الجوع يتربص بقطاع غزة
يسيطر الجوع حاليا على قطاع غزة المحاصر حيث تضاءلت إمدادات المساعدات بشدة خلال الشهر الماضي، بعدما تقلصت بالفعل بشكل حاد منذ بداية الحرب. وباتت مناطق كاملة من القطاع محرومة تماما من الغذاء. وتعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، والمكتظة بالفعل بمصابي الحرب، الآن بأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.
ويرقد الطفل أحمد كنعان وقد صارت عيناه غائرتين ووجهه شاحبا على سرير في مستشفى العودة في رفح ملتحفا سترة صفراء. وخسر الطفل نصف وزنه منذ بداية الحرب وصار يزن الآن ستة كيلوغرامات فقط.
كما قالت ممرضة إن هؤلاء الأطفال الهزيلين يتدفقون الآن على المستشفى بأعداد غير مسبوقة، وجميعهم يعانون من المرض وسوء التغذية.
والوضع في شمال غزة هو الأسوأ، إذ لا تستطيع وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام الوصول إليه. وتقول سلطات الصحة في غزة إن 15 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية أو الجفاف في أحد المستشفيات.
وقالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن سوء التغذية "متفاقم بشكل خاص" في شمال القطاع.
وذكر ممثل المنظمة في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن، أن طفلا من بين كل ستة أطفال دون الثانية من العمر يعاني من سوء تغذية حاد هناك.
وأوضح "كان هذا في كانون الثاني، لذا من المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم".
وتقول وكالات الإغاثة إن هذا بات مستحيلا مع انهيار القانون والنظام، وإن السماح بدخول الأغذية وتأمين عمليات توزيعها يقع على عاتق إسرائيل التي اجتاحت قواتها بلدات غزة وتقوم بدوريات فيها.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر، إنه "لا بد وأن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء، الذين يدركون أنه يتم منع المساعدات المنقذة للحياة والموجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط، هو أمر لا يحتمل".
وتقول إسرائيل إنها مستعدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر نقطتي التفتيش على الطرف الجنوبي من القطاع اللتين سمحت بفتحهما، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى في عدم توزيع المساعدات على نطاق أوسع.