توفي الموسيقار إحسان المنذر عن عمر ناهز الـ75 عاماً بعد صراع مع المرض، إذ تدهورت أخيراً حالته الصحيّة، ونقل على إثرها إلى المستشفى، حيث أعلنت وفاته فجرَ اليوم.
وكانت نقابة "محترفي الموسيقى والغناء في لبنان" أكدت صباحاً خبر الوفاة، مشيرة إلى أنّه سيوارى الثرى عند الثالثة من بعد ظهر اليوم (الأربعاء) في "روضة الشهيدين".
كذلك نعته نقابة الممثلين، وجاء في بيانها: "تتقدّم نقابة الممثلين في لبنان من الزملاء في نقابة "محترفي الموسيقى و الغناء في لبنان" بأحر التعازي برحيل الفنان المبدع إحسان المنذر راجين من الله أن يدخله فسيح جنانه".
عدد كبير من الفنانين نعوا الراحل، معبّرين عن حزنهم لخسارة هذه القامة الفنيّة التي وضعت بصمتها الخاصّة على أهمّ الأعمال التي لا تزال محفورة في الذاكرة.
وكتب هشام بولس: "ارتحل الموسيقار الكبير إحسان المنذر عائداً إلى نبع المحبّة الذي منّ عليه بموهبته ونبل أخلاقه ومحبّته واحترامه لنفسه وللجميع! المبدعون لا يُغيَّبون، هم حاضرون دائماً في أعمالهم".
ارتحل الموسيقار الكبير إحسان المنذر عائداً إلى نبع المحبّة الذي منّ عليه بموهبته ونبل أخلاقه ومحبّته واحترامه لنفسه وللجميع! المبدعون لا يُغيَّبون، هم حاضرين دائماً في أعمالهم 🙏🏼 https://t.co/rypF1rzZeG
ومنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، بدأ الجمهور الواسع يعرفه ملحّناً وقائد أوركسترا بعد رحلة طويلة مع العزف.
قاد الفرقة الموسيقية لبرنامج "استديو الفن" للمخرج الراحل سيمون أسمر بين عامَي 1982 و1988.
استهلّ رحلته مع التلحين في "نبع المحبة" و"ما حدا بيعبّي" للسيدة ماجدة الرومي، كما انطلق مع التوزيع في "خدني حبيبي" و"عم يسألوني عليك الناس"، فكان طليعة التوزيع الأوركسترالي لألحان سواه. ومع بدايات الفنان راغب علامة تولّى تلحين بعض أغانيه: "الكتب العتيقة"، "بكرا بيبرم دولابك"،"عن جدّ بقلّك عن جدّ"، "لو شبّاكك ع شباكي"،"برافو عليكي" وغيرها.
وبعدها راحت أعماله اللحنيّة تنتشر كأسطوانة الأطفال في خمس أغانٍ لماجدة الرومي، إحداها "طيري يا عصفورة" من شعر جوزف أبي ضاهر، قبل أن ينتقل لحنها إلى إيطاليا، حيث ذاعت بالإيطالية وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة بولونيا سنة 1989. كذلك لحّن "كلمات" للماجدة من شعر نزار قباني، و"قف يا زمان" لجوليا بطرس.
واحتلت ألحانه المراتب الأولى طوال التسعينيات، وتوزّعت على أصوات نجوم الفن: الشحرورة الراحلة صباح، وليد توفيق، سميرة السعيد، آنوشكا، نجوى كرم، باسكال مشعلاني، علاء زلزلي، ميشلين خليفة وغيرهم.
وفي العام 1992، أنشأ الستوديو الخاصّ به، وراح يسجّل فيه أعماله وأعمال سواه، ومنها القسم اللبناني من "الحلم العربي".
وضع موسيقى تصويرية لفيلمين هما: "الانفجار" و"المخطوف"، وأوبريت "وصية حب" (مع ديانا حداد ووائل كفوري - دبي)، ووزّع موسيقى مسرحية "إيليا النبي" (نصّ ولحن أنطوان جبارة) ومسلسلات تلفزيونيّة.
نال جوائز عدة، منها: الجائزة الأولى من تونس سنة 1994 في مهرجان "الميكروفون الذهبي" على أغنية "لا أريد اعتذاراً" (بصوت سمية بعلبكي)، والجائزة الثانية سنة 1996 في مهرجان القاهرة على أغنية "نهر الأيام" بصوت لور عبس (شعر إيليا أبو شديد).
وحاز في العام 2006 على تكريم دار الأوبرا (الإسكندرية) من جمعية فناني الإسكندرية.