أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس العثور على "عدد قليل" من الوثائق السرية في منزله، ما أدّى إلى صدور دعوات للكونغرس للتحقيق في شبهات إساءة تعامل مع وثائق رسمية.
ويأتي ذلك في وقت تجري فيه السلطات تحقيقا في فضيحة أكبر تطال الرئيس السابق دونالد ترامب.
وعُثر في منزل الرئيس في ويلمينغتون بولاية ديلاوير على الوثائق التي تعود إلى الفترة التي كان يتولّى فيها بايدن منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما (2009-2017)، وذلك بعدما عثر على وثائق مماثلة في "خزانة مُقفلة" في مركز بن بايدن، للأبحاث والمرتبط بجامعة بنسلفانيا حيث كان لدى بايدن مكتب سابقًا.
وفي الثامن من آب، دهم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) مارالاغو، مقرّ إقامة دونالد ترامب في فلوريدا، وصادر صناديق تحوي آلاف الوثائق السرّية التي لم يقم الرئيس الجمهوري السابق بإعادتها عند مغادرته البيت الأبيض على الرّغم من الطلبات المتكرّرة بهذا الصدد. وبعض هذه الوثائق مصنّفة تحت بند أسرار الدفاع.
وأفادت تقارير صحافية أنّ تلك الوثائق السرية تحتوي على معلومات حسّاسة لا سيّما عن الصين وإيران، بالإضافة إلى أسرار نووية.
ويمكن أن تُوجّه لترامب اتهامات بعرقلة سير العدالة.
لكنّ العثور على الوثائق السرية في منزل بايدن يمكن أن تكون له تداعيات سياسية سلبية عليه خصوصا وأنه يشدد على الدوام على التزامه معايير أخلاقية رفيعة، كما من شأن هذا الأمر أن يعقّد التحقيق الجاري بحق ترامب.
والخميس قال بايدن لصحافيين "أتعامل مع قضية الملفات السرية بجدية كبيرة".
وتابع "نتعاون بالكامل مع وزارة العدل. في إطار هذه العملية بحث وكلائي القانونيون في أماكن أخرى كانت تُخزّن فيها الوثائق المصنّفة إبان الفترة التي توليت فيها منصب نائب الرئيس وقد أنجزوا عملية البحث ليل أمس".
وأضاف "عثروا على عدد قليل من الوثائق المصنفة في مناطق تخزين وخزائن للملفات في منزلي ومكتبتي الخاصة".
وقال بايدن إن "وزارة العدل أُبلغت على الفور"، رافضا الرد على أسئلة الصحافيين.
- دهم البيت الأبيض؟ -
وحضّ رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي الخميس الكونغرس على التحقيق مع بايدن.
وقال مكارثي "على الكونغرس التحقيق في هذا الأمر"، مشيرا إلى التحقيق الذي تجريه وزارة العدل بشأن الرئيس السابق دونالد ترامب لاحتفاظه بأكثر من مئة وثيقة سرية في دارته في بالم بيتش في ولاية فلوريدا.
وكان ترامب قد أطلق على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" منشورا جاء فيه "متى سيعمد مكتب التحقيقات الفدرالي إلى دهم منازل جو بايدن الكثيرة، وربما حتى البيت الأبيض".
وقال فريق بايدن إنه في حال تبين ان أخطاء ارتكبت في التعامل مع وثائقه الرسمية ستبادر الإدارة على الفور إلى تصحيح الأخطاء.
وكان البيت الأبيض أعلن الثلثاء أنّ محامي الرئيس عثروا على هذه الوثائق في تشرين الثاني أثناء إفراغهم مكتب بايدن وسلّموها إلى هيئة المحفوظات المسؤولة عن حفظ هذا النوع من المستندات الرسمية.
ثم عمد محامو بايدن إلى البحث في الأماكن التي يحتمل أن تكون مخزنة فيها وثائق أخرى.
في مسعى لنزع فتيل الاتهامات بالتدخل السياسي، كلّف المدّعي العام الأميركي ميريك غارلاند المدعي العام الفدرالي في شيكاغو الذي عيّن في ولاية ترامب النظر في ملف الوثائق السرية التي عثر عليها لدى بايدن.
وردّ فعل بايدن مناقض تماما لموقف ترامب الذي لم يتجاوب مع المحاولات المتكررة للسلطات العثور على وثائق مفقودة، ما دفع بمكتب التحقيقات الفدرالي إلى دهم دارته بموجب مذكرة تفتيش.