أكد الرئيس الصيني شي جينبيغ، خلال لقاء مع الرئيس السابق لتايوان ما ينغ جيو الأربعاء أن "التدخلات الخارجية" لن تستطيع منع إعادة توحيد الجزيرة مع بر الصين الرئيسي.
وبدأ الرئيس السابق المؤيد لتهدئة مع بيجينغ وتولى السلطة لولايتين من 2008 إلى 2016، زيارته إلى الصين في الأول من نيسان ووصفها بأنها "رحلة سلام" لخفض التوترات مع بيجينغ.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية والتايوانية أن شي جينبينغ استقبل الوفد الذي يرئسه ما ينغ جيو بعد ظهر الأربعاء. وهذا اللقاء بين الرجلين هو الأول منذ قمتهما التاريخية عام 2015 في سنغافورة، عندما كان الرئيس التايواني السابق لا يزال في السلطة.
وقال شي جينبينغ لضيفه بحسب مقطع فيديو بثته قناة "تي في بي اس" (TVBS) التايوانية إن "الأمة الصينية كتبت تدريجياً التاريخ غير القابل للتجزئة لجانبي مضيق تايوان وحفرت ملحمة تتسم بروابط الدم".
وأكد أن "المواطنين على جانبي مضيق تايوان صينيون" بينما ثقافة الغالبية العظمى من سكان الجزيرة الحاليين هي صينية ويتحدّرون من البرّ الرئيسي.
وتعتبر الصين جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي والبالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح في إعادته منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949.
وهي تؤكد أنها تفضل إعادة توحيد "سلمية" مع الجزيرة لكنها لم تتخل يوما عن احتمال اللجوء إلى القوة إن لزم الأمر.
- "أمة واحدة" -
ويحكم الصين الحزب الشيوعي وفق نظام الحزب الواحد، بينما تعتمد تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، نظاما ديموقراطيا تعدديا.
وقال شي متوجها إلى ما بالقول إن "الاختلافات في الأنظمة لا يمكن أن تغير الحقيقة الموضوعية المتمثلة في أننا ننتمي إلى أمة واحدة وشعب واحد".
ورأى أن "التدخل الخارجي لا يمكن أن يوقف القضية التاريخية المتعلقة بإعادة توحيدنا"، بحسب مقطع فيديو للاجتماع نشرته قناة تايوانية.
وينتمي ما ينغ جيو إلى حزب الكومينتانغ الذي يبدي رغبته في التقارب مع بيجينغ حيث تأسس مطلع القرن العشرين.
وقبل مغادرته الصين حيث زار مع وفد مؤلف من نحو عشرين طالبا تايوانيا، شركات تكنولوجيا وجامعات وأماكن تاريخية، أكد أن رحلته تهدف إلى "تخفيف حدة العداء" وتوفير مناخ يمهد لـ"حسن نية" مع بيجينغ.
ورأى ما ينغ جيو أن تايوان والصين "تطورتا وحسب نظامين مختلفين" لكن سكانهما "ينتمون إلى أمة صينية واحدة"، كما ورد في تقرير صدر عن مكتب الرئيس التايواني السابق.
وأضاف أنه "إذا اندلعت حرب بين ضفتي مضيق تايوان، فإنها ستشكل عبئا لا يحتمل على الأمة الصينية"، داعيا لـ"التصدي" لتوجهات الاستقلال التايوانية.
- ضغط على الجزيرة -
عمل ما ينغ جيو خلال فترتي ولايته على تحسين العلاقات بين تايبيه وبيجينغ.
وتوترت العلاقات بعد تولي خليفته تساي إنغ وين الرافضة للمقاربة الصينية في ملف السيادة على تايوان، السلطة في 2016، ما دفع بيجينغ لقطع كافة الاتصالات رفيعة المستوى مع الجزيرة.
وكثفت بيجينغ ضغوطها الديبلوماسية والعسكرية على الجزيرة، بما في ذلك الطلعات المتكررة لطائراتها الحربية على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل التايواني.
وعززت تساي الإنفاق الدفاعي خلال السنوات الثماني من حكمها، واستحوذت على أسلحة وقامت بتطوير معدات تايوانية الصنع مثل غواصات وسفن.
ومن غير المرجح أن يؤدي تولي لاي تشينغ-تي، نائب الرئيسة المنتهية ولايتها، السلطة بعدما فاز بالانتخابات الرئاسية في كانون الثاني، وتعتبره بيجينغ "انفصاليا خطرا"، إلى تهدئة الوضع. ومن المقرر أن يتسلم السلطة في أيار.
وردا على سؤال عن زيارة ما ينغ جيو إلى بيجينغ، قال متحدث باسم الحزب التقدمي الديموقراطي الذي ينتمي إليه لاي، إن الرئيس السابق يبدو "من محبي الصين" و"يحب الذهاب إلى هناك".
ونددت وزارة الخارجية التايوانية مساء الأربعاء في بيان بأن "سلطات بيجينغ استغلت هذا اللقاء" بين ما ينغ جيو وشي جينبينغ "للانخراط في دعاية بشأن مطالبها المتعلقة بتايوان".
وأضافت الوزارة "إذا كانت الصين تريد حقا إظهار حسن نيتها تجاه تايوان فعليها أن توقف فورا جميع أعمال الإكراه ضد تايوان (...) وأن تستأنف الحوار مع الحكومة التايوانية المنتخبة ديموقراطيا لتسوية الخلافات على أساس المعاملة بالمثل، وحل المشاكل".
ولا تعترف بسلطات جزيرة تايوان سوى 12 دولة في العالم.