النهار

جعجع في اعنف هجوم على عون وباسيل و "حزب الله"... لرئيس إنقاذي و"إلاّ نخون الأمانة "
جعجع  في اعنف هجوم على عون وباسيل و "حزب الله"... لرئيس إنقاذي و"إلاّ  نخون الأمانة "
سمير جعجع.
A+   A-
هاجم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
واتهم جعجع عون وباسيل وحلفاءهما انهم يعطلون تشكيل حكومة جديدة ويتحضران كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية والأكيد المؤكد أن ذلك ليس من اجل طرح خطة إصلاحية معيّنة بل محاولة بالإتيان بجبران باسيل أو "حدا من عندو" رئيس للجمهورية خلفاً لميشال عون.
وأشار الى أنه "في وقت لم يضر أحد بالمسيحيين أكثر منهم كذلك بحقوقهم وسمعتهم وصورتهم التاريخية ومدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم ومستشفياتهم وأعمالهم واستثماراتهم وودائعهم المصرفية ونظرة الداخل والخارج إليهم وما من أحد رفع نسبة هجرتهم و"كفّر كتار منّون بلبنان" كما ما من أحد أضرّ بالمسيحيين في المجالات كافة".
وأكد ان الرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان باعتبار أنه خاضع وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية.
ورأى ان "عملية الانقاذ لن تتحقق الا برئيس مواجهة انقاذي، وهنا تقع المسؤولية كاملة على المجلس النيابي الذي سينتخب رئيسا جديدا للجمهورية، علما انه حان وقت تحديد المسؤوليات بشكل دقيق وواضح، بعيدا من العموميات والتعميم وتجهيل الفاعل، كما دائما، والتهرّب من المسؤولية".
وتوجّه الى "كل الكتل النيابية المعارضة: كتلة اللقاء الديموقراطي، كتلة حزب الكتائب، كتلة النواب التغييريين، كتلة نواب الشمال "الاعتدال الوطني"، كتلة التجدُّد، كتلة نواب صيدا، كتلة وطن الإنسان، وللنواب المستقلين الآخرين فرداً فرداً"، بالقول: "مسؤولية ايصال الرئيس مسؤوليتنا، وبالتأكيد "مش حيالله رئيس"، رئيس إنقاذي، ماذا وإلاّ نخون الأمانة".
 
تفاصيل قداس الشهداء
أحيا حزب “القوات اللبنانية” ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية خلال قداس حمل عنوان “العهد لكم”، في باحة المقر العام للحزب في معراب، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب العام على أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري.

وحضر القداس، الى جانب اهالي الشهداء، عضوا كتلة “الكتائب النائبان سليم الصايغ ونديم الجميل، اعضاء كتلة “التجدد” النواب: اشرف ريفي، ميشال معوض، فؤاد مخزومي واديب عبد المسيح، النائب نعمت افرام، النائب غسان سكاف، اعضاء تكتل “الجمهورية القوية”، ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون العقيد طوني معوض، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد جان عوّاد، ممثل حزب الطاشناق لويس نادر، ممثل عن حزب الهنشاك آرام ماليان.


وبعد تقديم التحية للإكليروس وللمطران نجيم، ألقى جعجع كلمة استهلها بالقول: “سأرحب عن غير عادة ببعض الاشخاص نظرا لخصوصية حضورهم: وفد حزب “الكتائب” النائبان سليم الصايغ ونديم الجميل، وهم رفاق القضية والنضال منذ زمن الى اليوم بغض النظر عن الطرق التي تختلف في بعض المرات، كما أرحب بالحليف الدائم النائب اشرف ريفي وكتلة “التجدد” ككل: النواب ميشال معوض، فؤاد مخزومي، أديب عبد المسيح، والانسان ابن الانسان وطن الانسان النائب نعمت افرام، الصديق الذي لم نتحالف معه يوما الا اننا نتفق معه في المبادئ النائب غسان سكاف”.


اضاف: “في الأمس فارقنا الصديق سمير الزغريني وهو قدوة في الأخلاق والعطاء، عمل دائما بصمت وناضل من خلال القلم والمنطق حتى اللحظة الاخيرة، وسيبقى قدوة لكل الشباب لنكون بالفعل “اجيال عم بتسلم اجيال”.

