النهار

نهاية مأسوية لباسكال سليمان... خاطفوه قتلوه وجثته نقلت إلى سوريا!
المصدر: "النهار"
نهاية مأسوية لباسكال سليمان... خاطفوه قتلوه وجثته نقلت إلى سوريا!
باسكال سليمان.
A+   A-
نهاية مأسوية لحادثة شغلت الرأي العام، واحدثت توترات كبيرة على المستويين السياسي والامني،  إذ كشف الجيش عن مقتل منسق "القوات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان من قبل خاطفيه ونقل جثته الى سوريا.
اعلنت قيادة الجيش أنه متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا.
وأشارت الى أنها تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية.
وفور شيوع الخبر حلّ غضب عارم بين انصار القوات اللبنانية وأهالي جبيل وعمدوا الى اشعال الاطارات واقفال الطريق.
 
وعلمت "النهار" انه تم نقل جثمان الضحية سليمان إلى مستشفى الباسل داخل الأراضي السورية بينما يجري التنسيق لتسليمه للصليب الاحمر الذي سيتولى نقله إلى ذويه.
واعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه تبلغ مساء اليوم من الاجهزة الامنية المعنية نبأ مقتل المسؤول في حزب "القوات اللبنانية" باسكال سليمان الذي كان خطف مساء أمس.
وقال ان الاجهزة الامنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة واعادة المخطوف الى عائلته سالما، لكن يبدو ان الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت الى تصفيته.
وادان وشجب هذا العمل الاجرامي، وتقدم بالتعازي من ذويه ومن" حزب القوات اللبنانية" ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة.
ودعا في هذه الظروف العصيبة ، الجميع الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات.
وقال أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري أن قتل سليمان، بعد خطفه، جريمة غدر بشعة، مدانة ومستنكرة، بكل المقاييس.

اضاف: "تعازينا القلبية في "تيار المستقبل" لعائلة المغدور ولـ"القوات اللبنانية" ولجبيل وأهلها في هذا المصاب الأليم الذي أصابنا جميعاً".

وتابع: "متضامنون معهم لكشف الحقيقة وإحقاق العدالة، ونعول على حكمتهم لرفع الدماء عن أرض الفتنة، كما نطالب الدولة، بكل أجهزتها، الضرب بيد من حديد لإنزال أشد العقاب بالمجرمين ليكونوا عبرةً لكل من يقتل ويخطف ويعبث بأمن البلاد وسلام العباد.

وعلقت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" الحادثة.
وقالت في بيان: "بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهي نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة".
وأضافت: "إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس".

وتابعت: "إننا في هذه المناسبة الحزينة والأليمة نشكر أهالي جبيل عمومًا وبلديّاتها واتّحاد بلديّاتها خصوصًا، كما نشكر كل الأحزاب السياسيّة الحلفاء وفي طليعتها حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار، والمستقلين الذين هبّوا منذ اللحظة الأولى لاستنكار الحادثة معنا أشدّ استنكار، ونشكر أيضًا جميع اللبنانيين الذين اعتبروا هذا المصاب مصابهم ويعبر عن وجعهم بغياب الدولة الفعلية".
وطلبت الدائرة الاعلامية من كافة المواطنين والرفاق والأصدقاء الذين تجمعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتهم، نطلب منهم جميعًا ترك الساحات وفتح الطرقات وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها."
وتوجهت بالعزاء من عائلة الشهيد باسكال سليمان، أهله وزوجته وأولاده وأقربائه وبلدته ورفاقه، وعاهدتهم بأنّ دماء الشهيد باسكال لن تذهب هدرًا كما دماء كلّ شهدائنا الأبرار الذين باستشهادهم بقيت في لبنان مساحة حرية وكرامة وعنفوان.

