تجاوز عدد القتلى 24150 في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، بعد أن أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، اليوم السبت، أن عدد قتلى الزلازل المدمّرة في تركيا ارتفع إلى 20665.
وأضافت أنه تم إجلاء ما يقرب من 93 ألفاً من ضحايا الزلزال، وأن أكثر من 166 ألف فرد شاركوا في جهود الإنقاذ والإغاثة.
وقالت إن 1891 هزّة ارتداديّة وقعت منذ أن ضرب الزلزال الأول البلاد في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي.
وأعلنت السلطات التركية أن رجال الإنقاذ انتشلوا امرأتين على قيد الحياة من تحت الأنقاض بعد أن حوصرتا لمدة 122 ساعة.
إلى ذلك، أفادت هيئة الطوارئ والكوارث التركية، عن حصول هزّة ارتداديّة بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر مركزها منطقة أديامان جنوبي تركيا، صباح اليوم.
وأُنقذ عدّة أطفال الجمعة لكنّ الأمل في العثور على ناجين آخرين في سوريا وتركيا يتضاءل، بعد مرور ستة أيام على الزلزال المدمّر الذي أودى بأكثر من 23 ألف شخص في إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها هذه المنطقة منذ قرن، فيما وافقت دمشق على إيصال المساعدات الدولية للمناطق المتضررة والخارجة عن سيطرتها.
وحذّرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال قد يكون شرد 5,3 ملايين شخص في سوريا. وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف وشارك فيه من دمشق "هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً من نزوح جماعي".
ووصل الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء، اليوم، إلى مدينة اللاذقية وزارا المصابين بعد الزلزال في مشفى "تشرين" الجامعي.
في غضون ذلك، طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات إلى ضحايا الزلزال.
وتتدفّق المساعدات الإنسانية الدولية على تركيا، وأعلنت ألمانيا خصوصاً الجمعة إرسال 90 طناً من المواد جوّاً، لكنّ الوصول إلى سوريا التي يخضع نظامها لعقوبات دولية، أكثر تعقيداً بكثير.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضرّرت جراء الزلزال، ما أثر موقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
ووافقت الحكومة السورية الجمعة على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد، وفق ما نقلت وكالة الإعلام السورية الرسمية (سانا).
وأعلن مجلس الوزراء في بيان إثر جلسة استثنائية أن "إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع هذه المساعدات بمساعدة منظمات الأمم المتحدة سيكفل وصولها إلى مستحقيها".
وطلب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 77 مليون دولار لمساعدة 874 ألف شخص تضرّروا جراء الزلزال.
- إنقاذ طفل يبلغ ستة أعوام -
على جانبي الحدود، تهدمت آلاف المساكن. وتكثف فرق الانقاذ والإغاثة الجهود بحثاً عن ناجين رغم انقضاء الساعات الـ72 الأولى الحيوية فيما يزيد الصقيع من صعوبات الوضع.
رغم ذلك، انتُشل الجمعة الفتى موسى حميدي (ستة أعوام) حيًّا وفي حالة صدمة ومُصابًا في وجهه، وسط هتافات من تحت الأنقاض في بلدة جنديرس شمال غرب سوريا.
كما تم إنقاذ شخصين آخرين في بلدة جبلة في محافظة اللاذقية.
في أنطاكيا في جنوب تركيا، تمكّنت طواقم إنقاذ الجمعة، بعد "105 ساعات" من الزلزال، من انتشال الرضيع يوسف حسين الذي يبلغ 18 شهراً من حطام مبنى مكوّن من ثلاث طبقات، ثمّ انتُشل شقيقه محمد حسين بعد عشرين دقيقة، وفقاً لقناة "أن تي في".
وقبل ذلك بساعتين، انتُشلت زينب إيلا بارلاك، وهي طفلة تبلغ ثلاث سنوات، في هذه المدينة التي دمّرها الزلزال.
وفي منطقة غازي عنتاب (جنوب شرق)، أنقذ جنود إسبان أماً وطفليها من تحت الأنقاض ظهر الجمعة.
وتفاقم الوضع بسبب البرد القارس، إلى درجة أنّ حزب العمّال الكردستاني قرّر الجمعة "عدم تنفيذ أيّ عملية طالما أنّ الدولة التركية لا تهاجمنا"، وفقاً لما نقلته وكالة "فرات" المقرّبة منه عن المسؤول في الحزب جميل بايك. وقال إنّ "الآلاف من أبنائنا لا يزالون تحت الركام. يجب على الجميع أن يقوموا بتعبئة كلّ إمكاناتهم".
- استجابة بطيئة -
انتقد العديد من الناجين تباطؤ الحكومة التركية في الاستجابة. وقال محمد يلديريم غاضباً "لم أرَ أحداً قبل الساعة 14:00 من اليوم التالي للزلزال" أي بعد 34 ساعة على أول زلزال، موضحاً أنّ "لا دولة ولا شرطة ولا جنود. عار عليكم لقد تركتمونا وحيدين".
من جهته، أقرّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بوجود "ثغرات" في تعاطي الحكومة مع الكارثة. وقال خلال زيارته لمدينة أديامان (جنوب) التي تضرّرت بشدّة، إنّ "الدمار أثّر على العديد من المباني إلى درجة أنّنا للأسف لم نتمكّن من التدخّل بالسرعة اللازمة".
وبدأت الجثث الأولى لضحايا من القبارصة الأتراك قضوا جراء الزلزال في تركيا تصل إلى شمال جزيرة قبرص الجمعة، بينهم سبعة مراهقين من لاعبي الكرة الطائرة كانوا يشاركون في بطولة هناك، حسبما أفاد التلفزيون المحّلي.