وتوجّه جعجع إلى شهداء حزب “القوات”، قائلاً: “رفاقي الشهداء، هذه السنة الـ32 التي نلتقي فيها بعد نهاية الحرب، وهذه السنة الـ32 التي ما زلتم وما زلنا نتعرض لأشنع وأبشع التهجّمات والأكاذيب والإشاعات، فهم حتى في غيابكم يخافونكم: يخافون من استشهادكم وبطولاتكم وحبكم والتزامكم بمجتمعكم ووطنكم ويخافون استقامتكم وتجرّدكم لأنكم على عكسهم تماماً، ولأنّ مجرّد وجودكم يكشف حقيقتهم البشعة، ففي وجودكم يكونون كالعتمة جنب النور، وفي وجود النور تتبدّد العتمة. حاولوا من اللحظة الاولى الغاءكم اذ لا قدرة لديهم للالتزام بالقضية مثلكم، ولا استعداد للتضحية من اجلها ومن المؤكد الا جرأة لديهم للاستشهاد في سبيلها، باعتبار انهم يرونكم في عيون رفيقاتكم ورفاقكم وفي ثباتهم في قضيتهم وفي صلابة مؤسستهم وقوة وثبات مواقفها، لذا يحاولون منذ 32 سنة تشويه صورتكم والغاء قضيتكم وضربها.”


وتساءل: “أيها الشهداء، ماذا فعلوا منذ ظهورهم في الساحة حتى اليوم؟ جوابي لكم: قاموا بانجازين رئيسيين: الاول، تمثّل حين تسلّموا حكومة كاملة الصلاحيات مكان رئيس الجمهورية سنة الـ1988، آنذاك كان لدينا منطقة استشهدتم مع غيركم من أجلها بالآلاف واصيب عشرات الآلاف من رفاقكم ومن جميع اللبنانيين حتى بقيت حرة رغم كل الأحداث والاحتلالات بين السنوات 1975- 1990، ولكن منذ لحظة دخولهم الى الحياة السياسية” طيّروا” المنطقة الحرة وشنّوا حربا علينا، بحجة إزالة السلاح غير الشرعي في أيام الحرب، كلّفت المجتمع الكثير الكثير، وانتهت في خراب ودمار وتهجير لم يشهد لبنان مثيلا له. اما الانجاز الثاني فلمسناه حين تسلّموا، الى جانب أكثرية، منذ العام 2016 الى الآن رئاسة الجمهورية كما بمجلس الوزراء، وكانت النتيجة خرابا كاملا وشاملا على اللبنانيين لم يروا مثله في تاريخهم، حتى في عزّ أيّام الحروب العالمية.”


واذ لفت الى ان “قسما كبيرا من اللبنانيين هاجر، والقسم الباقي ما زال هنا يعاني يوميا الأمرين على كل الاصعدة فقط ليبقى متشبّثا بأرضه وارث أجداده”، أكد جعجع انه “حتى هذه اللحظة، ورغم كل المآسي والخراب التي تسبّبوا بها، ما زالوا مستمرين في النهج التدميري ذاته لهدف واحد وهو “الحفاظ على مصالحهم الشخصية”.

اضاف: “يعطّلون تشكيل حكومة جديدة، ويتحضرون كما دائما لتعطيل الانتخابات الرئاسية، والأكيد المؤكد ان ذلك ليس من اجل طرح خطة إصلاحية معيّنة بل محاولة بالاتيان بجبران باسيل او “حدا من عندو” رئيس للجمهورية خلفا لميشال عون، والمؤسف أنهم يدّعون ان ما يقومون به بحجّة تحصيل حقوق المسيحيين، وهذه هي الكذبة الاكبر المستخدمة من قبلهم باستمرار وفي كل الظروف بغية تحقيق حقوقهم ومكتسباتهم الشخصية على حساب المسيحيين. في وقت لم يضر أحد بالمسيحيين أكثر منهم كذلك بحقوقهم وسمعتهم وصورتهم التاريخية ومدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم ومستشفياتهم واعمالهم واستثمارتهم وودائعهم المصرفية ونظرة الداخل والخارج اليهم، وما من أحد رفع نسبة هجرتهم و”كفّر كتار منّون بلبنان” كما ما من أحد أضرّ بالمسيحيين في المجالات كافة. هكذا نعيش منذ اكثر من 32 سنة، أكاذيب وغشّ وخداع وتغطية للسماوات بالقبوات، وإذا حاولنا كشف حقيقتهم يُقال لنا “هلكتونا كل الوقت عونيي وقوات، وقوات وعونيي”، وفي حال لم نفعل فعندها “عم نترك الفاجر ياكل مال التاجر””.


