقداتهم".
وفي بيان، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدري أبو بكر تقديم الهيئة طلباً عاجلاً لعدم تشريح جثمان عدنان، مشيرا إلى عدم وجود موعد لتسليم جثمانه بعد.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.