وانتُشلت الجثث من تحت أنقاض فندق في أديامان انهار تماماً جراء الزلزال. وكان الفندق يضمّ 24 مراهقاً تراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً وبالغين يرافقونهم، أتوا من "جمهورية شمال قبرص التركية" المُعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى تركيا.
ووفق قناة "إن تي في" التركية، "عثُر على جثث 19 مراهقاً (من الفريق) تحت الأنقاض".
تفيد الأرقام الرسمية الأخيرة بأنّ الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات أسفر حتى الآن عما لا يقل عن 23766 قتيلاً.
وتخشى المنظمات الإنسانية خصوصاً انتشار وباء الكوليرا الذي عاود الظهور قبل فترة في سوريا.
وزار الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء ضحايا في حلب، للمرّة الأولى منذ الزلزال، وفقاً للرئاسة.
- نفاد مخزونات المساعدات -
دخلت قافلة مساعدات ثانية من الأمم المتحدة الجمعة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال غرب سوريا بعد خمسة أيام على وقوع الزلزال المدمر، فيما وصفت منظمة "الخوذ البيضاء" بطء دخول المساعدات وضآلتها بأنه "جريمة".
وانتقدت المنظمة، وهي الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، المساعدات الضئيلة التي ترسلها الأمم المتحدة والتي لا تحتوي معدات لفرق البحث والإنقاذ.
وقال رئيس المنظمة رائد الصالح لـ"فرانس برس" "يجب على الأمم المتحدة أن تعتذر للشعب السوري وأن توضح لماذا هذا الخلل والتقصير"، مشيرًا إلى أن الأولوية تكمن في توفير "المأوى والتدفئة والمواد الإغاثية ومواد النظافة الشخصية والمياه النظيفة".
وقرّرت الحكومة الجزائرية الجمعة، تقديم مساعدة مالية بقيمة 45 مليون دولار إلى تركيا وسوريا، بحسب ما أفاد بيان للحكومة.
ولفت عدد من ممثلي الأمم المتحدة إلى أن مخزونات المساعدات التي كانت المنظمة تملكها في سوريا قبل الزلزال بدأت تنفد بسرعة وتحتاج إلى إعادة تموين سريع.
وأوضحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الشرق الأوسط كورين فليشر أن المنظمة تملك مخزونات في شمال غرب سوريا فيها حصص غذائية جاهزة تكفي 125 ألف شخص بالإضافة إلى حصص تتطلّب طهوا يمكنها إطعام 1,4 مليون شخص مدى شهر.
وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا "نوزّع المساعدات منذ اليوم الأول"، مضيفًا في فيديو من دمشق "وُزّع جزء كبير منها ويجب أن يُجدَّد التموين في أسرع وقت ممكن".
وتابع "نخطّط أيضًا لما سيحدث خلال أربعة أو ثمانية أو 12 أسبوعًا".
وقال أيضا "عندما نفكّر في ثمانية إلى 12 أسبوعًا، نتحدّث عن مساعدة في إيجاد وظائف وإعادة الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة".
وأعلن سفيرا سويسرا والبرازيل الجمعة أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع لبحث الوضع الإنساني في سوريا بعد تقييم الاحتياجات، فيما تتواصل الدعوات إلى التعجيل في فتح معابر حدودية إضافية مع تركيا لإيصال المساعدات.
وفي السياق عينه، أرسلت الحكومة الأردنية مستشفى ميدانياً يضم أكثر من مئة طبيب وممرض إلى تركيا لمساعدة ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا وأدى إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص، بحسب ما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الجمعة.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي قوله إن "أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي أقلعت أمس الجمعة ناقلة المستشفى الميداني العسكري الأردني الذي تم تحديد موقعه في قرية بازارتشيش في مقاطعة كهرمان مرعش التركية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال".
وأوضح أن "القوات المسلحة الأردنية قامت بتجهيز المستشفى الميداني العسكري الذي يضم طاقماً مكوناً من 108 من الأطباء والممرضين والإداريين، وبسعة 24 سرير وغرفة عمليات ومختبرات وغرفة عناية حثيثة بالإضافة إلى صيدلية وبتخصصات مختلفة".
وأرسلت المملكة عدداً من الطائرات العسكرية المحملة بمساعدات إنسانية و99 من عناصر البحث والإنقاذ، يرافقهم خمسة أطباء من الخدمات الطبية الملكية إلى تركيا وسوريا.
وارسلت الخميس قافلة مساعدات إنسانية هي الأولى براً لمنكوبي الزلزال في سوريا.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وجّه حكومة بلاده الإثنين بتقديم مساعدات لأسر الضحايا والمصابين في تركيا وسوريا.
وأجرى الملك اتصالاً هاتفياً الثلثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد أكد فيه "تضامن ووقوف الأردن قيادةً وشعباً إلى جانب سوريا في هذه الكارثة"، وفقاً لبيان رسمي سوري.
وأكد الملك استعداد الأردن "لتقديم ما يلزم للمساعدة في جهود الإغاثة".
واستعدّت كوبا أمس الجمعة لإرسال عاملين في مجال الرعاية الصحية إلى تركيا وسوريا، لتنضم بذلك إلى مجموعة متزايدة من الدول التي تقدّم مساعدات إنقاذ ومساعدات طبية للمنطقة بعد الزلزال المدمّر الذي وقع الأسبوع الماضي.
وقالت السلطات الكوبية في هافانا إن 32 مسعفاً يستعدون للتوجّه إلى تركيا. كان السفير السوري غسان عبيد قال لوسائل الإعلام الكوبية التي تديرها الدولة إن 27 مسعفاً كوبياً سيتوجّهون إلى سوريا.