شدّد رئيس حكومة تصؤيف الأعمال نجيب ميقاتي على "أهميّة نهج السلام في المنطقة تفادياً للدخول في حروب مدمّرة"، مذكراً بـ"أن لا قوة على الأرض بإمكانها أن تطمس القضية الفلسطينية".
وقال في رعاية فعالية "لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية" التي أقيمت قبل ظهر اليوم في فندق موفنبيك: "في هذا اللقاء يحضر في بالنا شريط العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ سنوات، وحقبات احتلاله لأجزاء واسعة من أرضنا وما خلفه من شهداء وجرحى وأضرار جسيمة طاولت كل شيء.
هذه الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وما يشهده من قتل متعمد لأهله وتدمير للبلدات واحراق للمزروعات، ليس محل ادانة واستنكار منا فجسب بل هو عدوان تدميري وإرهابي موصوف على المجتمع الدولي ان يضع حدا لتماديه وإجرامه".
وأضاف: "في هذه المناسبة لا بد من اعادة طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة للجم العدو ووقف نهج القتال والتدمير. فما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجة لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي الرقم 1701.
لقد بادرت شخصيًّا منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للمحافظة على الهدوء وضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ، من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان، ومنه إلى المنطقة".
وأكد "أن خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وخصوصاً القرار ١٧٠١. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى الإعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء.
في المقابل، نحن معنيون من منطلقات عروبية ووطنية وانسانية، بحرب الابادة الفعلية الجارية في حق الفلسطينيين خصوصاً في غزة. وما حصل في "مستشفى الشفاء" من اجرام وانتهاك لكل المواثيق والاعتبارات، لا يجوز ان يمر مرور الكرام امام اعين العالم المتفرج على العدوان المتمادي.
وكبلد مُستضيف لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948، نعيد تذكير المجتمع الدولي بمسؤوليته الإنسانية والأخلاقية حيال لاجئي فلسطين. جوهر السلام هو أن يعيش الشعب الفلسطيني على أرضه في ظل دولة حرّة مستقلّة، وكل محاولة لتجاوز هذه الثوابت ستؤدي إلى مزيد من الأزمات في الشرق الأوسط والعالم. لا إتفاق سلام يستطيع أن يحيا إلا بضمان حق العودة للفلسطينيين، جميع الفلسطينيين، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين".