على وقع التطوّرات الميدانيّة التصعيديّة في لبنان الذي أصبح "رهينة" الاحتمالات المفتوحة، في تطوّر أمني خطير يحمل في طيّاته أكثر من رسالة، سُجّل صباح اليوم إطلاق نار في محيط السفارة الأميركيّة في عوكر، حيث أفاد مصدر أمني لـ"النهار" أنّ الجيش اللبناني أطلق النار على مطلق النار في محيط السفارة وتمكّن من توقيفه.
وفي معلومات خاصة لـ "النهار" تبين أنّ "اسم مطلق النار على السفارة يدعى قيس فراج وهو سوري الجنسية يقيم في بلدة الصويري ويستمع فرع المعلومات الى والده الذي هو رهن التحقيق . وخضع مطلق النار لجراحة في المستشفى العسكري وقال إنه أقدم على فعلته نصرة لغزة .
وكان الشاب المسلّح يضع شعار "الدولة الإسلامية" ويحمل جعبة تحتوي على ذخيرة مطلقا النار بغزارة.
وتبيّن أنّ الشاب الذي أطلق النار مسجّل في مفوّضية اللاجئين.
وأفادت مراسلة النهار في البقاع عن مداهمات تجري في بلدتي الصويري ومجدل عنجر المتجاورتين، على خلفية أنّ منفذ اعتداء السفارة الأميركية يسكن في منزل مستأجر يقع عقاريا في بلدة الصويري في البقاع الغربي، ومالكه من مجدل عنجر في البقاع الاوسط".
وأوضحت أنه يجري الاستماع في القضية لمالك المنزل ، ولامام مسجد في بلدة الصويري (سوري الجنسية).
توقيف 5 متورطين
ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش دهم وتوقيف 5 أشخاص ضمن إطار ملاحقة المتورطين في إطلاق النار على السفارة الأميركية في بيروت.
وجاء في البيان: "ضمن إطار ملاحقة المتورطين في الاعتداء المسلح على السفارة الأميركية في منطقة عوكر، دهمت دورية من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش عدداً من المنازل في بلدتَي الصويري ومجدل عنجر - البقاع الغربي وأوقفت السوري (ع.ج.) والمواطن (ا.ز.) للاشتباه بعلاقتهما بالسوري (ق.ف.) مطلق النار على السفارة، و٣ من أفراد عائلته".
وتابع: "يواصل الجيش عمليات الدهم في موازاة متابعته للتحقيقات بإشراف القضاء المختص".
في حين أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنه تم توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. واودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات.
مولوي
أوضح مكتب وزير الداخلية والبلديات فى حكومة تصريف الأعمال بسام #مولوي "ما يتم تداوله حول مضمون تصريح وزير الداخلية لإحدى القنوات التلفزيونية، بأنّه لم يرد إطلاقاً على لسان الوزير خلال المقابلة بأنّ (مهاجم السفارة الاميركية في عوكر نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر)، ومجمل ما ذكره مولوي أنّ مهاجم السفارة نقل الأغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبة من منطقة مجدل عنجر، وأنّه دخل إلى مدخل أحد الأبنية وارتدى ما كان بحوزته".
وكانت إحدى القنوات قد نقلت تصريحاً لمولوي يُفيد بأنّ "مهاجم السفارة الأميركية نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر وقد اجتاز حواجز عدّة، وهذا مستغرب".
وقال في المقابلة التلفزيونية: "إنّنا نحقّق بالهجوم على السفارة الأميركية في عوكر، ويتم توقيف أيّ شخص له صلة بالحادثة"، مضيفاً أنّه "نبحث عن الجهات التي تقف خلف الهجوم".
المشهد بعدسة الزميل حسام شبارو:
وأضاف المصدر أنّ حارساً للأمن في السفارة أصيب جرّاء الهجوم، وجُرح آخر هو مطلق النار الموقوف في عهدة الجيش.
الجيش اللبناني
وأوضح الجيش اللبناني عبر حسابه على منصّة "إكس" أن "السفارة الأميركيّة في لبنان في منطقة عوكر تعرّضت لإطلاق نار من شخص يحمل الجنسيّة السوريّة، فردّت عناصر الجيش المنتشرة في المنطقة على مصادر النار، مما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتمّ توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادث.
وأوضح إنّ "وحداتنا المنتشرة في محيط السفارة الأميركيّة في عوكر، تُجري عمليّة تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة".
