اعتبر اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أنَّ "وطـنَـنـا وزنـةٌ أُعْــطِـيـتْ لـنـا مِـنَ الـربِّ كـي نُـحـافِــظَ عـلـيـه، ونُـنَـمّـيـه، ونُـفَـعِّــلَ طـاقـاتِـه، ونـفـتَـحَ لـهـا أبـوابَ الـعَــمَـلِ والإثـمـارِ والإبـداع، ولـكـي نَـجْـعَــلَ مـنـه وَطَـنَ الـعَـدالـةِ والـقـانـون ِوحُـقـوقِ الإنـسانِ، والأُخُـوَّةِ والـتَـسـامُـحِ والـتَـفـاعُــلِ . لـكـنّـنـا مـنـذُ عُـقـودٍ لا نـرى سـوى مَـنْ يَـسـتـبـيـحُ سـيادةَ الـوطـنِ ويَـجْـعَــلُـه مَـطِــيَّـةً إمّـا لـمَـطـامِـعِـه أو لأطـرافٍ تَـسـتَـغِــلُّـه لـمَـصـالِـحِـهـا، حـتى أصْـبَـحَ ورقَـةَ مُـسـاوَمَـةٍ فـي يَـدِ الأقـوِيـاء، يِـسْـتَـعْـمِـلـونَـهـا لِـمـا يُـنـاسِـبُـهُـم. كـمـا نـرى مَـن يُـسَـخِّــرُ خَـيـراتِ الـوطـنِ لِـخَـيـرِه، أو مَـنْ يَـسـتَـبـيـحُ كَـرامـةَ أبـنـائِـه لـغـايـاتٍ، ومَـنْ يَـغْــتـالُ مُـفَـكِّـريـه وأحـرارِه، ومَـنْ يُـقْـحِـمُـه فـي حُـروبٍ رَغْـمَ إرادَةِ مُـعْـظَـمِ أبْـنـائـه. ألـيـسَ هـذا طَـمْـراً لـلـوزنـةِ الـتـي أُعْــطِــيَـتْ لـنـا وتَـجَـاوُزاً لِـمَـشيـئَـةِ الـربِّ الـمـانـحِ الـوزَنـات؟"
وأضاف خلال عظة يوم الأحد: "يَـرْمُـزُ صـاحِـبُ الـوَزَنـاتِ الـخَـمـسِ لِـلـمُـؤمِـنِ الَّـذي يُــقَــدِّمُ كُـلَّ حَـواسِّـهِ لِـسَـيِّـدِهِ الـسَّـمـاوِيّ، مُـقَــدِّسًـا إِيَّـاهـا بِـواسِـطَـةِ اسـتِـخْـدامِـهـا فـي خِـدْمَـةِ أَخـيـهِ الإِنْـسـان. أَمَّـا صـاحِـبُ الـوَزْنَــتَــيْــن، فَـيُـشـيـرُ إلـى الـمُـؤمِـنِ الَّـذي امْـتَـلأَ قَـلْـبُـهُ بِـمَـحَـبَّـةِ أَخـيـهِ فـي الـرَّبّ، الَّـذي فـيـهِ يَـصـيـرُ الإِثـنـانِ واحِـدًا. لِـهَـذا قَــدَّمَ الـسَّـامِـرِيُّ دِرْهَــمَــيْــنِ لِـصـاحِـبِ الـفُــنْـدُقِ عَـلامَـةً عـلـى مَـحَـبَّـتِـهِ لِـلـمُـجَـرَّح، والأَرْمَـلَـةُ قَـدَّمَـتْ فِـلْـسَـيْــنِ دَلالَـةً عـلـى مَـحَـبَّــتِـهـا للهِ ولإِخـوَتِـهـا الـمُـحـتـاجـيـن. لِـهَـذا أَيْـضًـا وُجِـدَ مَـلاكـانِ عـنـد قَـبْـرِ الـمَـسـيـحِ إِشـارَةً إلـى الـمَـحَـبَّـةِ الَّـتـي تَـرْبُـطُ الـسَّـمـاوِيِّـيـنَ بـالأَرْضِـيِّـيـن، فَـصـارَ الـكُـلُّ جَـسَـدًا واحِـدًا فـي الـرَّبِّ يَـسـوعَ الـمَـصـلـوبِ والـقـائِـم. أَمَّـا صـاحِـبُ الـوَزنَـةِ الـواحِـدَةِ فَـهُـوَ كُـلُّ إِنْـسـانٍ مُـتَــقَــوْقِـعٍ عـلـى نَـفْـسِـهِ، وأَنـانِـيٍّ، يَـدْفِــنُ الـمَـحَـبَّـةَ بَـدَلًا مِـنْ مُـشـارَكَـتِـهـا مَـعَ أَخـيـهِ الإِنْـسـان".
ولفت إلى أن "بَـلَـدُنـا يَـحـوي الـكَـثـيـريـنَ مِـنْ أَصـحـابِ الـوَزَنـات، لـكـنّـهُـم إِمَّـا يَـدفِـنـونَ وَزَنـاتِـهِـم يَـأسًـا مِـنَ الأوضـاعِ الَّـتـي آلَـتْ إِلَـيْـهـا بِـلادُنـا، أو يـوضَعــون فـي غَـيْـرِ الأَمـاكِـنِ الـمُـنـاسِـبَـةِ لَـهُـم فـلا يَـتَـمَـكَّـنـون مِـنْ تَــثْـمـيــرِ وَزَنـاتِـهـم فَـيَـنْـكَـفِـئـون، أَو يُـهـاجِـرونَ لِـيَـسـتَــثْـمِـروا وَزَنـاتِـهِـم خـارِجَ أَرْضِـهِـم. بَـلَـدُنـا يَـحـتـاجُ كُـلَّ ذي مَـوهَــبَـةٍ، كـمـا يَـحـتـاجُ إلى تَـفْـعــيـلِ جَـمـيـعِ الـمَـواهِـبِ حَـتَّـى يُـصـارَ إلـى إِخْـراجِ الـشَّـعْــبِ مِـنَ الـهُـوَّةِ الـعَـمـيـقَـةِ الَّـتـي حُـفِـرَتْ لَـه. ولا شَـكَّ فـي قُــدُراتِ أَبـنـاءِ أَرضِـنـا وسِـعَــةِ جِـهـادِهِـم فـي سـبـيـلِ الـخُـروجِ وإِخـراجِ الـكُـلِّ مَـعَـهُـم، إِلَّا أَنَّ ذوي الـسـلـطـةِ يَـجـتَـهِـدونَ فـي تَـحـطـيـمِ الـمَـواهِـبِ، وإِيـصـالِـهِـم إلـى الـيَـأسِ والـمَـوتِ الـنَّـفـسِـيّ والـرُّوحِـيّ، بَـعْـدَمـا أَمْـعَــنـوا فـي قَـهْــرِهـم وسَـدِّ جـمـيـعِ الـطُـرُقِ أمـامَـهـم وإغـلاقِ جـمـيـعِ الأبـواب. لِـذا نـحـن بِـحـاجَـةٍ إلى رئـيـسٍ يَـتَـوَلّى مَـعَ حُـكـومَـتِـه بِـنـاءَ الـمـؤسَّـسـاتِ، وتَـعــيـيـنَ الأكِـفّـاءِ فـي مَـراكِــزِ الـقِـيـادة، دون مُـحـابـاةٍ أو مَـحْـسـوبِـيَّـة، لـكـي يَـقـومَ كُـلُّ مَـسـؤولٍ بِـواجِـبِـه مِـنْ أجـلِ الـمَـصْـلَـحَـةِ الـعـامَـة".