النهار

الخطيب في خطبة الأضحى: هناك من يعمل على تغطية الفساد بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة
المصدر: "النهار"
الخطيب في خطبة الأضحى: هناك من يعمل على تغطية الفساد بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة
الشيخ علي الخطيب.
A+   A-
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب صلاة عيد الأضحى المبارك في مقر المجلس، والقى خطبتي العيد، وقال: "إن حالة التخلّف التي تعاني منها أمتنا اليوم تعود الى أن هذه القيم وهذه الأسس لم تعد تقوم بدورها في حياة الامة، حيث أصبح بعضها مجرد مظاهر بلا مضمون، وجسداً بلا روح، فحافظنا الى حد ما على الصورة والشكل وتركنا الجوهر والمضمون، وحتى الصورة والشكل شُوّها الى حد بعيد، إضافة الى التخلي عن واحد من اهم قواعد الإسلام وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي عملية الإصلاح ومواجهة الفساد، حتى أصبح الفساد القاعدة الحاكمة ليس لدى الطبقة السياسية الحاكمة فقط بل تعدتها الى الشرائح الاجتماعية المختلفة المستفيدة من الفساد أو خائفة على مصالحها المهددة من الحاكم والمتنفّذ"، مؤكداً أنّ "الخروج من الوضع الذي نعيشه في لبنان يحتاج من الجميع تحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية والخروج من حالة الانقسام الداخلي الحزبي والطائفي التي هي أهم العوامل المساعدة على الفساد، فلا يعقل أن نُدينَ الفساد ونحن جميعاً نرتكبه، ويكتفي كل طرف بتوجيه أصابع الاتهام الى الذين ينتمون الى اخصامه طائفياً او سياسياً او حزبياً، بل وصل الامر أن يُتهم أنظف جسم وطني في لبنان وهو المقاومة وبيئتها ويُطالب بنزع سلاحها، وهو الامر الذي يدل بوضوح على أن هؤلاء يعملون فعلاً على تغطية الفساد وزبائنه، لأنهم يعلمون بأنه ليس باستطاعتهم تحقيق هذا الهدف، مع ان لديهم القناعة بعدم صحة هذا الاتهام، وإنما الهدف هو إرضاء أسيادهم ومواليهم من القوى الخارجية التي تنكّرت لهم في تجارب سابقة واستخدمتهم لتحقيق مآربها ثم تركتهم لشأنهم دون ان تكترث لهم".

واضاف الخطيب: "آن للبنانيين أن يهتموا بمصالح شعبهم وبلدهم بعد كل هذه التجارب، وليقوموا بأنفسهم بالاتفاق على بناء الدولة على أسس متينة لا يحتاجون معها الى الوقوع في نفس التجارب السابقة من الانقسام السياسي والاحتقان الطائفي، والاحتراب الداخلي الإعلامي أو العسكري مما يؤدي الى تهديم كل ما بنوه، ويحتاجون في إعادة بنائه الى الخضوع الى ما يمليه من يريد تقديم (المساعدة وإعادة الاعمار)"، مؤكداً أنّ "معالجة أزمة النازحين السوريين التي هي أحد أوجه تخفيف الأعباء عن لبنان يستدعي من المسؤولين اللبنانيين التواصل والتنسيق مع الحكومة السورية، وإلا فليخبرونا كيف سيعيدون هؤلاء وبأي طريق، فلا تنتظروا الاذن الخارجي الذي سيكون مصيره مصير الاذن باستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وتعاطوا بمسؤولية في هذه الملفات الوطنية والقومية خصوصاً مع الشقيقة سوريا التي لم تبخل على لبنان يوماً في تقديم الدماء وانجزت ما يسهل وصول الغاز المصري والكهرباء الأردنية، فهي تستحق منا كل الشكر".

وقال: "مبارك للأمة العربية والإسلامية عيد الأضحى وبالأخصّ لجماهيرها ومقاومتها وشهدائها التي تواجه جرثومة الفساد الأكبر الكيان الغاصب لفلسطين وللقدس ومقدسات الامة، العدو الإسرائيلي الذي سيبقى العدو الوحيد ومن يدعمه رغم كل محاولات التطبيع الفاشلة، على أمل ان نرى قريباً محاولات التقريب وإصلاح العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تحققت، وعودة العرب الى سوريا الشقيقة التي لم تتخلف يوماً عن واجبها القومي والإسلامي في نصرة قضاياهم وعلى رأسها دعم المقاومة في لبنان والقضية الفلسطينية والقدس الشريف جنباً الى جنب الجولان والذي لن يبقى تحت رجس الاحتلال".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium