النهار

أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن غزّة في الرياض... أبو الغيط: استمرار البطش يُزيد احتمالات التصعيد الإقليمي
المصدر: "النهار"
أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بشأن غزّة في الرياض... أبو الغيط: استمرار البطش يُزيد احتمالات التصعيد الإقليمي
القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية الاستثنائية في الرياض.
A+   A-
تزامناً مع اشتداد القصف الإسرائيلي على غزّة واستهداف مباشر لمستشفيات القطاع، افتتح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة في العاصمة الرياض، بمشاركة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من القادة العرب، لمناقشة الحرب في غزّة بعد 36 يوماً على اندلاعها.
 
وكان من المفترض أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمّتَين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكراً اليوم عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي.
 
 
ولي العهد السعودي
في كلمة الافتتاح، أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "إدانتنا للحرب الشعواء التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين"، لافتاً إلى أنّ "الحرب راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العُزل".
 
وأضاف: واصلنا التنسيق مع الأشقاء والمجتمع الدولي لوقف الحرب في غزة"، مجدّداً " المطالبة بالوقف الفوري للعمليات العسكرية".
 
وأكد بن سلمان أنّه يجب توفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين في غزة،كما يجب تمكين منظمات الإغاثة الدولية من الوصول للمدنيين في القطاع، مؤكداً أنّنا "أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي".
 
 
 
وتابع قائلاً: "يجب وضع حد لانتهاكات إسرائيل الصارخة للقوانين والأعراف الدولية، وهناك ازدواجية في المعايير بتطبيق القانون الدولي".
 
وأكد بن سلمان أنّه "يجب أن نعمل معا على فك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات له"، رافضاً بـ"شكل قاطع استمرار العدوان والاحتلال والتهجير القسري لسكان غزة".
 
كذلك، أكد أنّ "الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار بالمنطقة إنهاء الاحتلال والاستيطان والحصار"، مشدّداً على أنّه "يجب حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة".
 
الأمين العام للجامعة العربية
 
من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنّ "الوقف الكامل لإطلاق النار هو أولية تفوق كل اعتبار آخر"، لافتاً إلى أنّ "استمرار الآلية العسكرية الإسرائيلية في غزة سيُعزّز فكرة الحرب الإقليمية".
 
وقال أبو الغيط في كلمته في القمّة: "رغم المواقف المشينة الصادمة لبعض الدول، يمرّ العالم بصحوة نتيجة المجازر"، مؤكداً أنّ "استمرار البطش بأهل غزة يزيد احتمالات التصعيد الإقليمي".
 
وأضاف: "مجلس الأمن الدولي فشل في اتخاذ قرار بسبب مواقف دول معينة، وهناك حقد إسرائيلي ضد سكان غزة الصامدين".
 
كما أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أنّ "إسرائيل دولة احتلال وعليها الوفاء بالتزاماتها على هذا الأساس".
 
أمّا المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فوصف الوضع في غزّة بـ"الكارثي والصادم"، وقال إنّ "كل شيء يشارف على النفاد من غذاء ودواء ووقود".
 
كما رفض "تهجير أهل غزة ونشهد قتلاً ممنهجًا للفلسطينيين بالقطاع والضفة الغربية".
 
الرئيس الفلسطيني
 
في كلمته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّه "نحن أصحاب الأرض والقدس وعلم فلسطين سيبقى يوحّدنا والاحتلال مآله الزوال"، لافتاً إلى أنّ "إسرائيل تخطّت كل الخطوط الحمراء بحق الفلسطينيين من قتل وتدمير".
 
وقال عباس أمام الحضور في القمة العربية والإسلامية: "إنّنا أمام لحظة تاريخية، ونطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته ومنع تهجير شعبنا ولن نقبل بالحلول العسكرية والأمنية بعد أن فشلت جميعها".
 
كما طالب عباس "مجلس الأمن بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي"، داعياً إلى "حشد مساعدات دولية لدعم غزة وموازنتها في هذه الظروف الدقيقة، وتوفير الموارد للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني بأسرع وقت ممكن"، ومؤكداً "الجهوزية لانتخابات تشريعية ورئاسية عامة تشمل كل الوطن الفلسطيني بما فيه القدس".
 
 
 
الرئيس المصري
 
كما شدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنّه "لا يمكن تبرير قتل أهالي غزة بالدفاع عن النفس"، محمّلاً "المجتمع الدولي المسؤولية المباشرة
سياسات العقاب الجماعي لأهل غزة من قتل وحصار وتهجير غير مقبولة ويجب وقفها فوراً".
 
وأكد السيسي أنّه "يجب حلّ الدولتين وإجراء تحقيق دولي بكل الانتهاكات"، محذّراً من أنّ "التخاذل عن وقف الحرب في غزّة يُنذر بتوسعها في المنطقة، ويجب أن يتّحد العالم كلّه لإنفاذ الحل العادل الذي يليق بالقضية الفلسطينية".
 
ملك الأردن
 
أمّا ملك الأردن عبدالله الثاني، فاعتبر أنّ "هذا الظلم لم يبدأ قبل شهر، بل هو امتداد لأكبر من سبعة عقود"، متسائلاً: "هل كان على العالم أن ينتظر هذه المأساة والدمار الرهيب ليدرك أنّ السلام العادل وحل الدولتين هما السبيل الوحيد؟".
 
وقال العاهل الأردني: "يجب أن تبقى الممرّات الإنسانية مستدامة وآمنة، وغير ذلك يُعتبر جريمة حرب يجب إدانتها من قبل العالم"، مؤكداً أنّه "لا يمكن القبول في أن تتحول قضيتنا الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأديان".
 
 
الرئيس التركي
 
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ "الأساس اليوم وقف إطلاق النار نهائياً في غزّة، ويجب أن تكون المساعدات الإنسانية مستمرّة دون توقف بدءاً بالمستشفيات"، مطالباً بعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين".
 
وقال إردوغان من الرياض: "من يسكت على الظلم شريك فيه على قدر المساواة"، مؤكداً أنّه "يجب أن يعلم الجميع أنّنا سنبذل قصارى جهدنا في تركيا لإحياء غزة، ولا يمكن أن نتحدّث عن محاولات التطبيع في المنطقة من دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية".
 
كما شدّد على أنّه "لا بدّ من الكشف عن الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل، ولا يمكن السكوت عن هذا الموضوع الذي يهدّد أمن المنطقة".
 
ولفت إلى أنّ إسرائيل تحاول أن تنتقم من أحداث 7 تشرين الأول بقتل الأبرياء، ولا يمكن أن نقبل بذلك كما لا يمكننا تفهّم الجنون هذا"، مؤكداً أنّ "73 في المئة ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة هم من النساء والأطفال".
 
 
 
أمير قطر
 
بدوره، قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني: "نواصل الجهود للتوصّل لحلّ لمشكلة الرهائن والتوصل لهدنة إنسانية وماضون في دعم كل الجهود الديبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين".
 
ودان أمير قطر بـ"أشدّ العبارات استهداف المنشآت الصحية"، مطالباً "الأمم المتحدة بإجراء تحقيق فوري رغم أنه لا شيء يبرّر هكذا جرائم".
 
كما طالب بـ"فتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم من دون عوائق أو شروط ولكافة أنحاء قطاع غزة"، مؤكداً أنّ "المجتمع الدولي فشل في اتّخاذ ما من شأنه وقف المجازر ووضع حدّ لهذه الحرب"، متسائلاً: "إلى متى سيبقى العالم يعامل إسرائيل على أنها فوق القانون الدولي".
 
وأضاف: "لحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ"، مشيراً إلى أنّ "النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات".
 
الرئيس الإيراني
 
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: "اليوم هو يوم العمل لدعم المسجد الأقصى والدفاع عنه والتظاهرات المليونية في مختلف أنحاء العالم تؤكد أن الدفاع عن فلسطين في ضمير الشعوب".
 
وشكر رئيسي في كلمته في خلال القمة العربية والإسلاميّة "المملكة العربية السعودية على إقامة هذا الاجتماع الهام في هذه الظروف"، مشيراً إلى أنّه "من شأن منظمة التعاون الإسلامي أداء دور صحيح يجسد معاني الوحدة والانسجام".
 
وتابع قائلاً: "فلسطين تشهد أسوأ الجرائم عبر التاريخ ولا بدّ من اتخاذ قرار لدعم أهلنا في غزة".
 
وأضاف: "الولايات المتحدة تقف وراء الكيان الصهيوني وشجعته على ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين بدعوى الدفاع عن النفس"، لافتاً إلى أنّ "على الجميع اليوم أن يحددوا في أي صف يقفون".
 
كما أكد رئيسي أنّ "الولايات المتحدة دخلت الحرب في غزة كحليف لإسرائيل"، مشدّداً على أنّ "القصف الأعمى على غزة يجب أن يتوقّف".
 
ودعا رئيسي أيضاً الدول الإسلامية إلى فرض عقوبات نفطية وتجارية على إسرائيل.
 
ولي العهد الكويتي
 
دعا ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الصباح "مجلس الأمن للعمل على وقف العمليات العسكرية ونزيف الدم وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
 
وثمّن خلال كلمة له في القمة العربية والإسلامية "مبادرة السعودية لعقد هذه القمة الاستثنائية"، معبّراً عن "رفضه التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني" ومرحّباً "بالدعوة لهدنة إنسانية في قطاع غزة".
 
