النهار

واشنطن: المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بلغت مرحلة حاسمة والفجوات ضاقت
المصدر: "النهار"
واشنطن: المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بلغت مرحلة حاسمة والفجوات ضاقت
سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية ​​قبالة رأس الناقورة (4 ت1 2022 - أ ف ب).
A+   A-
أشار البيت الأبيض إلى أنّ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل في شأن اتّفاق ترسيم الحدود البحريّة بلغت "مرحلة حاسمة"، وأنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لا يزال على اتصال وثيق مع الجانبين.

في التفاصيل، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنّ "المفاوضات بلغت مرحلة حرجة والفجوات ضاقت"، مؤكّداً أنّ "واشنطن تعتقد أنّ التسوية الدائمة ممكنة".

من جهة ثانية، ذكرت القناة 12 الإسرائيليّة إلى أنّ "الكابينت فوّض رئيس الوزراء يائير لابيد ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس بإدارة سيناريو تصعيد محتمل مع لبنان حتى من دون اجتماع آخر للوزراء"، في وقت نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله إنّ "الاتفاق قد يلفظ أنفاسه ويجب الاستعداد للمواجهة".
 
وقد أجرى غانتس اليوم تقييماً للوضع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ومسؤولين أمنيّين.
 
 
"لبنان لم يتلقَّ ردّاً رسميّاً"
بحث رئيس الجمهورية ميشال عون مع وزير الدفاع موريس سليم آخر المعطيات المتصلة بالمفاوضات، في ضوء الملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني على العرض الذي قدّمه هوكشتاين، مؤكداً أنّها "تضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفظ والغاز في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وتمنع أيّ تفسيرات لا تنطبق على الاطار الذي حدّده لبنان لعملية الترسيم وخلال المفاوضات التي استمرت أشهراً".

وفي حديث لوكالة "رويترز"، أكّد مسؤول لبناني أنّ "لبنان لم يتلقَّ ردّاً إسرائيليّاً رسميّاً في شأن طلبات تعديل مسوّدة اتفاق الترسيم"، مضيفاً: "نريد معرفة ما إذا كان الرفض نهائيّاً أو يمكن التفاوض بشأنه".

في السياق، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب أنّه لا يزال على اتصال مع هوكتشاين "كلّ ساعة" لحلّ المشكلات العالقة.

وعلى خلفيّة تقارير إعلامية حول رفض إسرائيلي لـ"تعديلات لبنان على مسوّدة اتفاق الترسيم" لفت بوصعب إلى "إنجاز 90 في المئة من الاتفاق، لكن نسبة 10 في المئة المتبقية هي الحاسمة"، مضيفاً: "سأردّ فقط على التصريحات الرسمية وليس التقارير الإعلامية في شأن وضع الاتفاق".

وأفادت معلومات "النهار" بأنّ "لبنان أحرى اتصالات لمعرفة تفاصيل الرفض الإسرائيلي والنقاط التي شملها في انتظار التبلّغ رسمياً".
 
 
إسرائيل "ترفض تعديلات" لبنان
نقل مسؤول إسرائيلي عن لابيد "رفضه التعديلات اللبنانية" على اتفاق الترسيم البحري، في أول ردّ إسرائيلي على ملاحظات لبنان حول المقترحات. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول قوله إنّ "لبنان يسعى إلى إجراء تغييرات جوهرية، ولابيد أصدر تعليماته إلى فريق التفاوض برفضها".

من جهته، أصدر وزير الدفاع بيني غانتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتصعيد أمني على الحدود مع لبنان، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية. وحذّر من أنّ لبنان "سيدفع ثمناً باهظاً" إذا حاول "حزب الله" "المساس بإسرائيل والإضرار ببنيتها التحتية وسيادتها".
 
وفي وقت متقدّم من مساء اليوم، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ غانتس شدّد على "الضرورة الاستراتيجية الملحّة" لتوقيع اتفاق الحدود البحرية مع لبنان.
 
 
اتفاق "بعد 15 يوماً"؟
سلّم لبنان الاثنين تعديلاته على الاتفاق إلى الجانب الأميركي، بعد اجتماعات تقنية ورئاسية متتالية في قصر بعبدا، بحثت العرض الأميركي الأخير على اتفاق الترسيم.

وكان بوصعب قد أكّد الثلثاء أنّ "لبنان لن يدفع قرشاً من حصّته في حقل قانا لإسرائيل وهذا من صلب الاتفاق"، متوقّعاً أن يتمّ الاتفاق على ترسيم الحدود "بعد 15 يوماً".

من جهته، أكّد المسؤول الإسرائيليّ لـ"فرانس برس" أنّ "إسرائيل لن تستمر في المفاوضات إذا هدَّد (حزب الله) أو أي طرف آخر منصة التنقيب عن الغاز في حقل كاريش"، ناقلاً عن رئيس الوزراء يائير لابيد قوله إنّ "إسرائيل لن تتنازل عن مصالحها الأمنية والاقتصادية حتى لو كان ذلك يعني عدم وجود اتفاق قريباً".
 
في الإطار، نقل موقع "تايمس أوف إسرائيل" عن ديبلوماسي أوروبي اليوم قوله إنّ الاتّفاق لم يسقط عن الطاولة تماماً بعد، لكنّه قد يؤجّل، مشيراً إلى أنّ "الجانبَين أظهرا اهتمامهما بإيجاد حلّ وسط في الأسابيع الماضية، وسيكون من المؤسف أن نشهد فشل المفاوضات في ضوء التقدّم الأخير الذي أحرزته".

اقرأ في النهار Premium