منعت إسرائيل الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح في قطاع غزة، وفق ما أفاد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الثلثاء.
وأكد ينس لايركه في مؤتمر صحافي دوري في جنيف أن مخزون الأمم المتحدة من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية لا يكفي إلا ليوم واحد في قطاع غزة المحاصر.
وقال لايركه "لسنا موجودين حالياً عند معبر رفح لأن مكتب كوغات (مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية) رفض السماح لنا بالوصول إلى هذه المنطقة" وهي نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية.
وأضاف "قيل لنا إنه لن يسمح بعبور الموظفين والسلع دخولاً أو خروجاً في الوقت الراهن. وهذا يؤثر بشكل هائل على مخزوننا".
وتابع "الطريقان الرئيسيان لإدخال المساعدات إلى غزة معطّلان راهناً"، في إشارة إلى معبر رفح مع مصر ومعبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة. وقال إنّ "هذا الصباح هو أحد أحلك اللحظات في هذا الكابوس المستمر منذ سبعة أشهر".
وفي ما يتعلق بمعبر إيريز الذي يسمح بالوصول إلى شمال قطاع غزة والذي أعادت إسرائيل فتحه مؤخراً، فإنّ أيّ مساعدات يمكن أن تمرّ عبره يجب أن تخضع لسيطرة السلطات الإسرائيلية في كرم أبو سالم، حسبما أفاد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر خلال مؤتمر صحافي، مشيراً إلى أنّه في ظلّ "إغلاق" معبر كرم أبو سالم لا يمكن السيطرة على شيء.
- مخزون ضئيل من الوقود -
وبدأت إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضدّ حركة حماس في قطاع غزة، بعدما نفّذت الحركة هجوماً على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول، أسفر عن مقتل 1170 شخصاً.
ونشر الجيش الإسرائيلي دباباته الثلثاء في رفح حيث سيطر على الجزء الفلسطيني من المعبر مع مصر، وقال إنّه ينفّذ عملية "لمكافحة الإرهاب" في "مناطق محدّدة" في شرق رفح.
وتعرب الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء عدم وجود مخزون كبير من المساعدات في غزة، إذ أنّ ما يصل حتى الآن يتمّ توزيعه على الفور.
وفي هذا السياق، قال لايركه "لدينا مخزون ضئيل للغاية، يكفي ليوم واحد تقريبا" موضحا أن الوقود يدخل عبر رفح فقط وأن هذا "المخزون هو لمجمل" العملية الإنسانية في غزة.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس أنّ معبر رفح مغلق منذ الإثنين من دون استثناء. وقالت "لا يوجد أي موظفين سواء قادمين أو مغادرين، ولا عمليات إجلاء، لا شيء. وأظنّ أنّ الأمر ذاته يحصل اليوم".
- "أسوأ من رفح" -
بالنسبة للمتحدث باسم يونيسف، فإنّ "من الصعب أن نرى كيف يمكن لوكالات الإغاثة تجنّب المجاعة في قطاع غزة إذا تمّ إغلاق هذه البوابة (معبر رفح) لفترة طويلة".
وكان الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات تدعو السكان إلى إخلاء الأحياء الشرقية لمدينة رفح، إلى منطقة المواصي.
وقال المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني خلال مؤتمر صحافي الثلثاء إنّ الجيش الإسرائيلي "سهّل" في المواصي "بناء مستشفيات ميدانية وخيام" بالإضافة إلى وصول المياه والغذاء والمعدات الطبية.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم يونيسف إنّ "الوضع في المناطق التي أُمر الناس بالتوجّه إليها أسوأ منه في رفح بشكل لا يُصدّق". ويصف سكان ومنظمات إغاثة تلك المناطق بأنّها مكتظّة أو دمّرتها الحرب.
ويقع في رفح آخر مستشفى كبير في غزة، وهو المستشفى الأوروبي الذي قال إلدار إنّه "أحد شرايين الحياة الأخيرة للمدنيين".