جدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إدانة تفجير مرفأ بيروت في ذكراه الرابعة، مطالباً برفع التدخّلات السياسية والحزبية عن القضاء وإجراء تحقيق دولي ما دام القضاء المحلي معطلاً للسنة الرابعة.
وأسف لـ"مهزلة" امتحانات الشهادة الثانويّة، معتبراً أنها "أظهرت مدى التفشّي الهائل للفساد والإخفاق التام في إدارتها".
وقال في قداس الشكر على تطويب البطريرك اسطفان الدويهي في الديمان: "تصادف اليوم الذكرى الرابعة لتفجير مرفأ بيروت. فإنّنا وجميع مطارنة الأبرشيّات في لبنان والأراضي البطريركيّة وبلدان الإنتشار، نجدّد إدانتنا لهذا التفجير الذي أوقع مئات القتلى وآلاف الجرحى وهدّم نصف العاصمة. كما نجدّد تعازينا القلبيّة لأهالي الضحايا سائلين لها الراحة الأبديّة ولهم العزاء الإلهيّ".
وأضاف الراعي: "نُقدّم صلاتنا من أجل شفاء الجرحى. ونطالب برفع التدخّلات السياسيّة والحزبيّة عن القضاء لكي يستطيع التحرّك من أجل العدالة والحقيقة لكي لا يتكرّر مثل هذا الجرم. كما نطالب بتحقيق دوليّ ما دام القضاء المحلّي معطّلاً للسنة الرابعة. وإنّنا نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة، بشفاعة الطوباويّ الجديد البطريرك مار اسطفان، على نيّة ضحايا وشهداء مرفأ بيروت الذين سقطوا من دون أيّ مبرّر، ومن أجل تحقيق العدالة".
وأضاف: "من المؤسف حقّاً أن نشهد مهزلة إمتحانات الشهادة الثانويّة الأخيرة التي أظهرت مدى التفشّي الهائل للفساد والإخفاق التام في إدارة الإمتحانات الرسميّة. فلا عجب إذ تحجم الجامعات الأجنبيّة عن قبول الشهادة اللبنانيّة. إنّ هذا الأمر في غاية الخطورة، ولا يمكن القبول به ولا السكوت عنه. وبخاصّة لأنّ لبنان يتميّز، في محيطه العربيّ وفي العالم، بمستواه التربويّ الرفيع. ومن المؤسف جدًّا أن نرى الإنحطاط، الذي أصاب الدولة في لبنان، يطاول الآن بوضوح القطاع التربويّ بشكلٍ كارثيّ. وقد بدا ذلك جليّاً من خلال محاولات إقصاء شريحة أساسيّة عن إدارة العمليّة التربويّة كان لها تأثيرها الكبير، عبر التاريخ، في تمايز القطاع التربويّ الذي جعل العديد من أهالي البلدان المجاورة يختارون مدرسة لبنان وجامعته لتربية أولادهم".
ودعا إلى الصلاة "كي يرحم الله ضحايا تفجير المرفأ ويحرّر القضاء، ويعيد إلى لبنان زهرة العلم وقداسة السيرة".