النهار

ميقاتي معايداً قيادة الجيش في اليرزة: التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر
المصدر: "النهار"
ميقاتي معايداً قيادة الجيش في اليرزة: التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر
ميقاتي من اليرزة.
A+   A-
رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مناسبة عيد الجيش،  أنَّ "الشغورَ الرئاسيَّ لا ينغِّصُ وحدَهُ فرحةَ هذه المناسبةِ الوطنيّة فحسب، بل كذلكَ الظروفَ الأمنيةَ التي يعيشُها لبنان، من جنوبِهِ الى بقاعِهِ، وصولاً بالأمس الى الضاحيةِ الجنوبيةِ للعاصمة، نتيجةَ العدوانِ الإسرائيليّ المستمر على سيادةِ لبنان وسلامةِ أراضيه، فضلاً عن الضائقةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ التي يعاني منها اللبنانيونَ عموماً، والعسكريونَ خصوصاً. وتضافُ الى كلِّ ذلكَ، تطوراتٌ اقليميةٌ مقلقة تنذرُ بارتفاعِ منسوبِ الخطرِ واتّساعهِ من منطقةٍ الى أخرى".
 
رئيس الحكومة الذي زار قيادة الجيش في اليرزة ، في مناسبة عيد الأول من آب، و استقبله قائد الجيش العماد جوزف عون، والتقى الضباط في"قاعة العماد نجيم"، قال: "رغمَ كلِّ ذلك، أردتُ ان أكونَ معكم اليومَ، ليسَ لاهنّئكُم بالعيد وأحيّي تضحياتَكم وبسالتَكم فحسب، بل لاؤكدَ لكم، ومن خلالكُم لجميعِ اللبنانيين، انَّ الرهانَ عليكم، ضباطاً ورتباءَ وافراداً، يبقى الضمان الأكيد لوحدةِ لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، مما يجعلُ الالتفافَ حولَ مؤسستِكم واجباً وطنياً جامعاً تسقطُ امامَهُ كلُّ الرهاناتِ والمصالح، سياسيةً كانت أم شخصيّة، لانَّ الشهاداتِ التي قدمتموها على مذبحِ الوطن، لم تكن يوماً الا في سبيلِ رفعتِهِ وسيادتِهِ وسلامتِه".
 
واعتبر أنّه "إذا كانت مساهمتَكم في النهوضِ بلبنان من جديد كبيرةً وأساسيّة، إلا أنها تحتاجُ الى مواكبةٍ مباشرةٍ وفاعلة منَ المؤسساتِ الدستورية. من هنا أجدِّد التأكيدَ، اليومَ بالذات، على ضرورةِ انتخابِ رئيسٍ للجمهورية، داعياً السادة النواب الى تحمّلِ مسؤولياتِهم وتجاوزِ التباينات في مواقفهم، والتشاورِ في ما بينَهم من خلالِ حوارٍ صادقٍ وصريحٍ  ومتكافىء يؤدي حتماً الى اختيارِ مَن يرونَهُ مناسباً لقيادةِ مسيرةِ إعادةِ الحياةِ الى الوطن، فالرئيسُ هو رمزُ وحدتِهِ والساهرُ على احترامِ دستورهِ والمحافظةِ على استقلالِه". 
 
وشدّد على "الحاجةَ ملحّة الى إصلاحاتٍ جذريّة والى حلولٍ مستدامة لا يمكنُ أن تتوافرَ الا مع رئيسٍ للدولة يسهرُ على حمايةِ النظامِ الذي ارتضاهُ اللبنانيونَ والقائمِ على مبدأ الفصلِ بين السلطاتِ وتوازنِها وتعاونِها، والمرتكز الى ثوابت حدَّدَتها وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ اللبنانيّ التي أُقرّتْ في اتفاقِ الطائف". 
 
وأشار إلى أن "أهلُنا في الجنوبِ والبقاع وبالامس في الضاحيةِ الجنوبية لبيروت، لا يزالون يواجهونَ اعتداءاتٍ إسرائيليةٍ أوقعتْ مئاتِ الشهداءِ والجرحى مواطنينَ وعسكريينَ ومقاومين، وهجّرتْ عائلاتٍ خسرت منازلَها وأُحرقَت ممتلكاتُها، ولا شيءَ يدلُّ على أنَّ الغطرسةَ الإسرائيلية ستقفُ عند حدّ". 
 
وأضاف: "إننا، في مواجهةِ التصعيدِ الإسرائيليّ الممنهجِ  والخطير والذي شهدنا فصولاً داميةً منهُ خلالَ الساعاتِ القليلةِ الماضية، لا يسعُنا سوى التأكيدُ على حقّنا في الدفاعِ عن أرضِنا وسيادتِنا وكرامتِنا بكلِّ الوسائلِ المتاحة، ولا تردُّدَ في هذا الخيار مهما غلتِ التضحيات، علماً أننا أَبلَغنا الدولَ الشقيقةَ والصديقةَ أنّنا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، لأننا نسعى الى استقرارٍ دائم ٍمن خلال استرجاع الأجزاءَ المحتلةَ مِن جنوبِنا الغالي، والتزامِ العدوِّ الإسرائيليّ تطبيقَ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 بكلِّ بنودِه، ولن تنفعَ كلُّ الاعتداءاتِ الإسرائيلية عن ثَنيِنا عن ذلك. لقد رحَّبنا، ولا نزالُ نرحِّب، بأيِّ مبادرةٍ تحقِّقُ ما نريدُهُ مِن استعادةٍ لما تبقّى مِن ارضِنا المحتلّة، وتعزيزِ انتشارِ الجيشِ عليها بالتعاونِ مع القواة الدولية، لمنعِ أيّ انتهاكٍ لحدودِنا المعترف بها دولياً، كي ينعمَ أهلُنا في الجنوب بالاستقرارِ والأمان، خصوصاً أنهم قدّموا التضحيات مِن اجلِ تحريرِ الأرض. كذلك، فإنّ استثمارَ ثرواتِنا في مياهِنا، حقٌّ لا جدالَ فيه ولا مساومةَ عليه".
 
 
وختم: "عيدُ الجيش ليسَ عيدَكم وحدَكم، بل هو عيدُ جميعِ اللبنانيين الذينَ يرونَ فيكم الأملَ والمرتجى. استمروا في تحمّلِ الصعابِ على تنوّعها، والتزموا القوانين، وتجاوزوا كلَّ ما يسيءُ اليكم، وضعوا نصبَ أعينكُم شعارَكم المثلّث: شرف تضحية وفاء، وجسّدوهُ بالفعلِ لا بالقولِ فقط، والسلطةُ السياسيةُ ملتزمةٌ تأمينَ حقوقِكم كاملةً لتطمئنّوا معَ عائلاتِكم الى حاضرِكم ومستقبلِكم. وفي هذه المناسبة فانني احيي العماد قائد الجيش ورعايته الابوية لشؤون المؤسسة العسكرية ومطالبها واندفاعه في حمايتها والذود عن كرامة عسكرييها". 
قائد الجيش
وكان قائد الجيش القى كلمة قال فيها: "دولة الرئيس ارحب بك وأشكرك على ثقتك وايمانك بهذه المؤيسية التي هي العمود الفقري للبنان، وهي الضامن للسلم الأهلي وللإستقرار . والأكيد أن هذه المؤسسة ستبقى صامدة لأسباب عدة، أهمها وجود دولتك على رأس مجلس الوزراء، الداعم الأساسي للمؤسسة العسكرية. منذ تكليف دولتك رئاسة الحكومة ولغاية الآن كنت ولاتزال الداعم الأول والأساسي لهذه المؤسسة. وفي كل مرة كنا نطلب من دولتك  أمراً يتعلق بالجيش، كنت تتجاوب معنا لكي تبقى هذه المؤسسة صامدة ومستمرة في مهماتها. باسمي وباسم كل عنصر وضابط في المؤسسة العسكرية اشكرك على محبتك ودعمك وثقتك. أهلاً وسهلاً بك في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء". 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium