أعلنت واشنطن وموسكو الخميس أن نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر في طريقها إلى الولايات المتحدة بعدما أفرجت عنها السلطات الروسية في إطار عملية تبادل لعبت الإمارات دورا فيها وشملت تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت.
وفي هذا السياق، أعلن مسؤول أميركي بارز أن المحادثات مع موسكو بشأن الإفراج عن غراينر كانت "محددة جداً" و"مركزة جداً"، مشددا على أن الولايات المتحدة أطلعت أوكرانيا وحلفاء آخرين على الأمر.
بوت لدى وصوله إلى المحكمة الجنائية في بانكوك بتايلاند (5 ت1 2010، أ ب).
وقال رداً على سؤال بشأن إمكانية كسر الجليد على نطاق أوسع في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا "أبلغنا شركاء رئيسيين بينهم الأوكرانيون بهذه النتائج لكي يفهموا أيضًا أنها لم تتمحور سوى على شيء واحد فقط" وهو الأميركيون المحتجزون في روسيا.
وفي خطاب إلى الأمة للإعلان عن الاختراق، أكد بايدن بأنه تحدّث إلى غراينر "قبل لحظات".
وقال "إنها بأمان وفي الطائرة. إنها في طريقها للعودة" إلى الولايات المتحدة حيث يفترض أن تصل وفق تأكيداته في غضون 24 ساعة.
أوقفت اللاعبة التي كانت معتقلة في سجن ناء، في مطار موسكو في شباط وحُكم عليها بالسجن تسع سنوات في آب لحيازتها عبوات آلة تدخين إلكترونية تحتوي على كمية صغيرة من زيت القنب.
وأكد بايدن بأنها ستحتاج إلى وقت لتجاوز "الصدمة التي لم يكن لها أي داع" بعد الوقت الذي قضته في سجن "آي كي-2" IK-2 الواقع في بلدة يافاس في منطقة موردوفيا (وسط).
وبينما شدد بايدن على أن غراينر في "وضع معنوي جيّد"، أشار إلى أنها تستحق "المساحة والخصوصية وتمضية الوقت مع أحبائها لتجاوز، والتعافي من الفترة التي قضتها وهي معتقلة عن غير وجه حق".
وظهرت إلى جانب بايدن زوجة لاعبة كرة السلة شيريل غراينر إضافة إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن.
وقالت شيريل "أقف هنا بينما تغمرني العاطفة"، واصفة محنة سجن زوجتها بـ"إحدى اللحظات الأكثر قتامة في حياتي".
- وساطة إماراتية سعودية -
أكدت موسكو بدورها أنها بادلت غراينر بتاجر السلاح بوت الذي كان يمضي عقوبة بالسجن مدتها 25 عاما في الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الروسية في بيان "في الثامن من كانون الأول 2022، في مطار أبوظبي، استُكملت بنجاح مبادلة المواطن الروسي فيكتور بوت بالمواطنة الأميركية بريتني غراينر".
وأكد بايدن أن دولة الإمارات العربية المتحدة سهّلت الإفراج عن غراينر التي عبرت الدولة الخليجية في طريقها للعودة إلى الولايات المتحدة.
بدورها، أكدت السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "واس" أن التبادل تم بوساطة الرياض وأبوظبي.
وأعلن البيان نقلا عن خارجتي الدولتين الخليجيتين "نجاح الوساطة التي قادها صاحب السمو الشيح محمد بن زايد ابن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، للإفراج وتبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية".
وشدد البيان على أن الخطوة تأتي "انعكاساً لعلاقات الصداقة المشتركة والوطيدة" التي تجمع البلدين بموسكو وواشنطن.
- "عائلات غير مكتملة" -
في الأثناء، أقر بايدن بأن الولايات المتحدة لم تنجح بعد في الإفراج عن بول ويلان، الجندي المتقاعد من مشاة البحرية الأميركية الذي أوقف في كانون الأول 2018 واتهم بالتجسس.
وأشارت شيريل إليه بالقول "اليوم اكتملت عائلتي، لكن كما تعلمون جميعا، هناك عائلات كثيرة غير مكتملة".
وكانت غراينر الحائزة ميداليتين ذهبتين في كرة السلة في الألعاب الأولمبية وبطلة دوري "إن بي أيه" للنساء، لدى توقيفها، في روسيا للعب مع فريق يكاترينبورغ أثناء توقف مباريات فريقها "فينكس ميركوري" موقتا.
وبينما اعترفت بالتهم الموجهة إليها، إلا أنها شددت على أنها لم تكن تنوي خرق القانون أو استخدام المادة المحظورة في روسيا.
وأكدت غراينر في شهادتها أنها تحمل إذنا من طبيب أميركي باستخدام القنب لأسباب طبية لتخفيف الألم الناجم عن إصابات عدة وأكدت أنها لم تخضع يوما لفحص مخدرات إلا وجاءت النتيجة سلبية.
وتحظر روسيا استخدام الماريجوانا لأسباب طبية.
وذكرت موسكو بأنها تفاوضت مع واشنطن لضمان الإفراج عن بوت "منذ مدة طويلة" وبأن الولايات المتحدة في البداية "رفضت الحوار" في ما يتعلق بقضيته في أي عملية تبادل.
وقالت وزارة الدفاع "مع ذلك، واصلت روسيا الاتحادية العمل بشكل نشط لإنقاذ مواطننا. أعيد المواطن الروسي إلى بلده الأم".
وحُكم على بوت عام 2012 بالسجن 25 عاما في الولايات المتحدة بعدما اتهم بتزويد متمرّدين أسلحة في عدد من أعنف النزاعات في العالم.