واستطرد: “فيا رفاقي الشهداء، من هذا المنطلق، حاولت في السنوات الماضية تجنّب قدر المستطاع الامور السوداء في ذكراكم البيضاء، ولكن هذه السنة شعرت انه حان الوقت ان اضع بعض النقاط على الحروف، ولو ان التاريخ لن يرحمهم. تأكدوا ان “الغد” سيضع نقاطا كثيرة وكبيرة لن تنتهي على الحروف وسينال كل صاحب حق حقه، وأكيد انتم ستكونون اصحاب الحق الأكبر. ففي نهاية المطاف “ما بيصح الا الصحيح”. نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة ليست سوى البداية: فبعد اسابيع “رح يطلعوا من القصر … ورح يطلعوا من التاريخ كمان”، باعتبار ان العهود” بتروح وبتجي ووحدو العهد لإلكون يا رفافي الشهداء باقي، لا بيروح ولا بيجي، كان الو بداية بس ما رح يكون الو نهاية.”

وتوجّه جعجع الى اللبنانيين قائلا: “لهم لبنانُهُم، ولنا لبنانُنا. بكل بساطة، ومن دون تحاليل ولا استنتاجات نظرية، ومن الآخر: لبنانهم هو لبنان محور الممانعة وحلفاؤهم، الذي نعيشه اليوم في التمام والكمال، بينما لبناننا فرأيناه وعشناه جزئيا في مرحلة إنتفاضة الإستقلال لأنّ محور الممانعة كان موجودا وذات تأثير بشكل أو بآخر، كما رأيناه كليّا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما كان لبنان ” سويسرا الشرق” وكانت البرامج الانتخابية لحكام سنغافورة، أنجح الدول في العالم حاليا، تقتضي بالتمثّل بلبنان، وحين كانت تعتبر المجلات العالمية ان بلدنا هو من أوائل الوجهات السياحية والاستثمارية في العالم.”


وشدد على ان “لبنانهم لبنان الفوضى والخراب والدمار والفقر واللادولة، فيما لبناننا النظام والعمران والتقدم والحضارة والبحبوحة، والدولة”، مضيفا: “لبنانهم طوابير الذلّ امام محطّات البنزين والأفران والدواء المقطوع والكهرباء والمياه المقطوعة ولبنان بعض الناس التي تفتّش مضطرة في النفايات عن قوتها اليومي، لبنانهم سرقة ودائع الناس والتصرف بها من دون معرفة اصحابها ولا إرادتهم، والتهريب “عا عينك يا تاجر” وتصنيع الكبتاغون والتجارة فيه، بالتكافل والتضامن مع النظام السوري. لبنانهم مصادرة قرار أكثرية اللبنانيين، ووضعهم امام مصير لا يريدونه من خلال مصادرة القرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية والمعزول المنبوذ الذي تقتصر علاقاته الخارجية الفعلية على نادي دول العقوبات الدولية. لبنانهم “كلو بسبيل إيران وحزب الله بيهون ولو عا حساب الله والشعب اللبناني والدولة اللبنانية”، لبنانهم الدولة التي تتفكك والمؤسسات التي تنهار والتحالف مع أفشل الفاشلين، وأفسد الفاسدين وتغطية فسادهم، والمشاركة فيه” لحماية ضهر ما يسمّونه المقاومة، ولو انّو هالشي بيطقّ ضهر لبنان وضهر كل مواطن لبناني”.”


أردف: “في لبنانهم، شرعي التفاوض غير المباشر مع إسرائيل لترسيم حدودنا البحرية، ولكن خيانة وجريمة كبرى طرح التفاوض غير المباشر لترسيم حدودنا البرية، او حتى جريمة اكبر الطلب من صديقهم، وحبيب قلبهم وحامل لواء الحرية والإنسانية في الشرق بشار الأسد، وثيقة تثبّت هوية مزارع شبعا اللبنانية. في لبنانهم، كله نسبيّ، نسبةً لمصالح حزب الله، لا لمصالح الشعب اللبناني، لذا التفاوض غير المباشر مع العدو مشروع، أمّا التفاوض المباشر مع شقيقهم فغير مشروع لأنه يحْرُم “حزب الله “من علّة وجوده، ولو كان هذا التفاوض يعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للبنان. لبنانهم لبنان التفشيط الاستراتيجي، والمعادلات المنفوخة، والانتصارات غير الموجودة إلاّ للاستهلاك المحلّي، مكان الأكل والشرب، لبنان المراجل ليس في وجه احد في الخارج فعليا بقدر ما هو في وجه المعارضين في الداخل”.