السفارة الأميركية
وذكرت السفارة الأميركيّة عبر "إكس" أنّه "عند الساعة 8:34 صباحاً جرى الإبلاغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة قرب مدخل السفارة الأميركيّة. وبفضل ردّ الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وفريقنا الأمني في السفارة، أصبحت منشآتنا وفريقنا آمنين".
وأكّدت أنّ "التحقيقات جارية، ونحن على اتّصال وثيق بالسلطات المعنيّة في البلد المضيف".
وعادت وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت إبقاء مكاتبها مغلقة اليوم.
وأوصت مواطني الولايات المتحدة في لبنان مراقبة موقع Travel.State.Gov للحصول على التنبيهات والأخبار عن كثب لمعرفة التطورات العاجلة التي قد تؤثر على الأمن الداخلي.
وطلبت من مواطني الولايات المتحدة تجنب السفر إلى منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومنطقة الحدود اللبنانية السورية، ومستوطنات اللاجئين وتجنب المظاهرات.
وعلّق مستشار الأمن القومي الأميركي على الهجوم قائلاً: "نعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية للتأكد ممّا حدث ولضمان عدم وجود تهديد وسنفعل ما يتعين فعله لحماية شعبنا".
ميقاتي
وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موضوع إطلاق النار على السفارة، في خلال اجتماعه بوزير الدفاع الوطني موريس سليم في السراسا الحكومية.
كما أجرى سلسلة اتّصالات شملت قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة.
وتبلّغ من المعنيّين أنّ الوضع مستتب وأن التحقيقات المكثّفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين.
كذلك أجرى اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعلى العاملين فيها، نطراً الى وجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
اللواء عباس ابراهيم
وكتب اللواء عباس ابراهيم عبر منصة "اكس": "نستنكر ونشجب الاعتداء الذي استهدف اليوم، مقر السفارة الأميركية في عوكر والذي يسلط الضوء مجدداً على أهمية الأمن الاستباقي في مواجهة تهديدات الخلايا النائمة للمنظمات الارهابية. فالجريمة واحدة: من الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق إلى الاعتداء على السفارة الأميركية في لبنان".
أضاف: "كل هذه الأعمال الإرهابية مدانة ومستنكرة فهي تنتهك القوانين الدولية والاتفاقيات التي تحمي حصانة البعثات الدبلوماسية، التي هي الاساس لعالم مستقر وآمن.
لبنانيًا، يفتح هذا الاعتداء ملف النزوح السوري مجددا ويسلط الضوء على أنّ إدارة المجتمع الدولي ظهره ودفن رأسه في الرمال لن يوفر لبنان ولا المصالح الغربية من الاستهداف، فما جرى هو انذار قوي لايجاد حلّ لهذه المشكلة الانسانية المسيسة".
وقال: "أمّا إدراج الاعتداء في سياق الأحداث الدولية، فيدفعنا الى طرح السؤال عمّا إذا كان الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في بيروت رسالة ملغومة لتعطيل مبادرة السلام الأميركية في غزّة، وهل يُمكن استخدام الإرهاب كأداة سياسية في الانتخابات الأميركية المقبلة؟".
"التيّار":
بدوره، أكّد "التيّار الوطني الحرّ، في بيان، أنّه ينظر ببالغ القلق إلى الاعتداء الذي تعرضّت له، صباح اليوم، السفارة الأميركيّة.
وحضّ "التيّار" القوى الأمنية والعسكرية على استكمال عملية الملاحقة وتبيان الملابسات وحقيقة ما حدث شكلاً وتوقيتاً، مؤكّداً رفضه المطلق لأن يكون لبنان ساحة اختبار أو صندوق رسائل لأي جهة كانت، داخلاً أو خارجاً.
يذكر ان مبنى السفارة تعرض ليل 20/09/2023، لإطلاق نار، وتمكنت شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعد خمسة ايام، من تحديد هوية الفاعل وتوقيفه في 25/09/2023 في عملية نوعية خاطفة في الضاحية الجنوبية لبيروت -منطقة الكفاءات، ويُدعى: م. م. خ. (مواليد عام 1997، لبناني).
وبالتحقيق معه، اعترف بقيامه بإطلاق العيارات النارية في اتجاه حائط مبنى السفارة، ورد ذلك الى حادثة حصلت معه أمام السفارة قبل حوالى شهرين.
حينها، أكّد المتحدث باسم السفارة الأميركيّة في لبنان، جيك نيلسون، أنّ أعيرة ناريّة من أسلحة خفيفة، أطلقت بالقرب من مدخل السفارة".