وقالت: "المسيرة مستمرة دفاعًا عن القضية التي آمن بها الشهيد باسكال سليمان، ومخطئ مَن يظن أنّه بالاغتيال يستطيع تخويفنا وترهيبنا وردعنا عن استكمال مسيرتنا بقيام الدولة الفعلية التي يشعر فيها المواطن بالأمن والآمان، فقتل باسكال سليمان هو قتل لكل مواطن ينشد الحرية ويريد العيش بسلام مع عائلته ويخطِّط لمستقبله، ولن نسمح بتيئيس اللبنانيين وإحباطهم ودفعهم إلى الهجرة، وكما واجهنا في ظروف أصعب، سنواصل النضال دفاعا عن القيم التي نؤمن بها، والنصر دائمًا لأبناء الحياة وأصحاب الحقّ.
 
ودان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الجريمة  وكتب عبر منصة X: ‏إننا ندين ونشجب هذا العمل الإجرامي الجبان ونطالب باتخاذ كامل الإجراءات القانونية وإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلين مع الدعوة الى التحلي بالوعي والحكمة. كل العزاء لأهل الضحية باسكال سليمان.
 
ادان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بشدّة مقتل المسؤول في القوات اللبنانية السيد باسكال سليمان على يد عصابة إجرامية كادت تضرب السلم الأهلي بالبلد.
وطالب بمتابعة قضية سليمان بأقصى سرعة وبكل شفافية، مقدماً التعازي من ذويه ومن حزب القوات اللبنانية.
وأكد ضرورة الإلتفاف الوطني ودرء الفتن غير المحسوبة ومنع أي خطاب طائفي أو سياسي يدفع نحو كارثة وطنية.
وقال: "ما جرى يؤكد ضرورة لَمّ الشمل الوطني والتعامل مع كل طوائف وأحزاب لبنان كعائلة وطنية واحدة، كما نطالب الدولة بتفعيل كل إمكانات الأمن الإستباقي لأن الفوضى والفلتان والتجييش الطائفي أكبر أعداء السلم الأهلي في لبنان".
بدوره دان وزير الدفاع الوطني موريس سليم جريمة قتل المسؤول في "القوات اللبنانية " على ايدي خاطفيه.
وقال ان مديرية المخابرات في الجيش تمكنت من اعتقال معظم مرتكبي الجريمة البشعة والتحقيق جار معهم باشراف القضاء المختص تمهيداً لانزال اشد العقوبات في حقهم .
وفيما قدم الوزير سليم تعازيه القلبية الى عائلة المغدور وقيادة " القوات اللبنانية " ، دعا جميع المعنيين العمل على ضبط النفس وردود الافعال وعدم تمكين الجهات التي كانت وراء هذه الجريمة النكراء من تحقيق اهدافها لاسيما لجهة العبث بالامن والاساءة الى الاستقرار . وقال ان دماء باسكال سليمان لن تذهب هدراً وان العدالة ستأخذ مجراها في ضوء التحقيقات الجارية والتي ستكشف كل التفاصيل المحيطة بالجريمة وجميع المشاركين فيها .
وكان الوزير سليم تابع منذ وقوع الجريمة الاجراءات التي اتخذتها مديرية المخابرات في الجيش والتي ادت الى اعتقال المرتكبين .
وكانت مصادر أمنية أفادت "النهار" أن الجيش اللبناني أوقف أربعة سوريين حتى الآن في حادث خطف المسؤول القواتي #باسكال سليمان، ويجري مقاطعة المعلومات التي أدلوا بها في التحقيق الأوّلي تمهيداً لتوضيح ملابسات القضية ولمعرفة مكان وجود المخطوف والعمل على تحريره من الخاطفين، وذلك بعدما اعترفوا بضلوعهم ومشاركتهم في عملية الخطف.

وكان الجيش قد أوقف تسعة أشخاص منذ ليل أمس من التابعية السورية، واستبقى واحداً منهم موقوفاً، لتتمكن مخابرات الجيش من توقيف ثلاثة آخرين اليوم متورطين في هذه العملية.

في السياق، ذكرت مصادر قضائية أن التحقيق توصّل إلى تحديد مكان وجود الخاطفين في بلدة زيتا على الحدود اللبنانية السورية.

ويبدو أن أكثر من مجموعة من الأشخاص شاركت في التخطيط لهذه العملية، إذ تم نقل سليمان إلى منطقة حدودية، وتسلمته المجموعة الأخرى.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium