أكّد إعلان القمة العربية التي استضافتها الجزائر "تجديد التضامن مع لبنان للحفاظ على أمنه ودعم خطواته لبسط سيادته على أقاليمه البرية والبحرية"، مضيفاً: "نتطلّع لقيام لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وانتخاب رئيس للجمهورية".
وفي كلمة ألقاها نيابةً عن الملك سلمان بن عبدالعزيز، شدّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على "محورية سيادة لبنان وأمنه واستقراره"، مؤكّداً تطلّع المملكة إلى انتخب رئيس جديد للجمهورية، "يمكنه توحيد الشعب والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة وتنفيذ أحكام القرارت الدولية ذات الصلة، بما في ذلك الصادرة من مجلس الأمن والجامعة العربية والتزام اتّفاق الطائف".
من جانبه، أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ "لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر. المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يُعتبر باب الشرق انفجر. والمطار الذي يُعتبر منصّة للتلاقي تنطفئ فيه الأنوار لعدم وجود المحروقات".
وأشار ميقاتي إلى "أنّنا في دولة تعاني اقتصادياً وحياتياً واجتماعياً وبيئياً، ونحارب الأوبئة بأقلّ الإمكانات، حتى وصلنا إلى اللحم الحيّ. فنحن نواجه منذ سنوات عدّة أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسبّبت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة أبنائه".
قال رئيس الحكومة إنّ "لبنان نجح أخيراً في التوصّل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الاقتصادية الخالصة"، مضيفاً: "نأمل أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلمّ شمل اللبنانيين".
وأكّد أنّ "لبنان مساحته صغيرة، ولكن أبوابه بقيت مشرّعة لكل الإخوة، والعرب خصوصاً، أمّا اليوم فبتنا غير قادرين على الاستمرار في استضافة ديموغرافيا عربية باتت تقارب نصف الشعب اللبناني"، مضيفاً: "بنيتنا التحتية باتت مترهّلة، ومواردنا أصبحت قليلة، ونعاني تضخماً كبيراً لا مثيل له. ورغم ذلك، نحن نستقبل هذه الديموغرافيا ولكنّنا تحوّلنا جسداً ضعيفاً يحتاج إلى مقوّيات بدل التجاهل".
وعوّل ميقاتي في كلمته على مساعدة "الإخوة العرب" للبنان، وقال: "إنّنا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع أيّ محاولة للمساس بجوهره".