المطران الياس عوده (أرشيفية).
أكد مطران بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنّ "الرجاء أنْ تَـسـتَـنـيـرَ عــقــول الـسـيـاسـيـيـن والـمـسـؤولـيـن لـكـي يُـدرِكـوا مُـعـانـاةَ الـمـواطـنـيـنَ والـظُــلْـمَ الـلاحِـقَ بـهـم جَـرّاءَ إهــمـالِـهــم وابـتِــلاعِ حـقـوقِـهـم وطَـمْـسِ حـقـيـقـةِ أَكـبـرَ كـارثَـةٍ حَـلَّـتْ بـهـم فـقـضَـتْ عـلـى مـا يَـزيـدُ عــلـى الـمـئـتـيـن مِـنْ أبـنـاءِ بـيـروت لـم يـكـتـرثْ بـرحـيـلِـهـم إلاَّ ذووهــم، وأصـابـتْ الآلافَ فــي أجـسـادِهــم ومُـمـتَـلـكـاتِـهـم وهــم مـا زالـوا يَـنـتـظـرون الـعـدالـةَ أولاً، ومـحـاسـبـةَ الـفـاعــلـيـن، وهــذا مـا لــم يـحـصـلـوا عـلـيـه بـعـد، كـمـا لـم يـحـصـلـوا عـلـى الـمـسـاعـداتِ الـمَـوعــودةِ مِــنْ أجــلِ تـرمـيـمِ مـنـازِلِـهـم، مـا زادَ شِـدَّةَ ألآمِـهـم الـجـسَـديَّــةِ والــنَــفــسِــيَّــةِ ألـمـاً ومَـرارةً وخـيـبـةً".
وقال عوده في عظة قداس الأحد: "مــا زالَ الـمـسؤولــون عــن الـكـارثـةِ يَـسـرحـونَ وربـمـا يُـخَـطِّــطــون لــعــمــلٍ وحـشـيٍّ آخــر، ومــا زالَ الـزعـمـاءُ والـمـسـؤولـونَ عــاجــزيــن عــن الـقـيـامِ بــأيَّــةِ خُــطــوةٍ إنــقــاذيَّــةٍ لــلــبــلــدِ قــد تُــفــرِجُ عــن انــتــخــابِ رئـيـسٍ يَـلـيـهِ تـشـكـيـلُ حـكـومـةٍ تـمــنــعُ تَــدَخُّــلَ الـسـيـاسـيـيـن فــي عَــمَــلِ الــقــضــاء عَـــلَّــهُ يَـــفُـــكُّ أَســرَ الـتـحــقـيـقِ ويُــطـــلِـــقُ يَـــدَ الـمـحــقِّـــقَ مِـنْ أجـلِ جَـلاءِ الـحـقــيـقـةِ وإحـقـاقِ الـعـــدالـةِ ومُــعــاقــبــةِ الـمـسؤولــيــن عــن تــفــجــيــرِ بــيــروت وقَــهْــرِ أبــنـائـهـا".
وسأل عوده: "هـل كـانَ هـذا الـتـفـجـيـرُ الأبــوكــالــيــبــتــيّ قَــتْـلاً لـبـيـروتَ وأهـلِـهـا أم إغـتـيـالاً لـلـقـضاءِ بُـغـيَـةَ نَــشـرِ الـفـوضـى والإطــبـاقِ عـلـى الـبـلـد؟ وهــل يُـعْــقَــلُ أنْ يَــنــتــظِــرَ ذوو الـضـحـايـا مـع أهــلِ بـيـروت وكــلِّ الـلـبـنـانـيـيـنَ ثـلاثَ سـنـواتٍ دون نـتـيـجـة؟ ثـلاثُ سـنـواتٍ مِــنَ الألَــمِ والـصـبـرِ والـمـطــالــبَــة ولــمْ تَــنْــجَــلِ الـحـقــيـقـةُ رغــمَ بــشــاعةِ الإنــفــجــارِ وجَـسـامـةِ نـتـائِـجِـهِ".
وتابع: "هــل هــي لامُــبــالاةٌ أم اســتــهــانــةٌ بــحــيــاةِ بَــشــرٍ أحــبّــوا لـبـنـانَ ولــمْ يَــهــجُــروه سـعـيـاً وراءَ حـيـاةٍ كـريـمـةٍ، أم هـو عَــجْــزٌ أو طَــمْــسٌ مــقــصــودٌ لــحــقــيــقــةٍ لا يُــريــدون لــهــا الـظـهــورَ خــوفــاً مــنهـا؟ وإلاَّ لِــمَ عَــرْقَــلَــةُ عَـــمَــلِ الــمُــحــقِّــق؟ وإلــى مــتــى يُــفــلِــتُ الـمُـجـرِمــونَ مِــنَ الــعــقــاب، كــلُّ الـمـجــرمــيــن الـذيـن اغــتـالــوا بــيــروت، وكــلُّ الــذيــن اغـــتــالــوا أشـخــاصــاً كــلُّ ذنـبـهــم أنَّـهــم أرادوا الـتـعـبـيـرَ عــن آرائِـهــم بـحــريَّــة، وكــلُّ الــذيــن أوصــلــوا هــذا الــبــلــدَ الـجـمـيـلَ إلـى الإنـهــيـار، وكــلُّ الـذيــن أســاءوا إلــى الـبـلــدِ وأهــلِـه واغـــتــصــبــوا حــقــوقـهــم أو تَــخــطّــوا الــقــوانــيــنَ أو تَــحَــدّوا الــدولــة أو قــامــوا بــأيّ عَــمَــلٍ سَــيّء؟ كــيــف يُــفــلِــتُ مِــنَ الـعــقــاب الــقــاتِــلــونَ والــمُــضــارِبــونَ والــمُــحْـــتَـــكِــرونَ ومُــغْــتَــصِــبــو الأطــفــالِ والــمُــتَــعَـــدّون عــلى حــيـاةِ الأبـريـاءِ بــرصــاصِــهــم الــطــائــش؟".
كما أكد أنّ "الــعــدالــةُ ضــروريَّــةٌ لاســتــمــرارِ الــحــيــاةِ بــأمــانٍ والــشــعــورِ بالــمــســاواةِ بــيــنَ الــمــواطــنـيـن، وإعــلانُ الـحـقـيـقـةِ فــي مــأســاةِ بــيــروت واجــبٌ عــلــى الــقــضــاء، ومُــعــاقــبــةُ الــفــاعــلــيــن ضــروريـةٌ لـتَـكونَ درسـاً لِــمَــنْ تُــسَــوِّلُ لــهُ نــفــسُــه الــقــيــامَ بــجــريــمــةٍ مُــمــاثِــلــة".