تابع: “لبنانهم لبنان الضحك الدائم على الناس وتخديرهم بطروحات كبيرة جدا غير موجودة، كي يتلّهوا عن أوجاعهم ومصائبهم الكبيرة الموجودة، لبنانهم خسارة كل ما بنته الأجيال السابقة من جامعات ومستشفيات ومصارف لمصلحة معامل الكبتاغون والتهريب والتجارة غير المشروعة. لبنانهم “بيحمي وبيبني”: يحمي الفساد في الداخل ويبني جدرانا فاصلة مع الخارج، ودويلة على حساب الدولة.”.

جعجع أكد ان “في لبنانهم، لا دستور ولا ديمقراطية، ولا حتى هناك ناس، بل فقط يوجد “الله السلام عا إسمو،” كلّف احدا معيّنا، من دون اعلامنا نحن الشعب العادي حتى، لإدارة شؤوننا والاهتمام بها، على طريقته، “ولو غصب عنّا”. ففي لبنانهم للانسان خيارات عديدة ولكن كلّها للموت: فإمّا يموت فيه جائعا، أو “إذا كان طليعي فهمان” يمكنه اختيار الموت في الحرب، وهذان هما الخيارات ولا ثالث لهما”.

وشدد “رئيس القوات” على اننا “لن نقبل مهما حصل أي تغيير في وجه لبنان او في دوره ورسالته وهويّته، كما لن نقبل البتة ان يبقى بلدنا غريبا ومعزولا عن بيئته العربية او عن المجتمع الدولي، فنحن سنواجه أي مشروع يريد جره الى مكان لا يشبهه، ولا علاقة له لا بماضيه ولا بتاريخه، ولا بطبيعة أهله ويهدد وجوده ومستقبل شعبه. وبالتالي لن نرضى بطمس تاريخ لبنان من قبل أحد وتحويره ليتناسب وإيديولوجيته ونظريّاته، او ان يتلاعب بالخصوصية اللبنانية ويقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا. تاريخ لبنان لم يبدأ من 40عاما بل من آلآف السنين، انطلاقا من هنا، نؤكد ان لكم لبنانُكم الغريب عن لبنان وعنّا ايضا وعن تاريخنا، وهو غير قابل للحياة، ولنا لبنانُنا، الذي عمره من عمر الزمن، وباق باق باق مهما طال الزمن”.

وفي ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية وفخامة الرئيس بشير الجميل، قال جعجع: “بالحقيقة، “ما بتلبق لحدا غيرو”، إرفعوا أيديكم عن رئاسة الجمهورية، إرفعوا أيديكم عن اللبنانيين، إرفعوا أيديكم عن لبنان. فشعبنا في الوقت الراهن يعدّ الايام، يوما بعد يوم، لحظة بعد لحظة، لينتهي العهد الحالي، في الوقت الذي يحنّون فيه للعشرين يوم ويوم من عهد بشير الجميّل و”القوات” ويتمنّون لو يعيشونه من جديد، رغم مرور 40 سنة”.



وتوجّه الى اللبنانيين، قائلا: “نحن امام استحقاق رئاسي مصيري وحاسم بين البقاء في الأزمة أو بداية خروجنا منها: اي امّا البقاء في النفق والموت في جهنّم تحت الأرض، أو الخروج منّه نحو الضوء والنور والحياة. من هذا المنطلق: لن نقبل بست سنوات شبيهة بالتي مرّت ولن نرضى برئيس منهم، بل نريد رئيسا قادرا على تغيير كل ما عشناه في هذا العهد وكسر المعادلة التي ارسيت بسبب حكمهم. “بدنا رئيس بيعمل عكسن”، فيكون ممثلا فعليا للشرعية، وغير خاضع لميليشا غير شرعية خاضعة لدولة خارجية، “بدنا رئيس” يدافع عن سيادتنا ويستعيد لنا كرامتنا ويعيد القرار الاستراتيجي للدولة بدل ان يساعد في ابقائه خارجها، “بدنا رئيس” يكون إصلاحيا لا متفرّجا على الفساد و”ياخود لحسة او لحسات منو” ويحارب بكل قوته من أجل إصلاح مؤسساتنا واقتصادنا لا تعطيلها، “بدنا رئيس قادر يقول” لأ” ” مهما كانت صعبة من دون خوف على مكتسباته او رأسه او رأس وريثه وولي عهده”.

