ذكرت مصادر أن إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين اتفقوا على تهدئة في غزة اعتبارا من مساء الأحد عملا بوساطة القاهرة، وذلك بعد أن أدى قصف إسرائيل لأهداف فلسطينية منذ يوم الجمعة إلى استهداف المسلحين لمدنها بصواريخ بعيدة المدى.
وقال مصدر أمني مصري إن إسرائيل وافقت على التهدئة، في حين قال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة المصرية إنها ستدخل حيز التنفيذ الساعة 20:00 (1700 بتوقيت غرينتش).
ولم يؤكد متحدثون باسم إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، الفصيل الذي يقاتل في غزة منذ اندلاع الاشتباكات يوم الجمعة، ذلك واكتفوا بالقول إنهم على اتصال بالقاهرة.
وأثار التصعيد، الذي يعيد إلى الأذهان بدايات الحروب السابقة في غزة، قلق القوى العالمية. وتم احتواء القتال إلى حد ما نظرا لأن حماس، الحركة الإسلامية التي تحكم قطاع غزة والأكثر قوة من الجهاد، ظلت حتى الآن بعيدة عن القتال.
وقال مسؤولون في غزة إن 31 فلسطينيا، ثلثهم على الأقل من المدنيين، قتلوا حتى الآن. وأصابت الصواريخ الفلسطينية معظم جنوب إسرائيل بالشلل وأجبرت السكان في عدد من المدن من بينها تل أبيب وعسقلان على الدخول إلى الملاجئ.
وقال مصدر أمني مصري في وقت سابق إن التهدئة المقترحة ستدخل حيز التنفيذ الساعة 2100 بتوقيت غرينتش.
وصباح اليوم الأحد، وسعت حركة الجهاد الإسلامي نطاق إطلاق النار باتجاه القدس، في ما وصفته بأنه انتقام لمقتل خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية في جناحها العسكري سرايا القدس، في جنوب غزة خلال الليل، وهو ثاني قائد كبير تفقده الحركة في القتال.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان "دماء الشهداء لن تضيع هدرا".
ولم تقع إصابات على الجانب الإسرائيلي بفضل نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، والذي قال متحدث باسم الجيش إنه اعترض 97 بالمئة من الصواريخ الفلسطينية.
ويعاني الفلسطينيون من موجة أخرى من إراقة الدماء - بعد اندلاع حروب في 2008 و2009 و2012 و2014 والعام الماضي - وأخذوا يبحثون بين أنقاض منازلهم عن قطع أثاث أو وثائق.
وقال سائق سيارة أجرة في غزة عرف نفسه باسم أبو محمد "مين بده حرب؟ ما في حدا، لكن إحنا كمان ما بنحب نقعد ساكتين لما نسوان وأطفال وقادة بينقتلوا".
وقالت إسرائيل إنها ستوقف إطلاق النار إذا فعلت حركة الجهاد الإسلامي الشيء نفسه. وصرح المتحدث العسكري "الهدوء سُيرد عليه بالهدوء".
وفي بؤرة ساخنة أخرى محتملة، قام يهود بجولة في الحرم القدسي تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية اليوم الأحد، بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لتدمير معبدين قديمين هناك بحسب المعتقدات اليهودية وهو يوم صيام وحداد. ويعتبر الفلسطينيون مثل هذه الزيارات إهانة دينية وسياسية.
وفي مقاطع مصورة على الإنترنت، ظهر يهود يصلون في باحة المسجد الأقصى بالمخالفة للقواعد الإسرائيلية. وتدخلت الشرطة لإيقافهم في ظل احتجاجات الفلسطينيين.
وشنت إسرائيل غاراتها على غزة يوم الجمعة في ما وصفته بأنه استباق لهجوم من حركة الجهاد الإسلامي ردا على اعتقال القيادي البارز في الحركة الشيخ بسام السعدي في الضفة الغربية المحتلة. واستمرت حملة الاعتقالات ضد أعضاء الحركة في المنطقة.
وقال وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر، عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر، إن مئات الصواريخ التي أطلقتها الجهاد الإسلامي ردا على الاعتقال هي سبب استمرار العملية.
وأبلغ راديو الجيش الإسرائيلي "بقدر ما تريد الجهاد الإسلامي إطالة أمد هذه العملية، فإنها ستأسف لذلك".