لا تزال العقبات تعترض مفاوضات القاهرة، وقد أعلنت حركة "حماس" إنّ وفدها غادر العاصمة المصرية بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في غزة لحين التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وفي المقابل، برز الإعلان عن نية الرئيس الأميركي جو بايدن أمر الجيش ببناء ميناء لمساعدة الفلسطينيين في غزة.
وجاء في بيان للحركة: "غادر وفد حركة "حماس" القاهرة اليوم للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر رسمي لـ"القاهرة الإخبارية" أنّ "المحادثات مستمرة بين جميع الأطراف للتوصل إلى وقف إطلاق النار قبل رمضان".
وأضاف المصدر أنّ "وفد "حماس" غادر القاهرة ومحادثات وقف إطلاق النار تستأنف الأسبوع المقبل".
وقال مسؤول كبير في "حماس" لـ"رويترز" إنّ "إسرائيل أفشلت كل جهود الوسطاء للتوصل لاتفاق"، مضيفاً أنّ "إسرائيل تصر على رفض وقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين".
من جهة أخرى، أكّد مصدر لـ"الجزيرة" "انتهاء جولة مفاوضات وقف إطلاق النار بالقاهرة من دون التوصل لاتفاق".
وأضاف المصدر أنّ "إسرائيل رفضت طلب "حماس" وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب الجيش من قطاع غزة وعودة النازحين دون شروط"، مؤكداً أنّ "الوسطاء في القاهرة حاولوا جسر الفجوة بين "حماس" وإسرائيل لكن جهودهم لم تنجح".
في سياق متصل، أعلن مسؤول أميركي رفيع أن الرئيس جو بايدن سيبلغ الكونغرس اليوم، أنه أمر الجيش بإنشاء ميناء في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحراً إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال المسؤول للصحافيين: "سيعلن الرئيس الليلة في خطابه عن حال الاتحاد أنه وجه الجيش الأميركي بالقيام بمهمة طارئة لإنشاء ميناء في غزة".
إلى ذلك، أشار مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية في إفادة صحافية، إلى أن "حماس" تؤجل التوصل إلى اتفاق جديد مع إسرائيل بشأن تحرير الرهائن لأنها رفضت إطلاق سراح المرضى والمسنين منهم.
الى ذلك، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الخميس، عن أربعة مسؤولين أميركيين، أن البيت الأبيض طلب مؤخراً من وزارة الخارجية والبنتاغون قائمة بجميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، تلك المخطط لها أو تلك التي سيتم الموافقة عليها في الأسابيع المقبلة.
يأتي ذلك في ظلّ تزايد الانتقادات والضغوط على الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب في غزة، حيث قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني.
وقال المسؤولون الأميركيون لـ"أكسيوس"، إن هذا الطلب ليس بالضرورة إشارة إلى تحرك وشيك من جانب البيت الأبيض لإبطاء أو تعليق أي عمليات نقل أسلحة إلى إسرائيل، وشددوا على أن إدارة بايدن ليس لديها خطط لتقييد المساعدات العسكرية في هذا الوقت.
وبحسب مصادر الموقع، فإن السبب الآخر للطلب هو التحقق من القائمة التي قدمتها إسرائيل لإدارة بايدن، والتي حددت فيها أنظمة الأسلحة التي تعطيها الأولوية.
وأضاف، أن طلب البيت الأبيض كان روتينياً وحدث في السنوات الأخيرة مع المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا، لكنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها طلب قائمة تتعلق بنقل الأسلحة إلى إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر.
وأشار الى أن هدف البيت الأبيض هو أن يحصل على تحديث لحالة تراخيص التصدير الدفاعية المعلقة وعمليات نقل الأسلحة قيد التنفيذ.
في غضون ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، يعتزم زيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، بهدف الدفع نحو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار الضغوط الأميركية بهذا الشأن.
وذكر التقرير أن بيرنز يعتزم الاجتماع مع الجهات المعنية والوسيطين المصري والقطري، في محاولة لتحقيق انفراجة في مفاوضات الهدنة في غزة، كما رجّحت القناة أن يجتمع المسؤول الأميركي مع المسؤولين في إسرائيل، في ظل مساعي واشنطن لتحقيق هدنة تتيح الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.
ورجّحت القناة أن تعقد الزيارة في اليومين المقبلين، خلال نهاية الأسبوع الجاري، في أعقاب انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات في القاهرة دون التوصل لنتيجة، وأفاد التقرير بأن مدير سي آي إيه سيدفع نحو التوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان الذي يحل في 10 أو 11 آذار الجاري.