اضاف: “نريد رئيسا قويا، ولو ان البعض يعتبر ان نظرية “الرئيس القوي” قد سقطت، فالرئيس الحالي ليس رئيسا قويا بل اضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار انه خاضع وخانع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية. نريد رئيس مواجهة، ليس في وجه اللبنانيين، بل في وجه كل من نغّص حياتهم، ولو ان البعض يعترض بأعلى صوته ويطالب بـ”رئيس تسوية” يجمع الكل حوله، على الرغم من ان وضعنا اليوم نتيجة هكذا منطق ونتيجة حكومات الوحدة الوطنية المزيّفة ورؤسائها والتي أدت بدورها الى حالة وحدة وطنية مزيّفة قوامها الفقر، والتعتير، والشحادة، والعوز”.

واشار الى اننا “في حالة وحدة وطنية تفكك مؤسسات الدولة في كل المناطق وعند كل الناس، بالمستوى ذاته، كما اننا في حالة وحدة وطنية بالهجرة من لبنان، فجميع ابنائنا يهاجرون وطنهم وليس فقط مجموعة معيّنة، كذلك نحن في حالة وحدة وطنية “بس بكل شي سلبي وسيّء ومدمّر”، وبالتالي منطق استعمال الوحدة الوطنية في غير إطارها الصحيح هو ما اوصلنا الى هذا الوضع الذي يحتاج “قلب المعادلة” للخروج منه.”

واذ ذكّر الجميع أنّ “أكثر مرة تجلّت فيها الوحدة الوطنية الحقيقية كانت عندما تحدى اللبنانيون السلطة ونزلوا الى الساحات والشوارع من طرابلس والعبدة، الى صور والنبطية وزحلة وبعلبك، وصولا الى جونيه وبيروت”، أكد جعجع اننا “نريد رئيسا يتحدى الواقع المذري الذي نعيشه، لا رئيسا وسطيا بين مشروع الخراب والدمار من جهة ومشروع الإنقاذ المطلوب من جهة أخرى”.

ولفت الى اننا “بدنا رئيس يتحدّى” كل المفاهيم المتبّعة حاليا في الدولة، “بدنا رئيس يتحدّى” الفساد والفاسدين، بشكل علني وواضح وحاسم، ويحارب كل من يعرقل مسيرة الدولة في لبنان و”كل مين بيسترجي يمدّ إيدو عا لبناني تاني”، “بدنا رئيس يتحدى” التهريب والمهربين وأصحاب معامل الكبتاغون في لبنان وجميع من يغطيهم ويحميهم، “بدنا رئيس يتحدّى” كل من تسوّل له نفسه اتخاذ قرار سيادي واحد بدلا من الدولة، إن كان قرار حرب او سلم او قرار يتعلّق بالسياسة الخارجية. اذا، نريد رئيسا يقول بأعلى صوته: “على الجميع ان يدركوا، ان في الداخل او الخارج، اننا بتنا من اليوم في مرحلة جديدة، وابتداءً من هذه اللحظة، صار لدينا رئيس فعلي “من أول وجديد” سيناضل بكل قوّته لاحياء الدولة في لبنان””.

وقال: “بعد كل ما مررنا به، اذا لم نرغب بشكل مباشر وعلني وواضح ان نتحدّى الفساد، لإزالته من الدولة، وان نواجه كل من يحاول ان “يستوطي حيط الدولة” ويصادر صلاحياتها، وكل من يساهم في استمرارنا في جهنّم. وإذا لم ننتفض ونتحدَّ واقعنا للخروج منه، عندها سنكون، لا سمح الله، شعبا غير جدير بالحياة، الامر الذي لا ينطبق علينا وعلى من نمثّل. من هذا المنطلق، وبأعلى صوت ننادي اننا نريد رئيسا يتحدّى كل من اوصلنا الى هنا وكفّ يده عن مصالح الناس للبدء بمسيرة الانقاذ، وهي الخلاص الوحيد للبنان، بعد ان وصلنا الى مرحلة الغرق اي “صار بدا رئيس إنقاذ””.

