العام الماضي، كتبت الإمارات صفحة جديدة في قصة نجاح أطلقتها منذ نحو خمسين عاماً، بوضع مسبارها الفضائي في مدار المريخ، بعد رحلة تاريخية استغرقت سبعة أشهر، قطعت خلالها 494 مليون كيلومتر، مُدشّنة حقبة جديدة في عالم استكشاف الفضاء. واليوم، تخطو الإمارات خطوة جديدة تتمثّل بإطلاق المستكشف الفضائي "راشد" نحو القمر في مهمة تستغرق 5 أشهر، وهي الأولى عربياً والرابعة عالمياً.
عند الساعة 11:38 صباح اليوم بالتوقيت المحلّي، دقّت ساعة الإنجاز. انطلقت مهمّتها لاستكشاف القمر من المجمع رقم 40 من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية في ولاية فلوريدا الأميركية، حيث عملت شركة "سبيس إكس" على إطلاق المستكشف داخل مركبة الهبوط اليابانية "هاكتور آر"، على متن الصاروخ "فالكون 9".
تستغرق رحلة "راشد" إلى سطح القمر خمسة أشهر، تبدأ بعدها مهمّته الاستكشافية الرئيسة، التي ستستغرق نحو 14 يوماً أرضياً ونصف اليوم، ما يعادل نهاراً قمرياً، ثم يدخل في حالة سبات خلال فترة الليل القمري التي تمتد إلى 15 يوماً ونصف اليوم، وفق "مركز محمد بن راشد للفضاء".
وسيهبط المستكشف على سطح القمر في نيسان 2023، في فوهة أطلس الواقعة عند 47,5 درجة شمالاً و44,4 درجة شرقاً، على الحافة الخارجية الجنوبية الشرقية لمنطقة ماري فريغوريس، أو ما يُعرف بـ"بحر البرد"، الواقعة أقصى شمال القمر، والتي اختيرت حفاظاً على المرونة أثناء إنجاز عمليات المهمّة.
يُنفّذ "راشد" دراسة ستّة جوانب على سطح القمر، وهي: علم الصخور وجيولوجيا القمر، والبلازما على سطح القمر، والغبار على سطح القمر، وتربة القمر، وبيانات لتطوير تقنيات جديدة، وجمع بيانات متعلقة بأصل النظام الشمسي وكوكب الأرض.