الرئيس السوري
 
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أنّه "يجب إيقاف أي مسار سياسي مع إسرائيل ويجب الوقف الفوري والمديد للحرب في غزة مع السماح بإدخال المساعدات".
 
وأشار في كلمته إلى أنّ "غزة ليست القضية وإنما فلسطين هي القضية"، مؤكداً أن "الوضع الفلسطيني ازداد ظلماً وقهراً".
 
وقال: "لا معنى لأي خطوة نقوم بها ما لم نمتلك أدوات فعلية للضغط"، مشيراً إلى أنّ "العلاقات مع إسرائيل يجب أن تكون رهنا بوقف الهجمات على غزة وإدخال المساعدات إليها".
 
ولفت الاسد إلى أنّه "لا وجود اليوم لراعٍ أو مرجعية أو قانون لدى الحديث عن عملية السلام."
 
 
ميقاتي
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: "على وقع الدم العربي المتدفِّقِ في فلسطين و#لبنان من دون رادع، وبكاءِ الأطفالِ والنساءِ الثكالى فوقَ أشلاءِ الذين استُشهدوا من أهلِنا، نجتمع اليوم لنؤكّد لأنفسنا أولاً ولكل العالم تاليًا، محورية قضية فلسطين أرضاً وشعباً، وما تختزنه من قيم نؤمن بها جميعاً.
 
فأمام صورة المشهد الدامي في قطاع غزة،
وأمام مشهد الطفولة التي تُنْحَرُ هناك مع سبق الإصرار والترصد،
وامام مشهد الاعتداء الاسرائيلي القاتل على الصحافيين والفتيات الثلاث اللاتي استشهدن مع جدتهن بالغدر الاسرائيلي في جنوب لبنان، 
وأمام مشهد التدمير الممنهج... تسقط ُكلُّ مفردات الإدانة التي أثبتت الأيام أن إسرائيل لا تقيم لها وزناً، ولا يردعها قانون دولي ولا ضمير انساني.
لذلك، في هذه اللحظة التي تجمعُنا في بلاد الحرمين الشريفين، نحن مدعوون إلى التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ فلسطين وغزة.كلنا استعرضنا الوضع الكارثي ولكن علينا أن ننتقل الى مربع القرار.فغزة تستغيثكم فلا تردوها خائبة".
 
وأكّد في خلال كلمة القاها في #القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض "فلسطين قضية عربية أولًا وأخيرًا، ونكبتُها نزلَت بعالمنا العربي ومزَّقَت شرقَه عن غربِه، ومشروعُ التوسّعِ والتهجير ما زال أساس السياسة الإسرائيلية. لذلك، نحن مدعوون لأن نُطلق صرخة انسانية واحدة، بأن وجعَ فلسطين هو وجعُنا، ودمَها دمُنا، ومصيرَها مصيرنا، فهي مهد السيد  المسيح ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام. فعلينا العملُ معاً لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غزة، واطلاق مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية".
 
وأضاف "من أجل التوصُّل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي، يبقى "حل الدولتيْن" بمثابة أفضل المسارات للمضي قُدُماً والسعي إلى بناء مستقبلٍ أفضل لنا جميعاً على أساس "مبادرة السلام العربية" التي اطلقت في قمة بيروت عام 2002".
 
واعتبر ميقاتي أنّ "ما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701. ولقد بادرت شخصيًّا منذ اندلاع أحداث غزة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ، من تمدد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان، ومنه إلى المنطقة".
 
وقال: "إن خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء".
 
وأشار ميقاتي إلى أنّه "بالرغم من كل هذا وذاك، نُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية - لا سيما القرار 1701 - ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا".
 
وختم قائلاً: "كنا في لبنان ولا نزال مع فلسطين، ودفعنا - وما زِلْنا - ثمنَ العدوان الإسرائيلي. وما الوهنُ البادي على بنية دولتنا إلا بسبب وقوعِها على هذا الفالق الزلزالي الذي أدّى بها إلى الإيغالِ في الفراغ والتفريغ. لكننا تعوَّدْنا منكُم النجدة وأنتم أهلها، ولست بحاجة إلى التأكيد على أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يقفون إلى جانب غزة وفلسطين، وهم يأملون أن يكون لهم جميع العرب حضنًا  وحصنا لدرء الانهيار".
 
 
 
وفي وقت سباق، أفادت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، أنّ قرار دمج القمتين جاء "استشعاراً من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها".
 
وتهدف الجامعة العربية إلى إظهار "كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه"، حسبما قال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي الخميس.
 

اقرأ في النهار Premium