ورأى ان “عملية الانقاذ لن تتحقق الا برئيس مواجهة انقاذي، وهنا تقع المسؤولية كاملة على المجلس النيابي الذي سينتخب رئيسا جديدا للجمهورية، علما انه حان وقت تحديد المسؤوليات بشكل دقيق وواضح، بعيدا من العموميات والتعميم وتجهيل الفاعل، كما دائما، والتهرّب من المسؤولية”.

واوضح ان “البعض كي يتهرب من مسؤولياته يعتبر ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني مرتبط بتوازنات المنطقة وبمفاوضات الملف النووي في فيينا ومتعلّق بالحوار السعودي- الإيراني في بغداد، والى ما هنالك من نظريات خنفشارية اكل الدهر عليها وشرب. ولكن الحقيقة ان الانتخابات الرئاسية لا تقررها إرادات خارجية، كما انها ليست نتيجة معادلات إقليمية ودولية، بل هي نتاج إرادة داخلية وطريقة تصويت الـ128 نائب في البرلمان اللبناني”.

جعجع جدد التذكير بأن قسما كبيرا من اللبنانيين تصرّف بكل مسؤولية وأدى دوره على افضل ما يكون وانتخب للسيادة والتغيير والاصلاح والانقاذ، لذا باتت الكرة اليوم في ملعب نواب الأمة، ونحن منهم، وقد وصلنا جميعا بأصواتهم وينتظرون منّا نتيجة عملية تبدّل واقعهم المؤلم والمذل وليس الاكتفاء باختيارهم لنا واعلامهم بما يرغبون بسماعه مجددا، دون ان نغيّر ولو شعرة من واقعهم الأليم، فـ”الناس شبعت حكي، بدّها افعال”.

وأشار الى ان “المجلس الجديد يتضمن فئتين من النواب: نواب محور الممانعة، بكل انواعه وأجناسه من “حزب الله”، لـ”التيار الوطني الحر” وما بينهما، وهذه الفئة لا ننتظر منها في الاساس اي شيء لأنها “أصل البلا” وسبب الأزمة، بينما الفئة الثانية من النواب على مختلف انتماءاتها الحزبية او الفكرية فهي التي ليست من ضمن محور الممانعة، وهذه بحد ذاتها نقطة إنطلاق جيدة، وما يجمعها ان لديها التشخيص نفسه للأزمة الحالية والنية لايجاد الطرق المناسبة لاخراج الشعب اللبناني منها. لذا تتحمّل هذه الفئة من النواب، التي تعدّ خارج محور الممانعة، مسؤولية التنسيق في ما بينها لإيصال رئيس إنقاذي فعلي للبنان، وبالتالي ان عدم وصول هذا الرئيس الى سدة الرئاسة، لا سمح الله، يعود اليها”.

من هنا، توّجه جعجع الى هؤلاء النواب، قائلا: “”يا إخوان، الناس ما انتخبونا لسود عيوننا، ولا تا نقضي كل النهار حكي حكي ونظريات من دون ما نغيّر شي بمأساتن اليومية”، فالإنتقادات التي في مكانها ضرورية، لا بل يجب ان تكون كمقدّمة لعمل معيّن يستطيع تحقيق بعض التغيير في أوضاع الناس المأساوية، الا ان الاستمرار في الانتقادات والكلام من دون الانتقال الى تنفيذ خطة عملية انقاذية واضحة يبقى مجرّد “ضحك عالناس”، وتلاعب بمصيرهم ومراهقة سياسية في الوقت الذي يغرق فيه المركب وكل دقيقة تأخير تكلّفنا حياة شعب ومصيره”.

“رئيس القوات” الذي شدد على ان “الخطوة الاولى على طريق الإنقاذ هي ايصال رئيس جمهورية إنقاذي”، توجّه الى “كل الكتل النيابية المعارضة: كتلة اللقاء الديمقراطي، كتلة حزب الكتائب، كتلة النواب التغييريين، كتلة نواب الشمال “الاعتدال الوطني”، كتلة التجدُّد، كتلة نواب صيدا، كتلة وطن الإنسان، وللنواب المستقلين الآخرين فرداً فرداً”، بالقول: “مسؤولية ايصال الرئيس مسؤوليتنا، وبالتأكيد “مش حيالله رئيس”، رئيس إنقاذي، ماذا وإلاّ نخون الأمانة”.

 

اقرأ في النهار Premium